آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-09:32ص

الجنوب بين الكل, النصف والجزء المحشور

الخميس - 14 يوليه 2011 - الساعة 12:38 ص

عبدالقوي الشامي
بقلم: عبدالقوي الشامي
- ارشيف الكاتب


 عبدالقوي الشامي

يبدو ان المشهد الجنوبي يعيش اكثر اللحظات موضوعية, في فهم ذاته, وفي تقبل مكوناته وتركيباته الداخلية على المستويين الشعبي والرسمي, وتحديدآ لدى اولئك الساسة الذين اجتازوا القرن الأسود الماضي, قرن الخلافات والتناحرات السياسية الدموية.. موضوعية قد لا ترقى الى مستوى التحديات في تعثرها هنا او في تخلفها هناك الا انه من الواضح, أن الجنوب قد ارتسم في مخيلة كل ابناءه, وان اختلفت الروى للخروج من المأزق, من قبيل: الأستغلال, الفدرالية او حتى الوحدة الا ان الجنوب بمفهومة السياسي وليس الجغرافي الجهوي وحسب, هو القاسم المشترك في كل مايطرح اليوم اينما كان.

 

 تجمعات المتقاعدين التي دشنت الحراك الجنوبي, وما تلاها من تشكل هيئات اجتماعية, تتبنى الحراك السلمي لاسترداد الحقوق المنهوبة بعامتها وخاصتها, ومؤخرآ ما اشهر من مجالس اهلية لأبناء محافظات عدن, حضرموت, وما سبق وتلى من لقاءات لأبناء الجنوب في العاصمة صنعاء وفي كل من القاهرة وبروكسل, واخرى كانت قد احتضنتها عواصم ومدن اوروبية وامريكية كثيرة, حتى تلك اللقاءات التي حضرها رسميون جنوبيون من المشاركين في السلطة  يلحظ المتتبع, بان الجنوب كان, الأيقونة التي انعقدت وتنعقد في ضوءها كل تلك اللقاءات, وان كان هناك خلاف فقد تمحور حول هل: الجنوب كل"؟ ..  نصف كل؟ .. ام جز من كل؟ .. ولكن الكل مقر, بأن الجنوب, كل" حشر قسرآ في خانة الجزء.

 

ولما كان احتمال التوصل الى حل للقضية الجنوبية غائب عن اجندات هؤلاء المتصارعين اليوم على الكعكعة, بفعل عدم الأعتراف, بالحقوق المادية والمعنوية التي تفرضها عملية التوحد, فقد ادرك الجنوبيون, أن التحدي الحقيقي الذي يواجههم اليوم هو الأتفاق على صيغة لأخراج القرار الجنوبي من دائرة الشمللة, والتحرر من سطوة الوحدة المثالية, ومن التعامي المؤدلج, الذي سيرتكب نفس الخطأ الذي ارتكب عام 1990 لأن الجحر هو هو والمؤمن ذاته وان انتقل من اليسار الى اليمين.

 

 ومحاكمة التجربة يجب ان تكون من خلال معطيات الواقع الذي يعيشة المواطن المسحوق, في احياء عدن, حضرموت, زنجبار, جعار وفي كل قرية ومدينة, يذبح ابنائها ويهان شيوخها ويشرد اطفالها, فالمرحلة لا تحتمل ترف الأغراق في تباين الرأي, او التصور السياسي, ولا التنافس في عقد اللقاءات, او التدليس المتبادل في مخرجات تلك اللقاءات لأن الطرف الذي ادمن الهيمنة يبحث عن امكانية الغاء كلمة الجنوب حتى من الجغرافيا الطبيعية وليس السياسية وحسب .. فها هم اليوم ومن خلال بعض التسريبات يفتشون في جيوب بعض الجنوبيين عن اموال يعتقدون انها تاهت منهم  عند الأحتلال, بدلآ من البحث في مصادر الثروات التي انهالت عليهم بعد الأحتلال.

 

طرح كهذا قد يكون مستفزآ للبعض ولكنه الحقيقة المرة التي يجب ان نعترف بها جميعآ ان اردنا الخروج من حالة الراهن المزرية, فها هم اهلنا في عدن وحضرموت يبحثون في تشكيلاتهم الأهلية عن سبل لحماية ارواحهم وممتلكاتهم ومنشئاتهم العامة, دونما مراهنة على هؤلاء الخارجين الى المعاش القسري من خدمة النظام الذين يحاولون احتلال المساحة شبه الفاضية, والذين يمكن تقسيمهم الى مجموعتين اساسيتين: مجموعة تحمل النظام كل الكورث التي لحقت بالجنوب واليمن عمومآ في الوقت الذي كانت شريك فاعل في كل ما لحق بالجنوب وباليمن, ومجموعة ثانية مثلت الشريك المناصر والمؤيد للنظام المسوق لجرائمه بالفتوى الدينية والقانوية والتي شرعنت احتلال ونهب الجنوب واليوم تحاول التنصل من كل ذلك بأسم ثورة الشباب.

 

الردود متلعثمة عند الحديث عن تصور القصور او الخيمة للقضية الجنوبية, بل ان هناك تصريح للقطب القبلي اللأصلاحي صاحب اكبر شركات تجارة في الجنوب يقول: لا حل للقضية الجنوبية الأ بعد قيام النظام الجديد بثلاث سنوات, ترى لماذا ثلاث سنوات؟... وبالرغم من ذلك مازال هناك امل لدى البعض بأن الحل في الافق, ولكن ما فات هؤلاء بأن الامر, قضي يوم جمعة صنعاء الدامية في 18 مارس الماضي عندما تم تبادل الادوار بشكل يتفق مع متطلبات الربيع العربي  فرائحة الخميرة تفوح من كل يبطنوه من حلول.

 

اجمالآ يمكن القول بأن هذا التحالف, الذي انفض, كان يد المعول الذي دمر ومازال كل مقومات الدولة المدنية الجنوبية تحت يافطة محاربة مظاهر الانفصال عندما كانت الحرب انتقائية خجولة اما تدميرهم اليوم للجنوب تحت يافطة الأرهاب فمبني على قاعدة  انهب ثم دمر واحرق كي لا تبقي آثر بعد عين, فلا توجد صدفة او مفاجأة من جهة القاعدة او القمة او الوسط وانما سياسة تدمير ممنهجة ومدروسه تهدف تابيد سلطان الأسرة او القبيلة على كاهل هذا الشعب الذي يستشعرون في حراكه تمردآ وفي رفضه لتابوت الطاعة ارهابآ.