آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-07:39م

قيادات فاشلة ادمنت الفشل!

الثلاثاء - 29 نوفمبر 2011 - الساعة 12:34 ص

سعدان اليافعي
بقلم: سعدان اليافعي
- ارشيف الكاتب


سعدان اليافعي

 

القيادة فن وحنكة وانفتاح لمن أراد القيادة من خلال سياسته وفنه الممكن في دراسة الظواهر والمتغيرات المتواجدة من حوله قد ينال شرف القيادة لأي مشروع مرغما لا طالبا من الجماهير التي رأت فيه صفات تلك القيادات التي يمثلها ويوصلها إلى هدفها المنشود بالتزامن مع السير تحت مطلبهم والرجوع إليهم في حالة الحصول على أي تقدم في القضية التي خرجوا من اجلها وجعلوه في مقدمتهم ليقودهم .

 

إذا فالقيادة أخلاق قبل إن تكون مسئولية يجب على القيادي إن يكرسها في شخصه قبل إن ينشدها في الآخرين ، فأخلاق القيادة يجب إن تكرس في المضي مع تلك الجماهير إلى آخر المطاف دون الرجوع او الالتفاف على هدفهم مهما كانت التضحيات فالجانب الأخلاقي في عدم الخيانة والتراجع عن مطلبهم لان تضحيات تلك الجماهير التي سفكت دمائها للوصول لهدفها قد تعتبره خيانة وخلف للوعد والميثاق الذي من خلاله وصلت تلك القيادة لزمام مسك أمور حمل القضية .

 

فنموذج تلك القيادة البارعة قد يكون معدما في زمننا هذا لان القيادة تعني العمل في الميدان وترجمة الشعارات والأقوال إلى عمل ميداني صحيح  ، فذلك القيادي الناجح هو البارع والمحنك ويعمل بهمة عالية وبوتيرة وجهد دءوب ، وبخطوات جبارة نحو المستقبل ، لأنه ملزم بهذه المكانة التي وضع فيها وكلف بها لأنه يعلم انه سيحاسب عن أي عمل سلبي يعمله .

 

فعلى العكس من ذلك فهناك قيادات فاشلة عجزت عن تقديم ما يلبي طموحات الشعوب بل صارت حجرة عثرة لتعيق طريقهم ، ليبرهن ذلك بأنهم وضعوا في مكان لا يستحقونه ووصلوا إلى الإفلاس في القيادة وان مرحلة هذا لا يستطيعون القيادة فيها من خلال المتغيرات التي حدث هنا وهناك والتي لم يحسبوا النتائج التي يقعوا فيها لأنهم لم يتوقعوا بان تلك المرحلة قد يصلوا إليها دون وضع رؤية مسبقا لتعامل معها مما جعلهم يوقعوا في الفخ ويسقطوا عندها دون إيجاد البديل مسبقا مما يعني أنهم وصول إلى تلك المرحلة والتي يجب إن تختار قيادات أخرى أفضل تستطيع تتعايش مع تلك المرحلة وقيادتها بالطرق والأساليب التي تحتاجها وذلك ليس بالبعد عن الجماهير التي تريده تحقيق أهدافها .

 

فتلك القيادة الفاشلة التي وضعت الجماهير فيها آمل تحقيق تطلعاتها لتجازي بخيبة الأمل من تلك القيادة بإفشال تحقيق أحلامهم وآمالهم وكافة أهدافهم المنشودة والسير قدما نحو المستقبل ، فتجريب المجرب كما يقول المثل الشعبي قد يكون تخريب للعقل " من جرب المجرب عقله مخرب" والفاشل الذي تعود على الفشل لن يبرحه إذا كان يلازمه في شتى جوانب الحياة المختلفة ، بل اصبح يتحلى بأسلوب قذر يرى في نفسه انه القيادي البارز ، والشخصية المرموقة بين أوساط الناس والجماهير متعودا على الفشل والتعالي والغرور معا بل اكتفى بنشر البيانات المضادة والتصريحات الرنانة وتوجيه التهم والتخوين للآخرين باعتبار نفسه القيادي والمناضل والأفضل وغيره لا وجود لهما ولا يستحقوا العيش ولم يعلم انه يتوارى من خلف الحجب ، متقمصا شخصيات الآخرين ويدعى البطولات باسمه، والأخطر من ذلك انه يوضع نفسه بأنه الحامل الرئيسي للقضية التي يناضل من اجلها الجميع ليظهر أمام الآخرين بأنه الممثل الشرعي والوحيد لها دون الإشارة لتلك الجماهير التي أعطته تلك ألمكانه وأصبح يخرج وحيدا خارج السرب ولذا تجده بعيدا عن الرؤية الإستراتيجية القادرة على بلورة تلك الإرادة الشعبية .

 

فذلك القيادي يريد إن يقود السفينة ويكون  الربان وهو لا يجيد فن قيادتها فلن يستطيع إن يرسوا بها في النهاية إلى بر الأمان بل يغرق ويغرق الجميع معه نتيجة لتعنته والفشل .