آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-01:10م

(المرقشي) من شاهد إلى مشروع شهيد

الثلاثاء - 16 أغسطس 2011 - الساعة 05:09 ص

صلاح السقلدي
بقلم: صلاح السقلدي
- ارشيف الكاتب


صلاح السقلدي
  
يقال انه كان قديما يقف في كل محكمة بالعالم (تمثالاً) اسمه (العدالة) وكان معصوب العينين بقطعة من القماش للدلالة على أن عين المحكمة( العدالة) لا تنظر إلى منهم الخصوم الذين يقفون أمامها، فلا قوي فيهم إلا بقوة حجته ووضوح بينته.هذا كان زمان حين كانت شوكة الميزان تقف بمكانها الطبيعي بمنتصف المسافة بين الكفتين، أما وقد مالت إحدى الكفتين ميلا بينا  بهذه  البلاد المنكوبة في زمن مشدول الميزان ،وفي ظل حكم عصابة لصوص هي( الخصوم والحكمُ) في آنٍ واحد،فان العدالة قد نزعت من على عينيها قطعة القماش وربطته على خصرها وراحت تهز وسطها رقصا،وهي تدلي لسانها استخفافا بالخصوم، كما هو اليوم حاصل تماما مع البطل الصامد(احمد عمر المرقشي) وهو منذ ثلاثة أعوام يشرب من كؤوس مترعة بمرارة الظلم، أمام إحدى المحاكمة بصنعاء ويواجه فيها الخصم والحكم في قضية أصبحت  نقطة سوداء بجبين كل الصامتين وليس فقط بجين الظلمة والقتلة الذين اسدروا بظلمهم وتعسفهم.
  
  
 بعد الاعتداء الهمجي الذي تعرضت له صحيفة الأيام مطلع عام 2008م من قبل عصابة مسلحة تبادلت إطلاق النار من جهتين مختلفتين خلفت قتيلا واحد وجريح ، بعدها اُخذ حارس الأيام حينها أحمد المرقشي إلى مقر البحث الجنائي  ليكون بضمانة على الشاطر مدير دائرة التوجيه المعنوي لجيش علي عبدالله صالح كشاهد بالقضية ،ومن ثم وبلحظة خاطفة يتم اقتياد (الشاهد) السابق (المتهم )لاحقا إلى السجن وترك  القتلة الذين تربطهم بوزير الداخلية صلة قرابة طلقاء ،في مشهد ظالم تجلت فيه أبها صور الفوضوية  والبلطجية المناطقية القذرة.
  
  
 
ما دفعنا للكتابة عن هذا الموضع والذي ينبغي ألا نتوقف عن الكتابة عنه، هو ما نراه اليوم وقد كشرت الجهات التي تقف وراء معاناة المرقشي وصحيفة الأيام عن أنيابها وهي تنسج خيوط خبيثة من خيوط الشيطان تروم بالمرقشي سوءا إن لم يتحرك الجميع لوقف المؤامرة قبل تنفيذها في هذا الأيام ، وإلا فأن الجميع سيلبسون ثوب الخزي و يدثرون جلباب العار إن نفذت اليد السوداء ما تروم له.
 
 ليس من العدل بشيء ان نترك العبادي يواجه هذا العناء وقد أصبح (مشروع شهيد) بعد ان كان مجرد شاهد دون ان نحرك ساكنا ولا نعلنها صرخة مدوية بكل لغات العالم بوجه الظلمة والقتلة ومن ولاهم ليسمعها القاصي والداني من إن لأحمد عمر العبادي وصحيفة الأيام قضية بحجم وطن، قضية بحجم الجنوب كله، قضية تهتز لها كل قلوب الأحرار أينما وجدوا وحيثما كانوا، فلن نبرح الكتابة عنه ما بقيت بالأقلام مداد،وما ظلت فينا ذرة إباء تجري مجرى دمائنا، وما بقي للظلم موضوعا  وللصوص مكانا.
 وعليه يا بو (حُـميد) - وهذا هو اسمه الحركي في جبهات النضال العربي بلبنان إبان الغزو الإسرائيلي على ذلك البلد الشقيق عام 1982م-  نقول لك: (أن الثبات على الحق خير وسيلة لدحر الباطل)، وثق بانتا لن ندعك وحيدا أنت وصحيفة كل الأحرار، صحيفة الجنوب ورئته التي من خلاله تنفس الجميع في أصعب مراحل الكتم والحرمان وسد شقوق الحرية، ولن ننسى معكم بطل الجنوب الأسير بزنزانة القهر المناضل الصلب (حسن احمد باعوم) وأبناء جعار المعتقلين بمعيتك مثلما لن ننسى أيضا المعتقل ظلما وعدونا (عبد الكريم لا رجي) المحكوم عليها بالإعدام هو الآخر من قبل  قاضي السلطان، وغيرهم من المعتقلين الأبرار،فانتم الأحرار ونحن المعتقلون إن صمتنا عن اعتقالكم.
* خاتمة مع الشاعر معين بسيسو:
 
معين بسيسو:
أنا لا أخاف من السّـــلاسل فاربطوني بالســـــلاسل
من عاش في أرض الزلازل لا يخــــاف من الزلازل
لمن المـــشانق تنصبــــــون لمن تشدوّن المـــــفاصل
لن تطفئوا مهما نفختم في الدّجى هذي المشاعل
الشعــــب أوقدها وســــار بها قوافل في قوافـــــل
أنا لا أخـــاف منكِ، فاعصــفي بي يا عــــواصف
أنا لي رفــــــاقٍ في دمي تدوي وعــــــودهم القـــــواصف
قد أقســـــموا والشّمس ترخي فوقهم حمــــــر لضـــــفائر
أن يطـــــردوا من أرضنا الخـــــضراء تجّار المـــــقابر
ويحرّروا الإنســـــان من قيد المذابح والمــــجازر
ها هم هنــــــاك أخي هناك هووا  صــــــواعق في صــــواعق
فانــــظر لمـــــن زرع المشانق ،اليوم تحصـــــده المـــشانق؟!