منيرة الشهراني
دارت عجلة الثورة والتغير على اليمن السعيد فأصبح ليله حزين ويومه غريب لتبقى الروح الوطنية مختبئة خلف الخنجر اليمني لتتساقط على حد سكينه أجساد الوطن الطاهرة بلا ذنب ولا خطئيه تحت ذريعة البقاء للأفضل فلم يعد يبصر المواطن اليمني ضوء الحقيقة التي حجبت خلف ركام بعضه فوق بعض من الشعارات والمخططات الخادعة.
وتعالت الأصوات في يوم كان مزاجه غربياُ لتعم الفوضى نواحي المعمورة يتبعه صخب وطيش وعنف وقتل وتدمير وإحراق جسد المستورة فهل أصبح الوطن يطلب منا أن نموت لتحيى دول وتسود أمم ؟ ما حدث في الدول العربية بداية من تونس ثم ليبيا ومصر واليمن وسوريا لهو من الأسلحة العدائية ضدنا كجسد عربي مسلم واحد وندرك كلنا ذلك ونعلم جيدا أن التغير لا يكون بالتدمير مهما كانت المبررات فلسنا نحارب عدوا تسلط على أرضنا وما نريده هو تغير نظام ونشر عدل وإعطاء حق فكم كلفنا ذلك ياعرب ؟ والحقيقة أننا نستمتع بقتلنا لبعض ونصرخ ونغضب عندما يكون هذا ضد عربي يجمعنا به دين واصل ولكن تموت الأصوات وتضعف إذا نظرنا إلى طفل في غزة يحتضر ؟ .
من يشاهد ما يحدث على ارض الدول العربية من قتال ودفاع عن حق كان بالإمكان الحصول عليه بطرق سلميه يعتقد أننا شعب لم نهزم في فلسطين وفي العراق وفي أفغانستان ! ونحن من نسالم من سالمنا ونعادي من حاربنا ! فكيف قلبت الأمور وعدلت الموازين حتى صرنا نحارب من سالمنا بكل جهل ولا نقبل نقاش أو حوار!
أتعلمون لماذا رفض الثوار في مصر واليمن بانتقال السلطة سلميا والقبول بالتحاور المبني على توضيح حقائق واخذ حق وردع ظالم تحت مظلة الإسلام والقران الكريم والسنة النبوية المطهرة التي نحكم بها ؟ لأنهم يتحدثون بغير ألسنتهم ويفكرون بغير عقولهم لذلك نفذوا بكل إتقان مخططات أعدائهم ؟
عجبا لأمركم يا قوم أقمتم الدنيا من اجل أنفسكم وأمام حقنا في القدس تخاذلتم فماذا لو كانت كل هذه المظاهرات من اجل غزة فقط ... لتغير حالنا وصلح حاكمنا ومات عدونا ؟ تطالبون بالمحاكمة العادلة لرؤسائكم هل لأنهم سلبوا أرضكم وقتلوا أطفالكم واغتصبوا نسائكم وحرقوا مساجدكم وحاصروا أخوانكم وسخروا من رسولكم ! من يستحق أن نطالب بمحاكمته ؟ يهودي ينام على أصوات الرصاص مستمتعا عندما تنهش في جسد أهلنا ؟ ربما انه ليس مذنبا مثلما فعل حكام العرب ليستحق العقاب هكذا تقول عقولكم المبرمجة بنظام u.s.a المطور ؟ ولست مع هذا أو ذاك أنا مع دين وشرع وسنة رسول ؟ بلغ الرسالة وأدى الامانه وتركنا على المحجة البيضاء إخوان تسالمنا وتصاهرنا وتجاورنا ؟
من ظلم منا عاقبناه ومن اعتدى أوقفناه لا نعذب ولا نشوه ولا نمثل ببعضنا البعض هكذا هم المؤمنون .. ولن يستمع العاقل وهو يصرخ ولن يفهم الجاهل وهو يبكي ولن يتوقف الدم وهو ينزف لذلك لابد من ( يوم الصمت العربي ) حتى تسمعوا صوت الأرض من تحت أقدامكم لتشعروا بألمها وعميق حزنها على حالكم .
يوم تشرق فيه شمس الوطن واضحة مضيئة في سماء صافية تنظرون بعين بلا صوت لتكتشفوا الحقيقة بأنفسكم مستعينين بوصفة الرسول الكريم حين قال ( لاتغضب .. لاتغضب .. لاتغضب ) حتى تفكروا وتحكموا وتعلموا وتنتصروا مرددين بصوت واحد ( صه .. صه يا يمن ) ولن تلبثوا إلا عشية أو ضحى لترد عليكم اليمن لتجدوا حل أزمتكم مع ذبذبات أثير حبها ومن خلال حجرشه صوتها الذي عذب بسوط عقولكم وقبل قيام هذا اليوم افعلوا ما تعقلون وتؤمنون به وليس ما تؤمرون به .
*كاتبة سعودية - عدن الغد
