آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-04:21م

آخر صيحات نجيب قحطان : عدن كانت قرية تمتلئ بالزواحف السامة!

الأحد - 15 أبريل 2012 - الساعة 06:43 م

جبران شمسان
بقلم: جبران شمسان
- ارشيف الكاتب


   طالعنا نجيب قحطان الشعبي في العدد 141 من صحيفة الأمناء بتاريخ 14/3/2012م بآخر تقليعة له تحت شعاره المألوف خالف تعرف فقد سبق له في الفترة الأخيرة أن هاجم الأستاذ المناضل محمد سالم باسندوة والباحث القدير الراحل الأستاذ عبدالله محيرز ومن قبلهم هاجم أبو الشهداء الثلاثة الفقيد المناضل عبد القوي مكاوي وهاجم رائد النهضة التحررية والفكرية في الوطن الذي له فضل في تبني وتربية وتعليم أهم  أقاربه, ولا ندري على من أيضا من الراحلين سوف يتجنى هذا المتخصص في قذف رموز عدن والذي يعاني من عقدة عدن ومن فقدان مادة ينتفع بها الناس,  واليوم في صحيفة الأمناء تلفت فلم  يجد أحدا فاتجه نحو عدن المدينة, عدن سندريلا الشرق وعروس المحيط وحاضرة اليمن كما لقبها المؤرخون ولم يجد غير أن يصفها في أسفل العمود الثالث بأنها كانت قرية مهجورة تمتلئ بالزواحف السامة كالثعابين والعقارب وهي منفى للمعاقبين ! تصوروا !


     إننا نرى بأن هذا المتحامل دوما على العمالقة سيستمر في ممارسة مرضه وفي يوم من الأيام عندما لن يجد من يهاجم سيقوم بربط نفسه إلى المرآة والتعارك معها, انه سيستمر  ما لم يصدر قانون يحرم المس بالرموز السيادية والتاريخية قانون يجرم العبث والتشويه للرموز التاريخية التي هي جزء من تراث وتاريخ وسيادة الوطن الرموز التي لم نعرف عنها السرقة لميزانية الفلاحين والهروب والتجسس على المنظمات الوطنية وتأسيس فتنة (القومية والتحرير) وهو بدلا من أن يرد على الذين شرحوا والده تشريحا وكشفوه من أمثال الراحلين عبد الله الجابري في كتابه (الجنوب العربي في سنوات الشدة)  والعملاق عبده حسين الأدهل في كتابه (الاستقلال الضائع) والراحل محمد حسن عوبلي في كتابه (اغتيال بريطانيا لعدن ) يجري إلى قبور الموتى كل مساء لينبشها ويأكل رفاتهم بدلا من أن يذكر محاسنهم. إنه يحمل حقد الريفي الذي لم يتحرر من النزعة البدوية والقبلية على المدينة, على عدن وأهلها الطيبين وكأن له ثأر عندهم لا ينتهي, ظنا منه أن عدن قرية في وسط واديه عدد سكانها 600 تسعى فيها الزواحف. . وهو يحرص على اختيار أصغر الصور من أسوأ زاوية ليشبع غريزته في تشويه المدينة وأهلها الذين عانوا الأمرين منذ تسلم والده السلطة وهو الرئيس الذي تعرض للضرب 3 مرات في يوم واحد كما كتب فيتالي ناؤومكين في صفحة 237 من كتابه (الجبهة القومية) وسعيد الجناحي في كتابه (الحركة الوطنية) وذلك في يوم  20 مارس 1968ولكنه رغم الضرب استمر متشبثا بالسلطة طارحا الكرامة الشخصية  ورمزية السيادة جانبا بعد ضربه حتى أطيح به بعد عام وربع, وحادثة ضرب الرئيس هذه هي الوحيدة من نوعها في عالمنا. حمل قحطان على الأكتاف يوم الخميس 20 يونيو 69م في خور مكسرعند بوابة إحدى المعسكرات ويوم السبت 22 يونيو 69م بفارق يومين أطاحت به نفس الأيدي التي حملته ألم تكن تلك مهزلة. ولم يكن كلاما دقيقا أن قحطان الوحيد الذي سلم السلطة في عدن بدون دم فقد تخللت فترته حوادث 20 مارس 68م وضرب مبرح له ولغيره سال فيها دم وكسر للعظم فقد تمرد عليه سالمين وعلي عنتر في 14مايو68م  في أبين تمردا مسلحا شابته حوادث عنف ونداء لقحطان من التفزيون وجهه للمتمردين بالعدول عن التمرد وهو في حالة ارتباك ولم يعدم قحطان أو دخل زنزانة بل توفي وهو تحت الإقامة الجبرية في فيللا خاصة مصادرة على أحد مدراء شركة الطيران. ولم تكن بيد قحطان القوة العسكرية حتى يرفض الإقالة وليست الاستقالة. ولكن نعرف أن الرئيس عبد الفتاح إسماعيل سلم السلطة بدون قطرة دم رغم أنه كان بيده أمن الدولة وقوة الجبهة الوطنية  التي حسمت معارك 13 يناير86م فيما بعد بتمهيدها لدخول الدبابات وبيده بقايا من فرق الصاعقة والمظلات النازحة من الشمال والتي فكت حصار صنعاء وهذه كلها هي نفس القوى التي وقفت مع علي سالم البيض ضد يافع التي كانت ستبتلعه, فجرى نحو الوحدة نجاة منها ونكاية بها. (انظر كتاب محمد عباس الضالعي: عدن تدفع الثمن)

