آخر تحديث :السبت-23 نوفمبر 2024-10:14ص

هذا أسوأ عقاب يناله الإنسان ! 

الأربعاء - 21 مارس 2018 - الساعة 10:42 م
مروان الجوبعي

بقلم: مروان الجوبعي
- ارشيف الكاتب


بداية التسعينات وصل جثمان "الفقيد: عبدالله حمران" بعد إن غادر إلى المنفى قسرا عقب الاستقلال من الاحتلال البريطاني، وهو واحد من ابرز مناضلي ثورة 14 اكتوبر وقيادي بجبهة التحرير.
آنذاك كنت طفلا لا أدري عن تفاصيل الوجع الذي عاشه هذا المناضل الجسور، لكنني علمت فيما بعد ان رفاقه الذين سيطروا على الحكم كانوا قد اتخذوا قرار التصفية بحقة ولولا صالح مصلح، الذي ساعده على الفرار لكان واحد من ضحايا الجبهة القومية. أي قهر أن تناضل نصف عمرك من أجل أن تعيش بكرامة في وطنك، لتجد نفسك مقتولا وفي أفضل الاحوال منفيا خارج أسوار الوطن؟ ومن من؟ من رفاق النضال الذين تشاركت معهم صناعة النصر!
هذا أسوأ عقاب يناله الإنسان !
رغم ما حظي به من أهتمام عند وفاته، بحضور قيادات الدولة بموكب التشيبع، ونقل جثمانه بطائرة من منفاه إلى عدن ثم بعد ذلك طائرة "هيلكبتر" الى القرية برفقة وزراء وقادة عسكريين وحزبيين، إلا أن ذلك كله لا قيمة له ولا يساوي معاناة يوم واحد قضاه بالمنفى!
من يومها سؤال لم يفارقني"كيف لإنسان مثل "حمران" يحظى بهذا التقدير يصدر بحقه قرار التصفية، أو الطرد إلى المنفى؟"
اليوم شخصيا أعاصر حالات مشابهة بدائرة معرفتي الضيقة، فما بالك باتساع رقعة الوطن؟ ربما هناك آلاف القصص المشابهة!
مشكلتنا المزمنة لم تحل بعد، إذ يقفز بعد كل ثورة بعض المتغطرسين إلى الوجهة، فيسرقون جهود الآخرين وتضحياتهم لبناء مجدهم الخاص وعروشهم الخاصة تحت شعارات وطنية زائفة، ولا يتوقفون عند هذا الحد بل تدفعهم الأنانية إلى قهر رفاق دربهم وازاحتهم بطرق لئيمة وقذرة.