آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-11:50ص

ثورتان في وطن " مصير وتغيير"

الثلاثاء - 12 يوليه 2011 - الساعة 10:14 ص

سعدان اليافعي
بقلم: سعدان اليافعي
- ارشيف الكاتب


سعدان اليافعي

شهد ولا زل يشهد الوطن الغير سعيد هذه المرة " ثورات " ونضال باستمرار منذُ سنوات، زادت وتيرتها خلال الأشهر الأولى من هذا العام  لتعم كل الوطن باحثه تلك " الثورات " عن وطن سلب ونهب واستعادت الهوية والكرامة للوطن والمواطن كما يقول الثوار.


ومن واقع الحال المعيشي في الوطن المطحون بالكثير من المشاكل والأزمات المفتعلة وغير المفتعلة على مر حقبة زمنية مضت ، كان  الأحرى والواجب المفروض بان تلك الانتفاضات الشعبية التي خرجت في شمال الوطن لاستعادة الهوية كما أسلفنا إن تكون قبل سنين لعوامل جعلت من الوطن بحاجة ملحة لانتفاضة شعبية وليست حزبية كما نراها ، علما بان قد بدأها الطرف الأخر من الوطن قبل سنين بغض النظر عن المسميات.


كما قلنا ما يعيب تلك الانتفاضة اليمنية هي تأخرها عن إحداث هذا التغيير الذي غلب الموازين وأربك كافة القوى اليمنية  إن تكون السباقة لهذه الثورات العربية لان العوامل التي أدت إلى تلك الثورات قد وفرتها السلطة مسبقا في اليمن من اجل القيام بها حتى لا تتحول إلى محاكاة لما حدث في بعض الأقطار العربية .


خاصة وان جنوب اليمن قد سبق الجميع في ثورته العظيمة التي استلهمت بعدها الثورات زخم وصمود هذا الحراك الجنوبي الثوري السلمي كما عبر عنه الكثير من الكتاب والمحللين العرب ، وحتى يكون أبناء الشمال أكثر مصداقية لإخوتهم في الجنوب بان الثورة ثورة واحدة استعادة الحقوق واستعادة الهوية والكرامة مع العلم بان بداية ثورة أبناء الجنوب حقوقية كما يقال ، فرجال القضاء والمحاماة يقولوا في مصطلحهم القضائي  " شفعه " بمعنى إن للأقرب والأخ هو الأحقية بالتملك أو اخذ ما كان لدى قريبه أو أخيه وليس الأبعد أو غريب الدار فشمال هو صاحب الحق بمحاكاة أبناء الجنوب في تلك الثورة انن.

فإذا كان آنذاك الجنوب قد بداء ثورة عظيمة استمرت لسنوات بكل صبر وصمود وشموخ رغم تعرضها للقمع والتنكيل وكل الوسائل التي حاولت السلطة بمعيتكم واد هذه الثورة ، وقدمت ثورة أبناء الجنوب خلال مسيرتها المستمرة مئات الشهداء والآلف الجرحى والمعتقلين لا زالوا يتساقطوا حتى اللحظة وسيستمرون باستمرار الصلف والقتل بحقهم ، فالعيب  أو الظلم الذي تعرضوا له من قبلكم انتم قبل نظامكم وحاكمكم .

إن أبناء تلك الثورة الجنوبية لم يسمعوا أي إدانات أو يروا أي تعاطف مِن مَن ؟ كان وجوب الأحقية الوقوف معه أو ألانتفاضه مسبقا معا ضد الظلم والطغيان كما تدعوه الآن . بهذا الظلم الذي تعرضوا له من قبلكم تولد لديهم بان الجميع عدوا يجب الخروج من هذا الظلم والطغيان الذي يفرضه الجميع عليهم حاكم ومحكومين لتظهر الحقيقة بعد قيامكم بالثورة المتأخرة إن في اليمن ثورتان ثورة )السلطة أو رحيل الحاكم) وثورة أخرى تختلف تماما وان اختلفت الرؤى والتباينات حولها فهدفها واحد هي ( حرية وتقرير مصير) ، لا علاقة لها لما يحدث من ثورات أخرى كثورات الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية والقبلية التي ظهرت بوضوح خلال ثورة الجزء الآخر من الوطن ثورة الوصول إلى السلطة ليس إلا، وتحول مسار الثورة التي كان الشباب ينشدها وبدائها بعيدا عن أي قوى أخرى لتدخل بقوة وتحرفها عن المسار والتي كان الأحرى والأجدر بتلك القوى حماية تلك الثورة كخط دفاعي لما قد يقطف ثمارها بعيدا عن ما يطمح إليه الشباب .


ما تعيشه الثورة هذه الأيام في ظل تحقق هدفها الأول من ركود وخمول ودخولها في صراعات واتهامات مع أطراف دولية تمليه عليها الأحزاب السياسية وتحولها إلى لعبة وأزمة سياسية ، فالشعبين التونسي والمصري فرضا إرادتيهما بقوة مهما عملت أطراف أخرى بحقهم فالحاكم السعودي قال ذات مره عن مصر بان المملكة قيادة وحكومة وشعب توقف مع الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وبالتالي لم يستطيع حسني المخلوع من الهروب إلى المملكة بعد إن فرض الشعب المصري أرادته بعيدا عن خلق له أعداء وهميين بعيد عن العدو الحقيقي الذي خرجوا من اجل إزاحته .


فإراداة الشعوب هي من تحترم بالنهاية مما يؤدي إلى نجاح الثورات بعيدا عن قوى سياسية متحكمة في مخرجات الثورة وتحويرها عن مسارها ليس لها من هدف إلى إزاحة الحاكم والوصول إلى السلطة بأي طريقة كانت فالوطن يشهد ثورتان حاسمتان " تقرير مصير " و" سلطة " فأيهما تثبت وجودها وتحقق الهدف المنشود.