        

هل يعلم نجيب قحطان ماذا قال الرحالة ابن بطوطة عن عدن وتجارها (وليس صياديها) فميزها وأهلها عن سائر مدن الشرق التي زارها؟ وهل يعلم أن الكتب كانت تجلد في عدن قبل ستة قرون؟ وأن السفن الشراعية التجارية الكبيرة كانت تصنع في عدن إلى وقت قريب.

      

إن طبيعة الشخص غير المتحرر من النزعة القبلية والقادم من مجتمع غير مدني هو أن يسفه المدينة ويحقر من شانها حتى يرضي النقص الذي يعاني منه. وكأنه يقول : (عدن سيئة وبلا تاريخ ولكن لتبقى لي أنا وحدي اخرجوا يا أهل المدينة واتركوها لي ..). إن الشخص الذي يبصق في الإناء الذي يشرب منه أو يتبول فيه هو شخص غير طبيعي. يا أخي إذا لم تعجبك المدينة عد إلى موضعك الوعر القاحل. وقد صدق ابن خلدون في كل ما قاله على أعداء المدن والحضر .

        

و نجيب قحطان يذكر 13 وزيرا عند الاستقلال المغدور بينما هم 11 وزيرا فقط يوم تسلم والده السلطة كل وزير يحمل وزارتين أو ثلاث لان الرفاق الحركيين كانوا يعانون من نقص الكوادر المؤهلة للحكم والسلطة وتحمل المسئولية ولم يتمكنوا من تغطية كل المقاعد المفترضة للوزارة لذا جعلوا بيد الوزير أكثر من وزارة. وحتى الذين تولوا المناصب الوزارية هم بين صغار السن وعديمي التجربة والمستوى المقبول أو المتدني وبين من تبخرت معلوماته القليلة بسبب الأحداث والعواصف وسيل لعابه على السلطة التي تحصر الذهن في التفكير في مخاوفها ومخاطرها المهلكة في حالة النهج التآمري  فيقضى طموحه السياسي الأهوج وهاجسه الدائم نحو السلطة على ما تبقى لديه من تحصيل دراسي متواضع. ولم يوضع وزير عند الاستقلال في المكان المناسب لأنه لا يصلح وزيرا أصلا وبعضهم لم يكن يحلم أو يتوقع منصبا كهذا وكانوا كفريق الكرة الخاسر الذي يقوم مدربه الخائب بتغيير اللاعبين وتبديلهم دون جدوى, وكان يتم نقل الوزير من وزارة إلى أخرى بعيدة عنها أو لا علاقة لها بها كعلي سالم البيض الذي نقل من وزير للدفاع بعد فترة إلى وزير للخارجية دون أن تكون له  ثقافة أو علوم عسكرية تخصصية, ودون أن يجيد لغة أجنبية ناهيك عن الفصحى أو معرفة بالتاريخ والعلاقات الدولية. وكان البيض في 1968م أثناء حكم قحطان قد أمر بقصف صعيد شبوة بالطائرات البريطانية المتوفرة 11طائرة من طراز (جت بروفكس) وبطيارين انجليز حين لم يكن هناك بعد طيارون محليون مدربون وقد قام الأهالي بقتل أحد الطيارين الانجليز عندما هبط في منطقة عرقة قرب السواحل بالمظلة من طائرته التي أصيبت أثناء غارتها على الصعيد أثناء انتفاضة الصعيد ورفضها لحكم الجبهة القومية وفيما بعد في حرب الشرورة والوديعة رفض الطيارون الانجليز القيام بالقصف. وأعطوا لعبد الفتاح ثلاث وزارات وقد كان مدرس رسم في مدرسة ابتدائية ولفيصل عبد اللطيف ثلاث وزارات ( وفيصل هذا هو خال نجيب قحطان وشقيق والدته وقد نشأت والدة فيصل وأبوه عبد اللطيف الشعبي في بيت لقمان الذي تبناهما وأنفق عليهما ثم عاد نجيب ليهاجم لقمان في الصحافة والنت,  كيف ترون ؟ ).

     

 وفي المؤتمر الرابع لجبهة قحطان كان مندوبو عدن 25 مندوبا هذا إذا كانوا من عدن بينما كان مندوبو المحافظتين الثانية والثالثة 77 مندوبا(32 للحج و45لأبين) أي بواقع ثلاثة أضعاف مندوبي عدن بينما كان سكان عدن يفوق سكان المحافظتين بثلاث مرات وكذا عدد فدائييها الحقيقيين. وأما عدد أعضاء القيادة العامة من عدن فلا يكاد يذكر.

