آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-12:10ص

من أوراقي الحزينة !

الأحد - 27 مايو 2018 - الساعة 06:31 ص

كوثر شاذلي
بقلم: كوثر شاذلي
- ارشيف الكاتب


       في بلادي يصنع الطاغوت ويمجد ، وتصنع الأسطورة من مفردات ونسج الخيال حيت لاوجود لها على ارض الواقع وللأسف يصدق الكثيرون ماصنع من الهلام . تنفخ البالونات حتى تصبح قنابل موقوتة تتفجر في وجوهنا لتبدد أمننا واستقرارنا وثرواتنا.. يحتفي البعض لكذبه صنعت في غفلة من الضمير  والتاريخ ويمشي طوابير خلفها كالقطيع يراد لنا ابتاعت تجارب أفسدت حياتنا وأوصلتنا إلى مانحن فيه من فشل وضياع وتناحر ضحيته نحن  والأجيال القادمة لنعيد تجربة المجرب الفاشل ونعيده إلى مراحلنا التي نحرقها بمنتهى الحماس والإصرار على الفشل !!

 

في بلادي تنتصب الإنصاف وتنكفئ القامات بسبب اجتياح طوفان المال الذي غسل عن البعض انتماءهم وضمائرهم وعقولهم .. ولان الطريق أسهل مايكون لمثل أولئك البائعون الدين لايعني لهم الوطن شيئا ولم يعد لشيء صدقيته وقدسيته حتى حياة الإنسان لاتهم أمام المال إي كان مصدره ولأي غرض يدفع.. ولاحساب ولاعقاب للبائعين الجائلين في سوق الارتزاق. مساحة الوطن تتآكل وتتضاءل وتصغر حتى تكاد تختفي حقيقة كل الأشياء .

 

 لم يعد الحق حقا لقد ساد الباطل وتسيد وافرد قلوعه وتفوقنا فقط في كيفية نهزم بعضنا  لننتصر على بعضنا بعضا وكيف نحول مدينتنا عدن إلى قرية يسكنها الجوع والفقر والخوف والجريمة والإهمال ونجحنا أما بالمشاركة الفعلية وأما بالصمت المتواطئ الجبان في تخريبها تخريبا منظما ومقصودا وبكل ماعليها لان من نصبوا أنفسهم أولياء أمر علينا وعليها مشغولون بالاستحواذ والهيمنة المطلقة بعيدا عن المشاركة والحق المتساوي لكل أبناء الوطن وان تنوعت واختلفت آراءهم ورؤاهم،فلا يستمعون لبعضهم بعضا إلا كي يتصيد كل طرف للأخر أخطاؤه ونواقصه وزلاته . ماهرون في تحويل الايجابيات إلى سلبيات ، متميزون بثقافة الهدم باقتدار وكفاءة منشغلون بالسلطة والنفوذ والثروة والغلبة ..

 

مزيفون بمنتهى الحرفية والتضليل ويصوغون للكذب .وللأسف هنالك مصفقون كثر ينتمون للمصلحة وللمنطقة والقبيلة اوالقرية أو للحماس الساذج المصدق لوعود هلامية كأصحابها وهؤلاء أما بحسن نية اوبجهل اوبتعصب مناطقي لم ينتموا للوطن وللمواطن الذي يعاني الآمرين في وطن سادته الفوضى وسكنه الظلم والوجع .. ليتنا نجتهد لننصب أهل العلم والمعرفة والمدنية وذوي  الكفاءة والضمير والأمانة ونسلمهم الإدارة والحكم لانحتاج لشطط المغامرين والجهلة الذين لايجدون فرصه لتسيدهم علينا الأمن خلال الشعارات والزج بنا إلى  مجاهل التاريخ إذ لافرصة لهم إلا من خلال إشعال الوطن وغطرسة المال والسلاح والقوه .. نحن لسنا في ستينيات القرن الماضي، لابد ان يحظى الوطن بفرصه تحمل النور بالعلم والعمل والقدوة والانتصار للمدنية  والوفاء لدماء وتضحيات شهداءنا الدين أرادوا لنا  حياه كريمه ومستقبل مضيء وأراد لهم المتآمرون على النصر الموت .

 

 لاانسى كل شهيد دفع  حياته فداءا لحرية وكرامه  الجنوب وأهله  ويصدمني ما أراه من جحود وامتهان لدماء الشهداء  إلا تخجلون أيها الراقصون على دماء رجالنا وشبابنا ؟؟؟ أين قتلة الشهيد جعفر قائد تحرير عدن  وابن عدن ؟؟  هل ذرتهم الرياح وما الثمن؟؟؟.  أين قتلة وقناصي شبابنا الذي قاتل من اجل عدن  واسترخص روحه؟؟ أين قتلة الأئمة والمواطنين الأبرياء الدين يروعون في بيوتهم وشوارعهم في مدينتهم المحررة؟؟وأين انتم مما يعانيه أبناء الوطن الذي تتاجرون باسمه ولا تخجلون.

 

أتعرفون الآن من الأسطورة هم الدين خلدتهم أعمالهم وتضحياتهم هم الدين سطروا بأفعالهم وبعرقهم ودماءهم الطاهرة ملحمة النصر العسكري الدين لم يمهلوا لتحقيق النصر  التنموي والاقتصادي والتعليمي والصحي والأمني   الذين حوصروا ومنعوا من استكمال تحرير عدن .. وقتلوا في وضح النهار ومازال دمهم في رقابكم وسوف تحاسبون.

الكاتبة هي ارملة الشهيد جعفر محمد سعد محافظ عدن الاسبق