آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-11:33م

تنظيم القاعدة في ابين بين المخاوف الامريكية وتساؤلات تفضح نظام صالح

الخميس - 14 يوليه 2011 - الساعة 10:47 ص

أنيس منصور
بقلم: أنيس منصور
- ارشيف الكاتب


أنيس منصور

مع اتساع رقعة مطالب الشعب اليمني بتنحي صالح واسقاط النظام في ثورة سلمية شعبية اسقطت كل المشاريع ظهر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في اسابيع الثورة الاولى و مع اشتداد الضغوط الداخلية والخارجية التي تطالبه بالتنحي عن السلطة، إلى تحريك ملف القاعدة، بداية  اولا باتهام خصومه بالتحالف مع هذا التنظيم، ووجود مسلحيه في ساحات التغيير والحرية والمعسكرات المؤيدة للثورة الشبابية الشعبية، وتحدث ثانيا ان القاعدة تتواجد في الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر،وتارة أخرى بالتهويل من خطر القاعدة.

 

 ولم يكتف صالح بهذا المنطق التخويفي فظهر في خطاب بمناسبة العيد الوطني في 22 مايو، قائلا (أن القاعدة سيسيطر على خمس محافظات يمنية في حال رحل عن الحكم، وفق خطة اتفاق المبادرة الخليجية، وقال موجهًا خطابه لأميركا ودول الاتحاد الأوروبي، ردًا على دعوته لتوقيع المبادرة الخليجية، أقول للأصدقاء الأميركيين وفي دول الاتحاد الأوروبي ، إن القادم سيكون أسوأ، وإذا رحل النظام فإن تنظيم القاعدة سيسيطر على خمس محافظات، هي الجوف ومأرب وشبوة وحضرموت وأبين.

 

 وحده الرئيس صالح من يملك مفاتيح القاعده وتتوالى المستجدات والزخم الجماهيري المطالب برحيل صالح بالمقابل ساد الهدوء والمواجهة مع من يصفهم النظام بالقاعدة منذ بداية الاحتجاجات، وكانت محافظتي أبين وشبوة تشهد احداث جنائية وقبليية فيسارع الاعلام الرسمي إلى الإعلان عنها وتضخيمها على انها تحركات وافتعالات لتنظيم القاعدة، وبعد اسبوع فقط على الخطاب الصالحي ، سقطت مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين "جنوب اليمن" بالكامل في أيدي 150مسلح ممن يسمون أنفسهم (انصار الشريعة ) اقتحموا المدينة ودخلوا عبر نقاط امنية وعسكرية واستولوا على المقرات الحكومية واربعه معسكرات بكل عتادها الامني والعسكري وهي ومعسكر الشرطة ومعسكر النجدة ومعسكر والأمن المركزي ومبنى جهاز الاستخبارات والاستيلاء على اموال البنك والبريد ، بعد انسحاب مفاجئ ومريب للقوات والحراسات التي كانت تتواجد فيها والاستيلاء بكل سهوله على عتاد واسلحة عسكرية في منزل مدير الامن الذي ظل قرابة اسبوع مقر لعمليات هذه الجماعات ودخلت خلالها في معارك بمناطق الكود ودوفس كانت نهايتها استسلام قوات المنطقة الجنوبية وا لموالية لصالح يفوق عتادها وعددها اضعاف هذه الجماعات وغنمت جماعات انصار الشريعة اسلحة ثقيلة من مصفحات ودبابات ومدافع ورفض قادة اللواء 25ميكا الواقع على الاطراف الشرقية لزنجبار الاستسلام ورفض اومر وزارة الدفاع بالانسحاب بل استمر يقاوم ويكشف حقيقة الموامرة والاتصال بين اجندة النظام وهذه الجماعات وهو يوجه نداءات الاستغاثة والامداد لوزارة الفاع لكن لا مجيب له.

 

 وعادت اربع كتائب عسكرية من محور العند الى وضعها السابق بعد ان اكدوا صحة الاتصال والارتباط بين اجندة نظام صالح وجماعات انصار الشريعة وهربوا من محرقة هذفها الاستنزاف البشري وليس الحسم العسكري و استمرت المعارك بتسليح حكومي ضد اللوا 119مشاه الذي يقودة العميد فيصل رجب والمساندللثورة تكبد فيها الجماعات المسلحة خسائر ومع حجم الخسائر تزداد شراسة الجماعات المسلحة ومددهم وشعر فيها العميد رجب ان وراء الاكمة ما وراها وان النظام اليمني الذي اعتاد منذ سنوات استدعاء فزاعة تنظيم القاعدة، إلى واجهة الأحداث اليمنية، لاستخدامها كوسيلة ضغط وتخويف، لقوى إقليمية ودولية، بهدف الحصول على دعم سياسي أو مالي.