        

أما الذين شاركوا من أبناء عدن في مناصب السلطة كما قال نجيب قحطان فان القاصي والداني يعرف أنهم كانوا خارج القرار وخارج النفوذ على الدوام كانوا مجرد موظفين عند القبيلة كان دورهم إداريا وليس سياسيا متنفذا. وحتى هؤلاء الذين في السلطة حسبوا من الباطن على العدنيين وتمت تصفية بعضهم بحادث الطائرة الشهيرة المدبر. وقد هـُـمـّش العدنيون جميعا بالجملة لأنهم كانوا محسوبين (ثورة مضادة) و (جبهة تحرير) و(تنظيم شعبي) حيث لم تنس السلطة أن الآلاف من أبناء التنظيم الشعبي أخرجوا جبهة نجيب القومية مع القبيلة المستأجرة جريا على الأقدام من الشيخ عثمان حتى استنجدت بالجيش ومن وراءه ومن ثم بدأ مشوار الانتقام من أبناء عدن والحقد عليهم وتم تهميشهم. ومن الطريف أن نشير إلى ما ذكره ديفيد ليدجر صاحب كتاب (الرمال المتحركة) من أنه عندما طلبت الجبهة القومية من كبير قبيلة العواذل أن يمدها بأفراد محاربين لمقاتلة جبهة التحرير في عدن, طلب من الجبهة القومية إعطاءه سيارة السلطان أحمد عبد الله الفضلي الأوتوماتك مقابل إرسال رجاله إلى عدن لمناصرة الجبهة القومية ضد الفدائيين. وإلى جانب الجيش استعانت جبهة قحطان بمجاميع قبلية من الريف للضغط على عدن تحت اسم الحرس الشعبي وكان ما يصرف للفرد منهم يوميا ثلاثة شلن.

        

أما الذين عملوا وزراء من أبناء عدن والمعدودون بأقل من عدد أصابع اليد اليسرى كانوا محسوبين على عدن مهما بذلوا من ولاء, حتى منطقة دار سعد التي كانت تابعة للسلطنة العبدلية حـُسبت عليها حيث رفض علي عنتر مقترح الرئيس علي ناصر محمد قيام مشروع الصرف الصحي لدار سعد  بشركة كابوتا اليابانية, وكانت حجة علي عنتر في الرفض قوله: (أنها منطقة ثورة مضادة) وقد كانت المدينة تعاني من أزمة في جانب الصرف الصحي حينها وتطفح فيها المجاري,  إلى هذا الحد من الحقد على المدينة كان عليه من في السلطة, وحتى قحطان كان يردد في خطاباته:( سنبدأ بالريف قبل المدن) ولم يفكر بالعمل في خطين متوازيين ريف ومدينة. ويؤكد الكاتب الفنان الوطني محمد مرشد ناجي في كتابه (صفحات من الذكريات) بأن فيصل نفسه رحمه الله الذي كان  داينمو محرك وعنصر فعال قبل الاستقلال في الجبهة أصبح بعد الاستقلال ضعيف القرار ليس بعيدا عن غيره من الوزراء العدنيين الثلاثة لسبب واحد هو أن المرحلة كانت تسيرهم جميعا ولم يكونوا هم يسيرون المرحلة, وقد اعترف بهذا التعبير فيما بعد المناضل الحاج صالح با قيس. وكانت حكومة العالم الخفية تحرك الأمور عن بعد برضاء وسرور تام من السلطة.

      

وأما أسماء العدنيين الذين ذكرهم نجيب فهم من الحركيين الذين شذوا عن إجماع الحركة الوطنية وإيقاعها العام في عدن وعن خلاصة الرأي العام كما يفعل نجيب الآن, وكانوا ضد اتجاه التيار الوطني والقومي والمزاج العام للشارع في عدن, وعن روح العروبة الناصرية الثورية التي عملت على طرد الانجليز من الجنوب, وتبعوا حفنة بيروت المشبوهة وكانوا دائما قلة مخالفة بدأها طه مقبل في (نادي الواي) بالشيخ عثمان.

                  

 ولا تكون شهادة الميلاد والاسم أو حتى اللهجة دلائل وشواهد كافية للانتماء لروح هذه المدينة الطيبة عدن وأهلها بل بالانسجام مع روح المدينة, مع الطابع والهاجس الوطني العام والقومي العروبي الذي جــُبلت عليه عدن منذ العشرينات والثلاثينات بأنديتها الوطنية والقومية قبل غيرها على مستوى الجزيرة منذ العشرينات. هذه هي روح عدن التي لم يفهموها ولم يعرفوها.

