آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-07:25م

وللكهرباء أيضا لصوص...

الأحد - 07 أغسطس 2011 - الساعة 02:00 ص

صلاح السقلدي
بقلم: صلاح السقلدي
- ارشيف الكاتب


صلاح السقلدي

أخذته الثقة المفرطة بنفسه وبجودة مكنسته الكهربائية ليثبت لزبونة قدمت تبتاعها منه وذهب معه لهذا الغرض إلى منزلها ليثبت لها مدى جودة هذه الآلة وأخذ معه حفنة تراب شرع يذره على أركان منزل زبونته التي انتابتها حالة من الغضب لما رأت منه ذلك التصرف،.

حاول أن يهدي من ثورة غضبها بالقول: ان هذه المكنسة قادرة على إلتقاط كل ذرة رمل بالأرض وهي لهذا الغرض صنعت وان لم يحدث ذلك يا سيدتي فإنني على استعداد أن ألعق كل هذا التراب بلساني، فلم تتردد هذه السيدة بأن قالت لهذا البائع: إذن انبطح أرضا لتلعق ترابك من على أرضية منزلي لأن الكهرباء منذ أربع ساعات مقطوعة عن المنطقة كلها .! يا للوقعة يا للوقعة،تماما كما حدث لكل من ساقه حظه العاثر وسذاجته الغاشمة من أصحاب رؤوس الأموال بهذه المنكوبة الذين خاب ظنهم كخيبة الظمآن من عثوره على الماء من بين جمر النار، وأصبح هؤلاء وغيرهم يضربون كفٍ بكف على ما أنفقوه من أموالٍ إلى جيوب عصبة اللصوص والحرمية طيلة السنين الخوالي .

 

تكبر دائرة المأساة وتتدحرج كرة المعاناة لتشمل الجميع باستثناء العصبة الحاكمة ومن والاها بكل مناح حياتهم المحاصرة ومنها خدمة الكهرباء التي تعد بحق أم الخدمات ومركزها في هذا الزمن المثقل بإلتزامات ما للناس منها فكاك وفي مدينة منكوبة مثل عدن في صيف قائظ تلفح حرارته صميم العيش وتشوي لهيب أسعارها أفئدة بسطائها.

 

أكثر ما يصعقك من تيار هذه الكهرباء هي فواتيرها آخر كل شهر وهي أي الفواتير الشيء الوحيد المضبوط بمواعيده وسرعة حضوره ويكون التيار أكثر صعقا حين تكتشف أن ما تحتويه هذه الفواتير هو لاستهلاك لم يسجله عدادهم الظالم بعد.!

لقد تحمل الناس في مدينة عدن أغرب غرائب النصب واللصوصية حين فرضت سلطات هذه المحافظة على الأهالي الراغبين بإدخال خدمة التيار الى مباني حديثة ضريبة أسمتها( الكلفة المشترك) دونٍ عن باقي المدن وتذهب مبالغ هذه الضريبة على ضخامة مبالغها إلى صنعاء أي إلى جيوب كبار الفسدة والحرمية هناك.

 

قال احد جهابذة اللصوصية وهو يبرر حالة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي بعدن ان السبب يعود إلى انعدام البنزين أي (البترول)، وسرعان ما بلع هذا الجهبذ لسانه حين ذكره المذيع بأنها كهرباء (كهرو حرارية)لا تتغذى بالبنزين.

 

واحد من الاثنين إما أن هذا المسئول أغبى ما خلق الله او انه يتغابى ويظن ان الناس كلهم سذج، مثلما يفعل صنوه في وزارة الطاقة والمعادن حين يبيع هذه الأيام البنزين العادي بسعر ليس له مثيل بأسواق النفط العالمية (3500) ريال للعشرين لتر على انه بنزين عالي الجودة خالي من الرصاص، بصورة غش حكومي تجاوزت كل الأخلاق وكل القيم، وهذا كله من اجل فرض التسعيرة الجديدة بصورة ناعمة وفرضه كأمرٍ واقع من خلال التمادي بإطالة عناء الناس وشقائهم بعقاب جماعي في مثل هذا الشهر ومثل هذا الفصل الخانق، نسال الله ان يخنق معشر هؤلاء الفسدة، وعلى رأسهم كبيرهم الذي علهم (السرق)، فقد بلغت القلوب الحناجر.

*خاتمة مع شاعر الأحرار احمد مطر:

أنا لا أدعو
إلى غير الصراط المستقيم.

أنا لا أهجو

سوى كل عُتلٍ و زنيم.

و أنا أرفض أن

تصبح أرض الله غابة

و أرى فيها العصابة.

تتمطى وسط جنات النعيم

و ضعاف الخلق في قعر الجحيم

[email protected]