آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-11:51ص

في العيد الثاني بعد المائة لــ 8 مارس.. تحية وتقدير للمرأة ديمومة الأمم

الأربعاء - 07 مارس 2012 - الساعة 05:50 م

لبنى الخطيب
بقلم: لبنى الخطيب
- ارشيف الكاتب


لبنى الخطيب

 

في اليوم العالمي للمرأة 8 مارس،ألف تحية وتقدير وتهنئة لأختي المرأة في كل مكان على كرتنا الأرضية.

المرأة كلمة  مكونة من ستة أحرف تحمل معاني كبيرة ومدلولات كثيرة، فهي الأم، الأخت، الزوجة، الرفيقة والصديقة، والوفية وكاتمة الأسرار والبحر العميق كلما غُصنا فيه لم نصل مرات إلى عمقه وعمق تفكير المرأة.

وهناك من ربما ينتقدني الأن، وبأن هناك امرأة منها السادجة،الخائنة،المسرفة،المسترجلة  و.و،و  ولكن كل هذه الصفات نسبية من يجد صفة معينة في امرأة،لن  يجدها في أخرى، إلا أنها تظل حقيقة إن  المرأة هي كل حياتنا نساءً ورجالاً، لا يمكن الإستغناء عنها كأم حنونة معطاة ومضحية و مهما قلنا وعدنا لن نفي  المراة المنتجة والقدوة والمثل الأعلى حقها.

وفي هذا اليوم 8 مارس اليوم العالمي للمرأة يحتفل به في أكثر دول العالم، وهناك من يلغي هذا الإحتفال ولا يعترف به متعصباً مع الأسف الكبير "بدعة"، على أنه تقليداً أعمى للغرب، وأنها إحتفالات لا تمس لواقعنا، على الرغم إن الله سيبحانه وتعالى كرم المرأة في  القران الكريم، ولم تغفلها السنة المحمدية في ديننا الإسلامي بل كرمتها خير تكريم، ويظل 8 مارس يوماً مميزاً لمن يحتفل به في تلك الشعوب أو بعض شعوبنا العربية والإسلامية، وتزدان المحلات بالبطاقات والهدايا التي تقدم للمرآة وتقام الإحتفالات الرسمية و على مستوى مرافق العمل والتجمعات، وكذا الإحتفال على الصعيد الشخصي وسط الأسرة والأصدقاء.

ومن تجربتنا الماضية لا يمكن ننسى الإحتفال بهذا اليوم في اليمن الديمقراطي كانت النساء تتقلى التهاني والهدايا الرمزية المختلفة، منها قطع القماش أو أطباق الطعام والشراب والعطور، مع إحتفال بسيط توزع فيها الشهادات وتكريم النساء عامة وخاصة المبرزات على صعيد مرافق العمل الإنتاجية والخدمية والمؤسسات الأمنية والعسكرية، وفي إحتفال رسمي تنظم الندوات والبرامج الثقافية والمسابقات المختلفة، ومع كل أسف ألغي الإحتفال بتكريم المرأة على مستوى المرافق إلا ماندر منها ولمرافق الموازنة الخاصة، مع بقاء  الإحتفال الرسمي في الدولة.

إن الإحتفال والتكريم للمرأة في يومها هذا  أنا لا أرى فيه أي إنتقاص من كينونة  المرأة أو الرجل، إنما  يضفي نوعاً من التميز لهذا الكائن الإنساني الجميل و العظيم والشريك الأساسي في إعمار الأرض وديمومة الأمم.

وفي هذا اليوم المميز  تهنئة خاصة للمرأة العاملة المكافحة في كل مكان، والمربية  للأجيال عماد  الأوطان، وللزوجة الوفية ولأم الشهيد أو أرملته كل عام هن وجميع نساء المعمورة بخير وسلام، وليظل الثامن من مارس حافزاً للعمل والعطاء والتميز، وأقول لمن يستكثر علينا هذا اليوم لا تبخلوا علينا إن يكون لنا يوماً عالمياً فى السنة وللرجل باقى أيامها، مع تعظيم سلام لكل رجل مسانداً وداعماً للمرأة،  وللمطالب  بحقوقها وتحررها، وتحرر المرأة هو تحرر للرجل في مجتمع متكافئ الفرص والحظوظ، و متى أنصفت المرأة أنصف الرجل، وهي "مقياس حرارة" تقدم الشعوب، والنصف المكمل للرجل لا يمكن الإستغناء عن بعضنا البعض  في ديمومة الحياة وإعمار الأرض مادياً ومعنوياً.

والمرأة كائن إجتماعي ودود متى أحسن التعامل معها، وهي داعم لأفراد أسرتها، ومن تتحمل العبء الأكبر في البيت فمنهن العاملة أو الموظفة وفي نفس الوقت الأم والزوجة والمربية والمعلمة لأولادها، ومتى صلحت المرأة سيدة البيت صلحت الأسرة وصلح المجتمع، وعبارة رائعة نعرفها جميعاً" وراء كل رجل  عظيم امرأة"، هي مقولة صادقة، و لذلك أقول أيضا خلف كل إمرأة عظيمة يقف  
رجل عظيم،ولكن أيضا مرات وراء تعاسة أي رجل  مع الأسف تكون هناك امرأة.

إن  نجحات المرأة لا يمكن إغفالها، وأن من يقف خلفها  رجلاً ويُساندها، وهم كثر منه  الأب،الأخ، الزوج أو الزميل في العمل ومرات كثيرة  يكون الإبن داعماً قوياً لأمه، عندما يكون هناك مناخ أسري صحي وسليم، وأيضا أحياناً عندما تتعثر الحياة أمام المرأة المعوزة أو المظلومة يكون أبنائها سندها وحافزاً لإنتشالها من براثن صعوبة الحياة، فنجدها تكدح وتشقى وتبذل كل طاقاتها لتوفير لقمة العيش النظيفة والهنية والشريفة، وتخلق بالتالي لدينا امرأة طموحة عاملة قوية أمام الشدائد، لأجل فلذات أكبادها  وتعد قوة محركة لتخفيف معاناة الحياة، و خلقت شيئاً نافعاً لها ولأسرتها وللمجتمع وتجارب الحياة كثيرة لنساء من رحم المعاناة ولدت كثيرات ويشار لهن بالبنان بكل إحترام وبكل فخر،  وأقول امي"يرحمها الله" واحدة  من النساء اللواتي  وقفن أمام الشدائد ووصلين أبنائهن إلى بر الأمان، وكل واحد والحمدلله يرفع الرأس، وأتمنى أن نشد من أزر بعضنا البعض  نساءً ورجالاً  للوصول إلى الهدف والغاية بحرية وكرامة، ونعيش  في مجتمع يحترم الإنسان أدمية أخيه الإنسان.

وفي الأخير كثير سيوافقني ومع الأسف الشديد مرات كثيرة تقف المرأة عدوة لأختها المرأة ،وهي من أكثر تقف  وتتصدى لتقدمها  ونجاحاتها، وإن لم يكن بالأقول والأفعال وإنما بالحركات أو الرمز بالعيون، وكما يقال "خبازة ما تحب خبازة"،وكم أتمنى وكثيرين أن تتلاشى هذه العداوة وتظل  المرأة حافزاً لأختها، وفاتحة صدرها وقت الشدائد لها، لأن  المرأة  تظل رمز العطاء ومصدر الفرح والجمال والتضحية ومشجعة وملهمة للأخرين .

كل عام والجميع بخير لأننا لا يمكن أن نستغنى عن أخينا الرجل والعكس صحيح ولنحيا بسلام وئام ويعم الخير الوطن وكل والأوطان.