            

وفي الخمسينات والستينات عشقت عدن مصر عبد الناصر صاحب العملية الظافرة التي أسماها (صلاح الدين) لطرد الاستعمار من عدن والجنوب ودعمها حتى النصر في الوقت الذي عارضه هؤلاء الحركيون فمزق قحطان الشعبي  صورة جمال عبد الناصر أمام أحمد شريف الرفاعي في عام 1957 ثم سافر إلى لندن (للعلاج من الأميبا !!) في عام 1958 ثم عاد وسحب مبالغ الفلاحين من الريف وهرب إلى شمال الوطن ليكون ناصريا. وكان أول من زرع الفتنة بين ما سمي (بالقومية والتحرير) عن طريق تحويل الاسم الأول لجبهة التحرير الذي صاغه مؤتمر فبراير 1963م بحضور ألف مناضل في صنعاء إلى اسم الجبهة القومية في أغسطس 63م بدون مؤتمر ولا مرجعية سوى حركيي بيروت ومن هنا بدأت الفتنة حيث ركبت حفنة حركيي بيروت من مسيحيي معهد شملان المشبوه (وهم حركة القوميين العرب) على ظهر الثورة في جنوب الوطن وتحكمت بالجنوبيين وزرعت الفتن, وكان عراب التوقيع لتغيير الاسم وتحويل المجرى وحرف السير وإشعال الفتن هو قحطان, ثم قامت جبهة قحطان القومية في عام  1965م بتوزيع منشور داخلي تهاجم فيه رائد القومية جمال عبد الناصر لقد كانوا قوميين ضد القومية ويغردون خارج السرب مخالفين في مذهبهم كافة المجتمع وعامة الناس وظلت هذه العقدة وهذا الحاجز النفسي بينهم وبين الشعب إلى يومنا هذا, من معاداتهم لعبد الناصر (كما اعترف وأكد الجناحي في كتاب الحركة الوطنية بهذه المعاداة) إلى توقف الجبهة عن المشاركة في حرب التحرير في يناير 66م (بحيث كانت مشاركتها 13 شهرا متقطعا فقط في عدن وليست أربع سنوات كما يدعون) إلى بدء اغتيالات الفدائيين إلى التدبير مع الجيش والمستعمر لشن حرب نظامية على الفدائيين في 6نوفمبر1967م إلى الموافقة على الانفراد بالسلطة هروبا من منافسة الأطراف الوطنية والتحررية والفدائية الأخرى التي شكلت الأغلبية الساحقة في عدن. فكيف يقول نجيب إن جبهته القومية انتزعت عدن من مخالب الانجليز الذي ساعدهم ونسق معهم فحملوا نعوشا ملفوفة بأعلام بريطانية بدلا من أن تكون ملفوفة بأعلام الثورة للشهداء في مسيرة 19 يناير 67م في كريتر وذلك لتلبية شرط الاعتذار وطلب غفران من المستعمر بناء على التنسيق معه وبدء الخطوات لتسليمهم السلطة. وقد أخلى الانجليز لهم الشوارع  يومها من الجنود وسهل لهم الأمر ولم يعتقل أحدا منهم على قلتهم لتحالفهم السري معه وكان بإمكانه اصطيادهم وجرفهم كما يـُجرف صغار السمك الميت الذي يغطي الساحل, ولكنها المؤامرة. 

        

وهذا يذكرنا بما ورد في كتاب المرحوم المناضل عبد القوي مكاوي (شهادتي للتاريخ) في شهادة وردت في الكتاب على لسان القائد العسكري ناصر بريك عولقي الذي أقصته بريطانيا من الجيش لميوله مع جبهة التحرير ونصحت ضباطا آخرين بالانضمام إلى الجبهة القومية !!! ووزعت بطاقات خاصة لبعضهم لتسهيل مرورهم في النقاط وكان الجنود الانجليز يقولونها صراحة للمواطنين وبلهجة ركيكة:" N.L.F  تمام- ويقصدون بذلك الجبهة القومية- و FLOSY مش تمام.. "- ويقصدون بذلك جبهة التحرير والتنظيم الشعبي-. وكانوا بذلك يفضحون حلفاءهم.(انظر كتاب يوسف العزيبي :"التنظيم الشعبي خلاصة ثوار الجنوب").

             

أما ما جاء على لسان الزعيم ناصر بريك عولقي وبقلمه من شهادات له ولعجرومة وغيرهما في كتاب المكاوي المذكور ومن صفحة 424 وما فوق فنكتفي منها بشهادة واحدة وهي أنه وجد بعد الحرب الأهلية الأولى نهاية سبتمبر67م- وجد ثلاثة من أبرز قادة الجبهة القومية والذين كانوا على رأسها في ذلك الوقت, وهم قحطان محمد الشعبي وفيصل عبد اللطيف الشعبي وسيف الضالعي وجدهم يركضون إلى شرفة مكتب  دار المندوب السامي البريطاني للاختباء منه حيث قال عنهم بالحرف الواحد وقد حدد أسماءهم :" فوجئنا بهؤلاء يهرعون إلى شرفة مكتب المندوب السامي للاختباء...".  ومسيرة النعوش البريطانية الملفوفة بعلم الاستعمار مذكورة في كتاب فيتالي ناؤومكين (الجبهة القومية) وكتاب محمد سعيد عبدالله (عدن كفاح شعب) في نهاية الكتاب قسم الصحف بتاريخ الحدث. وكانت الناس تصيح ضد مسيرة الحركيين( ناصر .. ناصر..) وهو نفس الهتاف الذي كان يزعج الانجليز منذ عام 1956م في عدن.

