آخر تحديث :الخميس-09 مايو 2024-06:18م

عزيزي علي محسن، مساء الخير

الأربعاء - 03 يناير 2018 - الساعة 11:43 ص

محمد دبوان المياحي
بقلم: محمد دبوان المياحي
- ارشيف الكاتب


 

المعذرة يا سيدي، لم أتمكن من الردّ على مكالمتك في الظهيرة، لقد كنتُ منشغلاً بتعزيةِ أحد جنودك الذين ماتت أمهاتهم، ربما لن تصدقني، لن تٌصدق لكونها مصادفة غريبة للغاية، حتى أنا لم أكد أستوعبها.. وعلى كلّ حال لك أن تصدق الأمر أو تظنه حبكة أدبية ساخرة، لا مشكلة..!

قلت لك، كنت منشغلا بمهاتفه أحد جنودك المرابطين في نهم، وفجأة _بالمصادفة _ جاء اتصالك،

طبعاً، الجندي الذي كنت أحدثه هو أحمد الشرعبي، لا أظنك تعرفه، هذا الرجل ماتت أمه، فاتصلت به لتعزيته، كنت أظنه في القرية، وتفاجأت بأنّه ماكث في مترسه ، وحين سألته عن السبب، أجاب بصوت متهدج وحزين: يا أخي لو تعلم كيف حالي والله ما معي حقّ الطريق..!

 

انتهت المكالمة، كنت أظنك ستٌعاود الاتصال، ونسيت أن المسؤول لا يتصل مرتين، ولم أكن أملك رصيداً، كي أبعث لك رسالة ثانية، على كلٍّ، هذا ليس موضوعي، الذي بعثت لك رسالتي من أجله في البارحة، هو موضوع أخر بالطبع..!

 

وفي البداية، وقبل أن أخبرك، أود أن أشكرك؛ لكونك تجاوبت مع رسالة مواطن بسيط مثلي، وحاولت مهاتفته، فنحن لم نعتدْ على سلوك كهذا من مسؤولينا، وأما بخصوص الموضوع الذي راسلتك من أجله فهو أمر مقلق أزعج الكثيرين ورغبت أن استوضحه منك :

باختصار : ثمة أخبار تقول أنك تعمل على تحويل الجيش إلى حظيرة قبلية خاصة بك، يقولون أنك تقسم ألويته بين الصبيان، وتوزع الرُتب بسخاء كبير..!

هناك أخبار مفصلة حول الموضوع، تبدو موثوقة للغاية، ويشكل أطفال بيت الشائف، وبيت القوسي، وبيت الغادر، وآل مجلي... محور الحدث، والقائمة تطول ومثلك أكثر من يعرف هذا..!

 

أنت جنرالٌ مثير للجدل، حيث كلّ فعل أو قول لك يثير صخباً بلا نهاية، حتى لو ضحكت تخضع حركة فمك لتأويلات عديدة، هذا أمر مفهوم، لكن الذي لا أفهمه، هو لماذا تورط نفسك بقرارات مخجلة كهذه التي تٌعين فيها الأطفال قادة لألوية الجيش، لماذا تستجلب خصومة أصدقاءك في الثورة وتضطرهم لمواجهتك.؟ أنت ضابط تنتمي إلى فبراير، ولا أحد بمقدوره تجريدك من هذا، حيث الثورة حدثاً فارقاً في توجهك الجديد، فإذا كنت صادقاً في ولاءك، فلماذا تصنع ما يناقض فكرة الثورة وتطعنها في الخاصرة، أليس من المفترض أن تكون قيم فبراير هي المعيارية الحاسمة في تحديد سلوكك وبوصلتك التي تضبط بها تصرفاتك كل لحظة..؟

حسناً، إذا سألت نفسك وأنت تنوي التوقيع على قرار تعيين مراهق عشريني في منصب قيادة لواء، أمن أجل هذه المسخرة ثار الناس يا سيادة الجنرال المثير، أنا متأكد أنك ستشعر بالخجل..؟!

 

شخصياً، ما زلتٌ أشعر بالمهابة، حين يُذكر اسمك، ولستُ مستعداً لكراهيتك بسهولة، بالطبع أنت لست ملاكاً مطهّراً، كما أنك لست شيطاناً خالصاً، فيك الكثير من الصفات الجيدة، وبعض من سمات الشياطين، حسناً، لا تنزعج سيادة الجنرال ، لست وحدك هكذا، كل البشر مثلك، وليس ذلك بعار ولا مُشكلة، فقط العار هو أن تخون الثورة التي احتضنتك بكلّ خطاياك وحسناتك، وتحول الجيش إلى حظيرة للصبيان، ثٌم لا تشعر بالخجل..!