آخر تحديث :الثلاثاء-16 أبريل 2024-03:07م

الجنوب ما بين فدرالية القاهرة وانفصال بروكسل

السبت - 16 يوليه 2011 - الساعة 02:14 م

سعدان اليافعي
بقلم: سعدان اليافعي
- ارشيف الكاتب


سعدان اليافعي
 
يتواصل النضال الجنوبي باستمرار وبوتيرة عالية متعدد الوسائل النضالية من الميادين إلى المؤتمرات والرؤى السياسية التي توضح ملامح الحل للدولة الجنوبية القادمة ، فإذا رجعنا خطوة إلى الوراء لنتذكر نضال أبناء الجنوب الذي كان ولا زال وسيستمر إلى إن يتحقق هدفه المرسوم بقوافل لا تنتهي من الشهداء ، بعد إن خرج الجميع تحت مسمى واحد " الجنوب" بعفوية وبدون مقبلات ملايين الشباب والشابات الشيوخ والنساء يملئون شوارع معظم محافظات ومدن وقرى وجبال وسهول الجنوب الجميع يهتف بصوت واحد لا سواه " بالروح والدم نفديك يا جنوب " اسم واحد فقط على السنة الجميع وعلى كل يافطات وشعارات يرفعها الثائرون مكتوبة بكل الألوان وللون الأحمر النصيب الأكبر إشارة إلى إن الثورة ستعمد بالدم لان الحرية ثمنها غال . 
 

وفي ضل هذا الزخم الجماهير الكبير المتواصل للبحث عن الوطن الذي اغتصب واجتيح بالقوة العسكرية في حرب ضروسة عرفها القاصي والداني والعدو قبل الصديق .

ليتجدد فصل آخر في النضال بسفك الدم الجنوبي على الأراضي الجنوبية التي أراد الشعب تحريرها واستعادتها ومع بد فصل الاغتيالات والملاحقات والسجون والشعب الجنوبي صامد صمود جبالها الرواسي الشامخات , كانت هناك حلقة مفقودة في هذا النضال أرادها الجميع تكون القوة الدافعة إلى  الأمام رغم خروجهم بدونها لكنهم ضن هكذا تكون " قيادات تاريخية أوصلتهم إلى هكذا مصير " كان للشعب ما أراد أنظمت الفئات النخبوية وقيادات ظهرت تصاعدت وتيرة النضال وارتفعت الأهداف وإصرار على تحقيقها مهما كلف من ثمن خروج ( المحتل) قيادات كانت مخفية أبت ألا إن يكون لها صدى تلك الحناجر التي نادتها بان يكون له موقف .لم تستطع التستر والاختفاء ظهرت لعل وعسى إن تكون هذه الفرصة والنضال الذي في ارض الوطن المسلوب يحقق مبتغاة لتكفر عن أخطاءها التاريخية .
 

وبظهورها أصابت الناس في مقتل والحراك في ركودا حسب رأي الكثير بل نحن الشباب ضلينا مندهشين في ذهول لم نجني منها لنضالنا إلا زرع مزيد من الخلافات والتنظير ورفد ثورتنا بالرؤى التي لم تستمد شرعيتها من الشعب الذي هو مصدرها الأول .

لم تدعم الشعب مادي أو نضاليا دبلوماسيا رغم علاقتها التاريخية بأكثر من طرف عربي ودولي بحكم مكانتها في دولة الجنوب السابقة ، هي قيادات تاريخية ونضالية نكن لها كل الاحترام ومن خلال الحلول والمقترحات التي قدمت إلى مؤتمراتها لم تستمدها من الشعب فزمن الوصاية على الشعوب ولى وانتهى من غير رجعة ، قد يقول قائل " إن الرئيس فلان قدم ما لدية كرؤية شخصية، بهكذا تكون الحلول التدريجية في ضل ظروف يعيشه الجنوب وغير قادر على مسك زمام الأمور، بعد تلك الثقافات الدخيلة على مجتمع جنوبي فنزيلها بالتدريج ويثبت انه قادر على مواجهة التحديات الخطرة التي تعصف بالمحافظات الجنوبية ".
 

قد يكون هذه فرضية أو كلاما معقولا غير إن مطالبته بالبقاء في ظل الطرف الآخر الذي هو يعاني التشتت والتمزق هو مساعدة ذلك الطرف على الخروج من ماسية ليجعل الكل في نفس الدائرة المغلقة المضطربة فلنتركهم لحالهم ونعيش في ضل وطننا الذي عاني منهم الكثير. 

مؤتمر آخر عقد مؤخر احتوى رؤية مؤتمر القاهرة والذي كان ينشد مقترح الفدرالية احتواها مؤتمر بروكسل من خلال فتح الباب على مصراعيه لمن أراد إن يتبنى حلولا للقضية الجنوب بان الشعب صاحب القرار من خلال تبنيه كل الرؤى والمقترحات التي وقف الفكر الجنوبي حصير بينها منذ عقود :

مشروع البيض الاستقلال 

مشروع العطاس وناصر الفدرالي شمالي جنوبي 

مشروع ياسين ومعارضة جنوبية في الداخل فدرالية يمنية 

مشروع هادي ومن في السلطة  وحدة مركزية.

ومع كل هذه الرؤى والمقترحات المنبثقة عن تلك المؤتمرات أرسلت  السلطة الشمالية رسالة إلى رعاة المؤتمرين من خلال إدخال المحافظات الجنوبية تحت يافطة وفزاعة تجعل من تلك المؤتمرات بدون جدوى لأي إطراف إقليمية قد ترى بان أبناء الجنوب يبنوا بيتهم الداخل ويرتبوا الصفوف ليكونوا قادرين على مسك زمام أمور الجنوب والحفاظ على مصالح تلك الدول الواقعة ضمن إطار الدولة الجنوبية المنشودة والتي تحوي الكثير من المنشئات الهامة ومواقع إستراتيجية كمضيق باب المندب ممر العبور للملاحة الدولية .
 

كانت رسالة السلطة في الشمال اصطلاح مصطلح " القاعدة " والتي من خلالها تريد قطع الطرق وسد وأغلق الأبواب على أي تعاطف دولي مع تلك المؤتمرات والقضية التي عقدت من اجلها بافتعال تلك الحرب " الفزاعة"  في الجنوب كمحافظة أبين والتي راح ضحيتها المئات من الأبرياء وشردت مئات الآلاف من الأسر ولا زالت المعانات.
 

فيا أبائنا وقادتنا المحترمون العدو لا يعترف بفدرالية ناصر ولا استقلال البيض فكل جنوبي عدو للشمال مهما كانت مكانتها ورؤيته ، فيجب علينا التوحد تحت هدف واحد يرتضيه الشعب الجنوبي والذي هو مرجعيتنا ومن خلاله نحقق ما نصبوا إليه بعد إن ضل هذه الشعب العظيم والذي ارتضى بمدأ أخلاقي تسامحي ليبني مدماك نضالي يحوي تحت ضله الجميع لمواصل المسيرة باعتبار الجنوب جنوب الجميع يقبل كل الحلول والمقترحات بالرجوع إلى الشعب دون إقصاء لطرف وتهميش طرف أخر فمن حق الجميع إن يبدي الرأي تحت اطر وثوابت وطنية جنوبية يضعها الشعب .