                      

  أما بالنسبة للدولة وتعريف الدولة وشروط الدولة التي ذكرها الحاج نجيب. فنقول له ما يأتي :

-(الدولة هي تلك القوة الاجتماعية المنظمة التي تملك سلطة قوية تعلو قانونا فوق أية جماعة داخل هذا المجتمع وعلى أي فرد من أفراده) هذا هو الجوهر الأساسي والأول للدولة. أما الشروط الأخرى من قيم وجيش وماء وزراعة ومؤسسات فهي تأتي مع ذلك ويمكن تدبيرها في عدن على النحو الذي سنتطرق إليه, و إلا كيف نسمي الدولة دولة إذا وجدت كل الشروط  المذكورة من قيم وجيش وماء وزراعة وغيره ولكن يقوم فيها الضباط والجنود بضرب قائدهم الأعلى للقوات المسلحة ورئيسهم مثلما حصل لقحطان الشعبي يوم 20 مارس 1968م وضرب الرئيس ثلاث مرات؟ ما جدوى وفائدة الشروط الأربعة المذكورة إذا لم يكن للدولة ورئيسها الشخصية القوية والحرمة والكرامة؟

                       

يميز الدولة عن غيرها من المجتمعات حقها في طلب الطاعة بصرف النظر عن القيم.  وإن كثيرا من الحكام والدول مارست وجودها بدون قيم أو ناسفة للقيم فمثلا دولة نجيب (القومية) كانت تمنع البسملة في الرسائل. وهناك حكام ودول في التاريخ قامت على الإباحية بدون قيم, و ما رأيك بإمبراطورية المغول والتتار ؟

         

ونرى اليوم في بعض دول المنطقة ومنها دولتنا الحالية توفر كل الشروط المذكورة ولكن الدولة غائبة وهي لابد أن تكون موجودة مادامت شروطك موجودة. إذن نخلص إلى أن شروطك مهمة ولكنها ليست الأساس الأول. وعليه فإن للمدينة عدن القدرة على توفير الشروط مع وجود الطاعة وهي الخضوع للنظام والقانون والحاكم ومع وجود الأساس الأول وهو الدولة, الأساس الذي أصبح غائبا في ظل قبائل تسعى للتمرد والانفصال والتجزئة والتفرقة والتحكم بالمدينة والاستئثار بها والإفساد فيها ولا بد من إنقاذ المدينة من هؤلاء وحتى من السفهاء المغرورين.

-         أما الشروط فيمكن توفيرها على النحو الآتي:

-  1 -  وسائل عيش السكان ومصادر الدخل:

-         أ – الثـــــروة البحــــــرية

-         ب – المنطقة الحــــــرة والتي توفر لأي بلد يعمل بنظامها دخلا أضعاف دخل النفط كما هو الحال في دبي.

-         ج – الصناعات والمصانع الخفيفة والمتوسطة.

-          د – التجــــارة بأنواعــــــها.

-   هـ- السيــــــــــاحة: حيث تمتلك عدن أجمل سواحل وأهم أثر تاريخي عالمي وهو الصهاريج  والشتاء اللطيف وأطيب ناس يحترمون الغريب لا يقطعون الطريق (كما حدث في الصبيحة بلاد نجيب ونهبوا على والدي قافلة نسيج عام 1942م) ولا يخطفون الأجانب.  

-   و -  الميـــــاه والحبوب :  ويمكن من كل تلك المداخيل والمصادر المالية الواردة ان تشتري الدولة مختلف السلع كالحبوب وغيرها من أي مصدر قريب أو بعيد كما لا تقتصر مساحة عدن على كريتر كما هو واقع ومعروف بحيث يمكن حفر الآبار المحلية كما حدث في حرب 94م  وفي المساحات من فقم حتى العلم والاعتماد على الآبار القديمة باتفاق متبادل  إلى جانب صناعة تحلية ماء البحر. ويمكن استغلال هذه المساحات لزراعات خفيفة.


- عدن مدينة مفتوحة على الخارج عن طريق البحر ويمكن ان توفر أي شي دون أن تختنق على العكس من بعض المناطق. ويمكن أن توظف الأيدي العاملة من داخلها وخارجها من أولئك الذين يحبون العمل والإنتاج والتجارة والذي قام الكابتن هنس ببناء أسواق لهم وليس الذين يرغبون في التحكم بعدن ويريدون كل شيء جاهزا يمارسون الأخذ دون العطاء ثم يهربون من عدن وقت المحن.

       - إن عدن يمكن أن تكون هي المدينة الدولة وهي الدولة المدينة ما دام قد جربت وعانت من القبيلة التي خربتها وعاثت فيها فسادا أن القبيلة لا تصلح لحكم المجتمع المدني مادامت النزعة القبلية لا زالت تعشش في عقول أصحابها وبعد خمسين عاما إذا تحررت القبيلة من هذا المرض وتحضرت وتطورت عندئذ تكون المسألة فيها نظر.


