آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-03:03م

رعاش الشرعية

الأحد - 25 مارس 2018 - الساعة 06:06 م

عيظة بن ماضي
بقلم: عيظة بن ماضي
- ارشيف الكاتب


لست بمستغرب من تصرفاتها فقد أثبتت منذ تسميتها بالغباء المستمر و المستمد من تلك الصفة الواهنة التي أعطيت لها مجازً ليس الا ، دعونا نستعرض بإيجاز ماتقوم به حكومة الشر على ارض الخير والتي تتشدق بها كل لحظة وحين تحت مسمى " المناطق المحررة " عن اي تحرير تتحدث تلك السلطة الورقية برأيكم .

ان الجيش الوحيد الذي كانت تمتلكه الدولة هو الذي سفك ونهب ودمر واحرق الأرض في وجه المواطن الذي لم يقف مكتوف الأيدي بل قاوم ودافع وسطر الملاحم بكل معنى القوة والصمود بوجه تلك الآلة الحربية ولعل ابرز تلك الإحداث ماشهدتها كافة البقاع الجنوبية التي حررها أبناؤها بفضل تكاتفهم ودعمهم بعد الله من قبل إخوانهم في التحالف العربي الذين سطروا ويسطروا تلك الملاحم المستمرة في تطهير الأرض من كل شر غرس فيها منذ سنوات .

لم تكن تلك المنغصات وليدة اليوم ولن تكف تلك القوى المتغطرسة عن الادعاء والتداعي على أبناء حضرموت على مر العصور ، لانستطيع في هذه  السطور ان نعدد تلك التناقضات المتوالية والمتفاوتة في مجملها ، كل تلك الترهات قد تكون مقبولة لو صدرت عن حزب او تكتل او دولة معادية فهذا بطبيعة الأمر من المسلمات والمفارقات السياسية المتعاهد عليها ، الا ان حال حضرموت الأرض قبل الإنسان تشن عليها كل تلك الترهات من من يتربع هرم الحكم الواهن المتناقض في الحيثيات بمختلف المسميات السياسية والأخلاقية والعرفية .

سلم جيش السلطة الجرار كل أراضي حضرموت الساحل في مسرحية هزلية على مراء ومسمع الجميع في ظل عدم مقدرة الحضارم آنذاك بالقيام باي عمل كونهم ممنوعين من الانخراط في السلك العسكري المخول بحفظ الأمن والأمان ، توالت الإحداث مسرعة في زمنها بطيئة في واقعها المرير الذي فرض على أبناؤها الأشاوس المخلصين وبمساندة قواه التحالف العربي وعلى رأسهم دولة الإمارات التي رحبت بإنشاء تلك القوة الحضرمية الضاربة لتبسط سيطرتها على الأرض وفرض الأمن الذي هو مطلب كل مواطن شريف ، سطرت قوات النخبة الحضرمية منذ اول وهلة لها تلك الملاحم المتوالية والمستمرة حتى الوهلة تحت مراء أعين الجميع وقد كانت المباركات تتوالى في كل انتصار تحققه على الأرض ، التف كل حضرمي مخلص نزيه شريف حول هذه  القوة وقادتها مقدمين لهم الأرواح قبل الأموال ولو بالشي اليسير ولعل تفاني أبناء حضرموت في تقديم أرواحهم فداء لهذا التراب هو ما ازعج تلك القوى  المتناحرة في مابينها على المراتب والسلطة والوجاهات .

وجود النخبة الحضرمية على الأرض قوى الثقة المتبادلة بين المواطن والسلطة المحلية التي لم تكن قريبة الي هذا الحد من أبناؤها على مر العصور ، وإذا نظرت الان قلما تجد بيت حضرمي لايخلو من احد منتسبي قوة النخبة على امتداد الأرض الحضرمية .

ان تخبط الحكومة في قراراتها المتعلقة بالنخبة او القيادات بمختلف المسميات لهو رمز في مدى الضعف القيادي لها نحو أرضها قبل شعبها اذا ما تدعي بانها الوصية عليها او تحت إمرتها ، استغرب بان تصدر تلك الآراء المهتزة من تلك القيادات السلطوية التي لم تقدم شي يذكر لإنشاء تلك القوى الفارضة للنظام والقانون المعترفة بوجودها على هرم السلطة ، قد يكون الحديث عن تغيير المسميات سابقا لاوانة بحد رأيي الشخصي في هذه  الأوقات التي تكاد الحكومة في شكلها الحقيقي " الشرعي " مختفية عن مفاصل الحكم على ارض الواقع  الا ان الأمر عائد في النهاية إلى أصحاب الأرض الذين ضحوا بأرواحهم لأجل تراب هذا الوطن وهذه  الإنسانية .

ان حضرموت ارض وإنسان تقف خلف قيادتها الحكيمة التي تسير على نمط رفع كرامة الإنسان الحضرمي الذي اضطهد وحورب وقمع على طول السنين الماضية ولعل هذه  الفترة هي الحاسمة لوجود الإرادة الحقيقية للرقي بالوطن والمواطن نحو المدنية والتحضر ، وقد شارك ابناء حضرموت إخوتهم من قوات التحالف العربي وعلى رأسهم إبطال دولة الإمارات في مختلف المجالات العسكرية والمدنية الحضارية .

حضرموت أمنة والنخبة صمام الأمان فلنحافظ على روح الأمن والأمان .