آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-02:25ص

دكتور من الجنوب العربي.. مش من اليمن..!!

الإثنين - 15 يناير 2018 - الساعة 02:30 م

محمد الخامري
بقلم: محمد الخامري
- ارشيف الكاتب


قال انه يجهز نفسه لمناقشة رسالته لنيل درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من إحدى الجامعات المصرية الاسبوع القادم وهو مشغول جدا.. وأهم تلك التحضيرات يريد علم الجنوب العربي لرفعه في القاعة وتورتة كبيرة فيها أيضا علم الجنوب العربي لتقديمها بعد المناقشة..!!

وبينما انا مذهول ومشتت ولم استوعب كلامه أجابه صديقنا الثالث وهو مصري وقال: ليه ماتعمل علم بلدك.. مش أفضل من ده الجنوب العربي..
رد عليه صاحبي: هو هذا علم بلدي..!!!

أردت أن اضحك لكني كتمتها كي لاأحرجه.. إلا أن صديقنا المصري (بسيوني حجازي) الذي رد عليه بتلقائية وهو رافع حواجبه وبدهشة بادية: ياراااااجل.. تصدق كنت افتكرك من زمان يمني.. جعلني انفجر ضاحكا..

استغربت لحال هذا الكائن الذي كنت اعتقد انه مفكر ومنظر في العلوم السياسية.. كيف يسهل عليه تقزيم وتحقير القيمة الحقيقة لهويته الحضارية الكبيرة والانسلاخ من أصله اليمني الذي يدعي ملايين البشر زورا وبهتانا في انحاء العالم عودة أصولهم إليه كي يثبتوا عروبتهم..

قلت له استحي قليلا، خليت الناس تضحك عليك وانت دكتور..!!
كوريا الشمالية والجنوبية لم تدفع الحرب بينهم الى طمس هويتهم القومية وانسلاخ مواطنيهم عنها رغم ماحصل بينهما.. 
وكذلك جنوب السودان رغم صراعهم الطويل واختلافهم في الأعراق والديانات والمعتقدات والعادات والتقاليد واللغة وغيرها، إلا انهم لم ينسلخوا من هويتهم القومية السودانية..

مزايدة بعض الجنوبيين ونقل خلافاتهم السياسية وأمراضهم المناطقية إلى خارج اليمن أضحت مشكلة كبيرة يجب على الدولة ممثلة بالقيادة السياسية معالجتها وليس تكريسها كما هو حاصل في التعيينات التي يصدرها رئيس الجمهورية والتي أصبحت واضحة وجلية لتغيير خطأ كان موجودا بخطأ مماثل والعمل على تغيير ديموغرافي في المناصب ونقل المركز المقدس من شمال الشمال إلى الجنوب وأبين تحديدا، الأمر الذي من شأنه العودة إلى مربع الصفر ونقل الأحقاد تبعا لذلك المركز.. وبالتالي استحالة قيام دولة اتحادية حقيقية كما تنص عليه مخرجات الحوار الوطني التي يتغنى بها رئيس الجمهورية وأنصاره..