آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-08:39م

جماعة الحوثي .. قتلى تعود بهم صور للاحتفال

الثلاثاء - 10 أبريل 2018 - الساعة 02:11 ص

سعيد الجعفري
بقلم: سعيد الجعفري
- ارشيف الكاتب


*سعيد الجعفري 

لا شيء تجيده جماعة الحوثي اكثر من صناعة الموت ونشر الخراب والدمار ومشاهد الموت والرقص علي أشلا قتلا تقول بانها ذهبت بهم الي الجنة

فجماعة الحوثي تقدم نفسها كجماعة دينية جهادية متشددة مشحونة بمعتقدات التعصب الطائفي والمذهبي الذي على اساسة لازلت تمارس المزيد من التحشيد وتفخيخ الحياة العامة بإعلان مهرجانات الموت الطائفية التي لا تتوقف واجبار المؤسسات الرسمية في مناطق سيطرتها علي تنظيم المظاهر الاحتفائية التي تدعوا للموت بعد ان فقدت تلك المؤسسات وظائفها الحقيقة وباتت في خدمة جماعة اعلن زعيمها عبدالملك الحوثي حربة ضد الشعب اليمني حتي يوم القيامة

في دعوة مفتوحة للقتال ضد من لا يؤمن بولايتها واحقيتها بالحكم دون سواها من البشر لتبدو اكثر من اي جماعة دينية متطرفة اخرى كالقاعدة وداعش
وتزج بمقاتليها الي جبهات المعارك المحتدمة في اكثر من مكان كمجاهدين يجري شحنهم بمشاعر الكراهية والاحقاد والتعصب المذهبي والرغبة بالموت ليكونوا وقودآ لمعاركها المجنونة تحت اوهام وخرفات استعادة الولاية المغتصبة من بيت النبوة ضد مجتمع تشكل فيه اقلية وتعتبر نفسها الوريث الشرعي للحكم لنبي البشرية محمد صلي الله علية وسلم. الذي حمل رسالة العدل والمساوة بين الناس واذاب الامتيازات الطبقية وحرر الانسان من العبودية واحياء قيم المحبة والتسامح والسلام مع كافة الديانات والاعراق والجنسيات..

وتظهر المشاهد اليومية في واقع جماعة تدعوا للموت وتتخذ منه شعارآ تستقطب من خلاله المئات من الاطفال والمراهقين تحت دوافع وذرائع عدة لما تسمية الجهاد في قتال يمنين يشكلون الغالبية العظمى علي اراضي يمنية يختلفون معها بالمذهب تريد ان تحكمهم بقوة السلاح وتطرف المذهب الذي يجيز القتل لكل من يختلف معها ولا يعترف بحقها الالهي في الحكم

وبقدر ما تنشر هذه الجماعة القتل وترتكب الجرائم فإنها ايضآ لا تكترث كثيرآ بقتلاها ممن تطلق عليهم بالمجاهدين المسافرين الي الجنة التي تشهد الجبهات المحتدمة كل يوم سقوط المزيد منهم


لتعود بهم الي اسرهم أشلا متناثرة ومجرد صور مختلفة المقاسات والاحجام ملصوقة بتوابيت ونعوش الموت لأطفال وشباب في مقتبل العمر غادروا اسرهم الي جبهات القتال بكامل صحتهم وعادوا مجرد صورة يجري الاحتفاء بها وسط مشاعر البهجة وطقوس ومظاهر الفرحة التي تشبه مواكب الاعراس

تطلق خلالها الاعيرة النارية وتعلوا حناجر النساء والامهات بأصوات الزغاريد في مراسيم يجري تهيئة الاسر عليها مسبقآ في مشاهدات تثير علامات الدهشة والتندر وتظهر مدى التوحش والقسوة فيمن يفترض انهم بشر لكنهم انتزعت منهم الرحمة والشفقة

تدرك ذلك في احتفالاتهم بالموت والرقص على جثث القتلاء مع اسر الضحايا من الامهات والاباء الذين يودعون ابناهم امام شاشات التلفاز بإخفاء مشاعر الحزن والقهر واطلاق صيحات النصر واستقبال التهاني بمقتل ابناء غادروهم بكامل صحتهم وعادوا اليهم مجرد صورة فتوغرافية ترتدي عقود الفل يقولون بانها ستجلب لهم الفخر والشرف مدي الحياة المسكونة بصور الموت في مشاهد صادمة لعامة الناس التي عبثآ تحاول فهم حقيقة ما يحصل عن طبيعة مذهب يستطيع
اقناع أنصاره ان يكونوا وقودآ لمعارك عبثية اختاروا ان يخوضوها بالنيابة عن اسرة خلقت لتحكم فقط ومن دونها من البشر محكومين بأمر الهي ليس امامهم خيار لرفضة

اننا بالفعل امام اغرب جماعة متوحشة تعيش في القرن الواحد والعشرين تعتنق افكار غريبة وتختصر الدين بأسرة يجب ان تحكم ولأجل ذلك تزهق الأرواح وتسيل الدماء وتصوب كل يوم فوهات الدبابات والمدافع والعربات الحربية صواب المنازل في الاحياء المكتظة بالسكان والمدنيين الابرياء الذين لا ذنب لهم سوي انهم يرغبون في العيش بسلام وامان واستقرار بعيدآ عن مأسي حرب قدر لهم ان يكونوا ارضآ لمعركة تشعلها هذه الجماعة التي تسعي حسب ما تعتقد لإن تحكم العالم كلة في حرب تخوضها في مدن بعيدة عن هذا العالم الذي تريد ان تحكمه والنتيجة اعداد كبيرة من الابرياء المدنيين الأمنين في منازلهم يقتلون واطفال نائمون تزهق ارواحهم وناس واباء يفقدون احبتهم وفلذات الاكباد وطفولة تنتهك وحرمات يغدر بها من قبل جماعة ليس لديها ادناء قيمة او معرفة بمعنى الحياة. ..جماعة تعيش مع الموت وتحتفل به كل يوم ولا تشبع من دماء الابرياء التي لازلت مصرة انها صاحبة الحق المقدس في ان تحكمهم فكيف لهذا العالم المفتوح ان يتعايش مع مثل هذه الافكار والمعتقدات