 

وهي الفزاعة التي يشعر النظام بقاءة في الحكم واجهاض ثورة التغيير ولإضعاف موقف خصومه، والحصول على دعم ومساندة إقليمية ودولية تبقيه في السلطة، باعتباره الشريك الرئيسي في مكافحه الإرهاب، ، ولذلك يجد المتابع بعد حادثة النهدين تصريحات قائد الامن المركزي نجل شقيق صالح لم يفوت فرصة ولا مناسبة، إلا ويتحدث عن القاعدة، باعتبارها خطرًا كبيرًا على المنطقة والمصالح الغربية والأميركية فيها وفي العالم، مستندًا في ذلك إلى المخاوف الأميركية التي تعاظمت خلال السنوات الأخيرة الماضية، بالتزامن مع معارك زنجبار وجعار التي تضع الكثير من علامات الاستفهام وتهريب أكثر من ستون معتقل قاعديا من سجن المكلا بكل سهولة تزامنا مع وصول مبعوث الخارجية الامريكية لمساعي نقل السلطة وانظم بعضهم لجبهات زنجبارمباشرة .

لايوجد شي يمكن للنظام اليمني ان يغطي المغالطات والاستثمار السياسي بتحت يافطة القاعده ، بشهادة محافظ أبين السابق وعضو اللجنة العامة للحزب الحاكم أحمد الميسري القائل (إن مراكز قوى في السلطة لها
مصلحة مما يدور في زنجبار، وإن العناصر المسلحة التي سيطرت على عاصمة محافظة أبين زنجبار ليس لها صلة بتنظيم القاعدة، ) وتصريحات من قبل وزير الداخلية السابق حسين عرب بلعبه شد الحبل على القاعده الوهمية ووقوف وزير الاوقاف حمود الهتار خطيبا في صنعاء الذي ترأس في العام 2004 لجنة
العلماء المحاورة المعتقلين من المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة، إن القاعدة موجود بالفعل داخل الأراضي اليمنية، وهذا الأمر معروف للجميع، غير أن الرئيس وبعض الأطراف في الحكومة، يعمدون إلى المبالغة في تصوير خطورته، وفي عمليات المواجهة التي تخوضها قوات الأمن اليمنية مع عناصره في عدد من المحافظات الجنوبية والشرقية، بهدف الحصول على دعم مالي لمواجهة خطر القاعدة، ودعم السلطة سياسيًا في خلافها مع أحزاب المعارضةوبعض القضايا ذات البعد الخارجي .

سبق ان وثائق ويكليس قد عرت النظام وكشفته بانه يتاجر بدم الابرياء ويتكسب باسم محاربة القاعدة مع أن
العلاقة بين تنظيم القاعدة ومسئولي الدولة والأجهزة الأمنية والعسكرية باتت حقيقة واقعية في اليمن ، وهناك كثير من الشواهد الجديدة نسردها لدعم الحقائق السابقة كيف وصلت عناصر و قيادات محسوبة على تنظيم
القاعدة الى محل ثقة بل وتتبوأ مناصب قيادية في صفوف (قوات الحرس الجمهوري) التي يقودها نجل الرئيس الأكبر (أحمد علي عبد الله صالح ).

وصل الأمر إلى وصول قيادي بارز و مطلوب رقم (1) للأجهزة الأمنية إلى منصب المشرف على عمليات التصنيع لآليات الحرس الجمهوري فالمعلومات التي نشرها موقع مارب برس تشير إلى أن (حسن جلال) أحد قيادات القاعدة من أبناء محافظة مأرب حتى العام 2008م صار مشرفاً على تصنيع العربات المدرعة التي تعرف باسم (جلال 3) وتفاخر قوات الحرس الجمهوري بصناعتها المحلية مع أنها هيكل (تويوتا لاند كروزر) تم تدعيمها بصفائح مدرعة وكتب عليها (صنع في اليمن) وهي نفس نوعية المصفحات التي يقاتل بها الجماعت المسلحة في ابين و يؤكد ان فزاعة تنظيم القاعدة صناعية صالحية يمنية من حيث الاستيراد
والتصدير ضد الخصوم ومع كل ماسبق ذكرة وتهويل النظام اليمني عن القاعدة كفزاعة يمكن فيها ان تسقط امريكا عبر مدينة زنجبار وخلط اوراق الثورة التي بدورها بعثت التطمينات الى واشنطن ، وقالت إن أي نظامسيأتي بعد رحيل صالح سيكون شريكًا جادًا وفاعلاً في مكافحة الإرهاب والقاعدة.