-  2  - وجود قوة عسكرية للدفاع:

-

 وتعتبر عدن من عمران إلى العلم طولا ومن عدن حتى قرب صبر عرضا وقد تنقص هذه المساحة أو تزيد وفقا للتنسيق, لكنها كافية كمساحة دول كالبحرين وسنغافورة والفاتيكان وموناكو وقطر وغيرها, تقوم على مجتمع مدني غير قبلي ولا مسلح إلا بفرق نظامية رسمية من أبنائها الذين شهد لهم هيثم قاسم في معارك 70 يوما من حرب 94م قائلا :(أصحاب التمبل أثبتوا جدارتهم أفضل من غيرهم) حين اختبأ 200 ضابط من ضباط القبيلة في شقق عبد العزيز وأخرجهم محمد علي أحمد من الشقق, و قد سبق أن قام آباء شباب 94م بدحر جبهة نجيب إلى أحواض الملح خارج الأحياء في 67م حتى تدخل الجيش ومن وراؤه. والمواقع الجبلية الحصينة لعدن كجبل حديد وبين الجبلين تجعلها مؤهلة لتخزين الأسلحة وقيام معسكرات وعمل التحصينات وهي نوع التحصينات التي لولاها لاستطاعت الحملات الأولى طرد المستعمر.


-    3  - وجود القيـــــم:

            

أما عن القيم فقد كانت عدن متمتعة بالقيم والمثل العليا وذات دين وثقافة وأخلاق تماما مثلما كانت مصدرا للتنوير وللنهضة الفكرية والتحررية ومصدرا حتى لبعض الفتاوى الدينية إلى الجزيرة وقد صدرت معظم ذلك كما كانت تصدر تجارتها. ووصف ابن بطوطة أهل عدن عند زيارته أيضا في القرن الثالث عشر الميلادي بأنهم كانوا يؤدون كل ما عليهم من فرائض روحية ومادية وكانوا أهل دين وخلق. وماذا بعد هذا؟


عــــــــــدن دولـــة :

  وأما عدن ومحمياتها الشرقية والغربية قبل الاستقلال من لحج حتى المهرة  فقد كانت دولة في ظل احتلال كما كانت مصر دولة في عهد الملك فاروق في ظل الاحتلال البريطاني ومعترف بها في الجامعة العربية التي كانت مصر نفسها مقرا لها ومعترف بها في المجتمع الدولي واستمر الاحتلال في مصر بعد ثورة يوليو 52م وحتى الجلاء في 1954م وكان الانجليز يتحكمون في قرارات قصر الملك  كما كان يتحكم المندوب السامي في عدن والمستشارون في قصور السلاطين في الجنوب, عدن دولة على اعتبار أن عدن كانت تحمي المحميات وليست المحميات تحمي عدن.. وليس من فارق من الناحية الواقعية بين بلد محتل أو بلد مستعمر لأنه في الحالتين جيش الاحتلال موجود وقرار المحتل موجود وليس من فرق إلا في المصطلح والاسم الموجود ين في ذهن ونفسية نجيب. كما أن هناك دولا عربية صغيرة بها القواعد الأجنبية والقرار الاستراتيجي ليس بيدها وهي دول معترف بها.

 

-  الأديان والمذاهب والأعراق المتعددة في عدن : أما الذين  يقولون إن عدن فيها أو كان فيها مختلف المذاهب والأديان والأعراق فهذه ميزة لعدن وليست منقصة لأنها تعتبر مدينة (كوسموبولوتيكة) مزيج متجانس وصفوة وخلاصة للكل وقد تعايش هؤلاء جميعا مع بعضهم بأمن وأمان وسلام وتعاون وعمل. وعدن بثقافتها المبكرة علمت القبيلة التنوير بما فيه من معاني ومفاهيم التحرر والعروبة والقومية والتطور والتقدم والمدنية. وكانت السباقة ولكن لا جدوى من بعض القبائل في جنوب وشمال الوطن لم يردوا لها الجميل بل كافئوها بالطمع والنكران والتجاهل حتى اللحظة ولكن لن يفلحوا. وللأسف نجد أن  القبيلة تريد آن تكون فوق الجميع. علما بأن عدن لا زالت ومنذ الوقت البعيد محتفظة بعروبتها وقوميتها ويمكن أن تتوحد مع مجتمع عربي متحضر متمدن متحرر من النزعات على أن تظل مع المتخلفين الذين يمتصونها و يشدونها إلى الوراء وإلى الهاوية. وبدلا من أن يتوجه نجيب إلى قريته للتدريس وإفادة الناس فانه لا يزال يحلم بالرئاسة وبالتوريث.

               

 - ميناء عدن لم يتوقف منذ فجر التاريخ بحكم موقعه الذي يحتم عليه أن يكون كخلية النحل من تجار من كل حدب وصوب وكانت أسوأ حقبة تجارية هي حقبة جبهة نجيب القومية حين توقف الميناء وطرد والده الكوادر المؤهلة بتسريح مئات الفنيين والإداريين من أبناء عدن الذين لا شأن لهم بالسياسة ولا ذنب لهم فبدأ بتدمير أفضل جهاز إداري في الشرق الأوسط حينها وخفض الرواتب وجاء اليساريون القبليون وأكملوا الباقي. لقد اعتذر بعض قادة الجبهة القومية لعدن ولكن نجيب قحطان وأشباهه لا زالت مناخرهم في السماء لا يشمون الجيف التي تحت أقدامهم.


