آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-07:13م

جثة الصالح تتحدث !

الخميس - 16 يونيو 2011 - الساعة 11:52 ص

سعدان اليافعي
بقلم: سعدان اليافعي
- ارشيف الكاتب


سعدان اليافعي

هناك في المكان البعيد البعيد جدا عن الوطن الأم جثة بداخل ثلاجة موتى سعودية، إصابتها الحروق الطفيفة، حسب تصريح أبواقها الإعلامية، أثقلتها الآلام واظنتها الحلقات الحديدية،ليس لها حياة من شدة الدماء والحرائق النارية.

تمر عليها الساعات والدقائق محسوبة بالسنة الضوئية ، تقاسي القهر والذل جراء زلزال ثورة كالحمم البركانية، ومن تلك الجثة ذاق الشعب كؤوس العلقم المر حتى صار  يكره شربه أضافية، هي من وهبت وطنها لنفسها وليس العكس كما يقال عن الوطنية .

 

 أنها جثة إصابة بحروق طفيفة نارية ،حسب التضخيم الإعلامي عن حالتها السيئة الصحية ،ظلت تنادي وتستجدي بهم كفى كفى لآلا لآلا حروقي ليست كما تدعون طفيفة ، بل ليست حروق أصل أنها ذبحه صدريه ، الحروق في الوطن الذي أصيب بها هي الحقيقية .

 شبت وقد تتمدد إلى أكثر من قطر عربية ، لتأتي كل جثة مثلي لا زالت تكابر وتعاند النيران التي  ادعيت يومها أنا  إنها حكاية تقليدية ، قد أكون الجثة المحظوظة من بين كل تلك الجثث العربية، أن حط الرحال بي في بلدة طيبة مكاويه ، بعد سنين رقص على رؤوس جثث ثعبانية ، وجمعت حطب وكثير من الوسائل والتي أدت إلى كل هذه الحرائق الدمارية، فأخفيت عود الثقاب ضنا بان لن يستطع احد إشعالها أو إيجاده في مزرعتي العائلية .

 

 ولم يبرهن لي علماء كنت اعتقدهما بالداهيّة، إن الجثث التي رقصت عليها في وطني صعده ومعظم المحافظات الجنوبية ، ستتحلل يوما ما  إلى غازات ساميّة ، قابلة للاشتعال في أي لحظة فجائية ، فاقبل الغاز بشكل سائل حامل على ظهره نيران انسيابية ، تتصاعد السنة لهبها ودخانها في السماء الكونية ، سريعا لم يستطع كل ما أجمعت خلال سنين حقبية ، إيقافها أو عمل دروع وقائية ، وصل إلى وكري بداء يقترب مني بس تعرفون شلة طارق وجندي صوفية يمانية وصفوه لي بأنه سراب بعيدا عن الرعية ، تخسى فلتخسي يا لها من شلة بلطجية ، تجيد الفنون الخداعية .

 

 ورغم ما عملته من احتياطات وحواجز أمنية، حول قصري السبعين بداية من الحرس الخاص والقومية والسياسية والجمهورية ، لكن نيران الخالق من السماء أتت إلى محرابي أضنها أصابه قدرية ، ليه؟ ولما؟ حقيقة كنت بين يدي الخالق ابحث عن خطط بعد إكمال عبادتي الروحانية ، لا أعمل مزيد من عادتي الجرائمية ،فربما رحمة الخالق لي بالسهم الرباني بالقرب من القلب في الناحية اليسارية ، لتوقفني عن ذلك رحمة بي لحماقات تعودت ارتكابها بعبثية ، بعد اتهامات لإطراف سياسية وقبلية، من طرفي كادعاءات وهمية .

نقلت من غير وعي إلى قاعدة الملك العسكرية ،ومن بين تلك الجدران الأربعة الإسمنتية أناشد بل انصح حكومة الشباب الانتقالية ، فالظلم ظلمات الحياة البرزخية ، أعطوا كل حقا حقه بدون اللعبة الهلامية ، فإخوة لكم بالجنوب اغتصبت منهم كل الأرضية ، وبصعدة أزمة افتعلتها تدميرية ، والعديد من مشاكل الوطن المطحون يجب تصحيحها بكل صدق وإخلاص بعيداً عن العاطفية ، فمن لم يحكم بغير ذلك فأهلا وسهلا به جثة مجهولة مثلى إلى ثلاجة الموتى السعودية .