            

- أما عدن عند الاحتلال فليس كما يصور نجيب وأمثاله بأنها قرية مليئة بالزواحف عن جهل وحقد ومرض بل كان هناك سور عال لحماية المدينة يمتد من الجبل الأخضر وهو جبل المحكمة حتى جبل حقات تتخلل هذا السور قصور ودور ومباني ضخمة مابين الأبواب الثمانية التي تعرض لها الباحث عبد الله محيرز في كتابه ( صيرة) ونشر لها الخرائط والرسوم وهل يبني الصيادون شيئا من هذا؟ ومنازل المدينة بيضاء وهي عامرة بالمساجد التاريخية من جامع العيدروس إلى جامع العسقلاني إلى مسجد أبان أول وأقدم مسجد في عدن إلى المنارة التاريخية بجانب البريد. وقد كانت تجرى الاحتفالات عند وصول كل سفينة تجارية محملة بالبضائع من العاملين بالميناء و ليس لهم علاقة بالصيد بل بالسلع الواردة والصادرة أما الصيادون فقد اقتصروا على سبع أسر في عدن مذكورة في كتاب (أقلام المخيم). والصيادون لا يبنون السفن الكبيرة وإنما قواربهم الخاصة بالصيد وليس بعبور المحيط والبحار.

 

وكيف تكون نافذة العرب على الهند والصين قرية صيادين. ان عدد 600 نسمة الذي أورده نجيب هو العدد الذي سجله الانجليز بعد الاحتلال مباشرة عندما كان السكان لا يزالون هاربين من المعركة في الريف ولكن في العام التالي ارتفع العدد إلى 9000 فماذا يعني هذا ؟ يعني أنهم عادوا بعد انتهاء المعارك, وهذا العدد حينها ليس بالقليل. وقع نجيب فيما وقع فيه علوي طاهر وإلا فكيف يكون المدافعون عن المدينة من العسكر ألف مقاتل ويكون السكان 600 متى كان العسكر أكثر من السكان ؟ ناهيك عن عدد المساجد في المدينة ؟ إن عدن مدينة و ميناء تجاري عبر التاريخ وليس قرية صيادين .

                

  وليس في انضمام عدن إلى الكومنولث ما يضير طالما وأن الحفاظ على الهوية والسيادة قائمان, وقد سبق في التسعينات أن طلبت الجمهورية اليمنية نفسها الانضمام للكومنولث فهل فقد ت سيادتها بهذا الطلب؟ كلا, غير أنه لم تكن هناك جدية في الطلب ومتابعة للأمر.

           

ويقول نجيب بأن عدن إذا صارت دولة فلن تجد ما تأكله وتشربه وكأنها طيلة القرون السابقة لم تكن تجد ما تأكله وتشربه سواء في ظل حرية أواحتلال.

              

ومن العيب تزييف الصور في موقع النت الذي صنعه نجيب لوالده فقد وضع إحدى الصور مستخدما الفوتوشوب على أنها لوالده يخطب من مكان عالي ومن تحته الملايين وهو يحييها مثل جمال عبد الناصر على أنها صورة حقيقية ليوم الاستقلال هذا تزييف وخداع فلم يكن في الواقع والحقيقة شيء من هذا لأنه من حسن حظنا وسوء حظ نجيب أن الصورة الحقيقية موجودة في نفس مجموعة صوره على الموقع, وهي أن قحطان خطب في الميدان الترابي لمدينة الشعب وهو واقف أمام الجمهور في نفس المستوى مع خط المواطنين وأعضاء الجبهة القومية من الريف الذين كانوا يصطفون في خطوط الميدان الثلاثة أما الخط الرابع للميدان وهو الخط الشمالي جهة مدينة الشعب وقرية بئر أحمد فكان لميز الخطابة وللمسئولين الجدد والعسكر ,

 

أما الميدان نفسه فقد كانت مساحته مفرغة وخالية لإجراء امني ولتتمكن الخطوط الثلاثة الباقية من المشاهدين المحيطين بالميدان من مشاهدة الخط الرابع حيث يلقي الرئيس وغيره كلماتهم فكان خط الرئيس والمسئولين وخطوط المشاهدين الباقية في مستوى واحد فلماذا تزييف الصور واختلاق وضع آخر لم يكن موجودا مادام الصورة الحقيقية موجودة في نفس الموقع على الميدان وعلى النت. ولكي يصدق الناس الصورة المزيفة ادعى نجيب انه جرى احتفالان في نفس اليوم وهذا غير صحيح انه احتفال واحد فقط لعامة الناس غاب عنه آلاف المعتقلين من الفدائيين في سجون جبهة قحطان. غير أن نجيب بتزييفه الصورة يريد أن يقول انظروا أبي أنه مثل جمال عبد الناصر زعيم الملايين يخطب ويحيي الجماهير من أعلى وهي تحته.

 

لدى نجيب جنون عظمة وغرور وعقدة زعامة وأحلام ورغبة جامحة في التوريث وفي تورثه لرئاسة والده بدلا من نقد الأخطاء بشجاعة وصراحة سيحمد عليها, ونحن نتحدى نجيب أن يكشف عن الأرض و موقع الصورة المزيفة التي صنعها لخطاب والده بالفوتوشوب ويبين لنا العنوان. إن زوايا الصور تكشف التلاعب السخيف بالحقيقة والواقع. وهنا ملاحظة أوردها باعتباري حضرت ميدان الخطبة فعندما ظهر العالم الجليل صاحب الفضيلة – الضرير- الشيخ محمد بن سالم البيحاني من ناحية الخط الجنوبي للميدان من جهة البحر ضج الناس بالتصفيق بشكل ملفت أكثر بكثير مما صفقوا للرئيس ورفاقه وكانت هذه رسالة من جماهير عدن تذكر السلطة الجديدة بفعلتها في 6 نوفمبر 67م من تفجيرها لاقتتال أهلي وقف فيه البيحاني رحمه الله من الإذاعة مطالبا بوقف سفك الدماء. وقد قطع البيحاني الميدان نحو المنصة يقوده دليله وسط دموع فرحة الجماهير به وتصفيقهم الحاد وكأن ذلك شهادة حب وإعجاب وعرفان  ومكافأة له أحس بها البيحاني وامتعض لها من كانوا في المنصة بوضوح الملامح وبان الإحراج على وجوههم, ثم تمت مضايقة البيحاني من قبل السلطة بعد الاستقلال انتقاما منه ولكونه عالما في دولة أنصاف المتعلمين والجهلة المفروضين على الشعب ورحل إلى شمال الوطن حيث توفي هذا الرجل النابغة والضرير هناك في تعز.


 وأما أن يقول نجيب بأن أراضي عدن كانت ملكا للانجليز وإن أبناء عدن كانوا ضيوفا عليها فهذا نسف حتى لزعمه بنضال والده إذا سلمنا بصحته ونسف لرسالة الوطنيين وشعب عدن فكل هؤلاء لم يكونوا يعترفوا بملكية الانجليز لأراضي عدن ما عدى نجيب فهو يؤكد الملكية معترفا بالوثائق التي رفضها حتى ابن السلطان نفسه. لم تكن ملكية الانجليز لهذه الأراضي شرعية ولا مشروعة ولم يعترف بذلك الشعب اليمني في عدن وغيرها وإلا لماذا قامت الحروب والمعارك والحملات الأولى والنضالات ضد المستعمر ؟ الحملات الأولى طيلة خمسة عشر عاما ضد الكابتن هنس والتي شارك فيها العبادل والفضلي وحتى العقربي وحملة المخا عبر تعز بقيادة السيد اسماعيل بن الحسين ولكن لم يشارك فيها حينها الصبيحة والضالع ويافع. (انظر كتاب د. خالد القاسمي حول الاحتلال البريطاني لعدن).  إن نجيب يوثق ويشرع لملكية الانجليز للأراضي حينها ويجرد أبناء عدن منها معترفا ومشرعا للبيعة وأن أبناء عدن كانوا مجرد ضيوف,بينما كانت البيعة مرفوضة حتى اللحظة ولذا قامت حروب التحرير .

            

وان على نجيب مراجعة لغته العربية والنحو فهو لا يفرق بين حالة النصب والجر والرفع في جمع المذكر السالم مثل الأخطاء في عنوان نهاية العمود الأول (وثائق تثبت مشاركة العدنيون) والصواب مشاركة العدنيين كونها مجرور بالإضافة وعلامة الجر الياء كونه جمع مذكر سالم. ولكن يبدو ان نجيب مولع بالرفع وليس بالجر, فقد كرر الخطأ ثلاث مرات في كلمة (البريطانيون) في منتصف العمود الثاني وفي منتصف العمود الأخير والصواب هو (البريطانيين).

         

وأما أن  يقول نجيب بتبجح إن على الآخرين أن يبجلوا الجبهة القومية لأنها انتزعت عدن من بين المخالب البريطانية وجعلتها جنوبية يمنية عربية فالعالم الخارجي والداخلي والكتب الموجودة في أيدينا والتي ذكرنا بعضها في ردنا يعرفون جميعا ويشهدون كيف تسلمت الجبهة القومية السلطة وكم عدد أعضائها ويدرون أن آلاف الفدائيين الذين دوخوا المستعمر واجبروه على الانسحاب وصنعوا الاستقلال كانوا في سجون ثلاث محافظات يوم الاستقلال بعد أن اعتقلهم جيش الجبهة وصنيع المستعمر في حملة 5 و 6 نوفمبر 67م , ولكن الله لم يمهل جبهة نجيب قحطان حتى جعل بأسهم بينهم يتآكلون كالذئاب ويضربون الرئيس ويخربون البلد هذا هو انتزاع جبهة نجيب لعدن من مخالب الأسد.