آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-08:20ص

كيف اكتب عن الرئيس القائد المشير الركن عبدربة منصور هادي

الجمعة - 22 ديسمبر 2017 - الساعة 06:25 م

العميد ركن مساعد الحريري
بقلم: العميد ركن مساعد الحريري
- ارشيف الكاتب


ليس السؤال ماذا اكتب عن "أبو جلال" فذلك أمر يسير، ولكن السؤال كيف أكتب عن أبو جلال، فذلك أمر له خصوصية فأنا لا أدعي الحياد في الكتابة عنه لإدراكي أهمية دوره في مرحلة تتطلب رجلا مثله.. ولذا فإنني سأكتب عنه وباستئذان منه ليكتب عن نفسه من خلال استنطاق كلماته وخطبه وتصريحاته، وسأكتب عنه من خلال الآخرين الذين كتبوا عنه بإنصاف ورؤية موضوعية..

 

الكتابة عن أبو جلال الإنسان والقائد والمسئول وابن الجنوب وابن الثورة ومخالط قادة العالم ممن استقبلوه او حسبوا حسابه مسألة ليست سهلة، فهي الكتابة عن مرحله هامه يتعرض لها اليمن  شمالا وجنوبا  مرحلة صعبة من مراحل التاريخ الذي حاولو فيها الاحتلال الصفوي الإيراني للمنطقة عامتها وليسى اليمن فقط  ، الكتابة عن أبو جلال  هي الكتابة عن السلام وعن المقاومة المسلحة وعن التحرير من المليشيات الإيرانية في اليمن و مخاطبة العالم وعن الإيمان بتراكم النضال بهدوء وضمن رؤية العالم المؤمن بالقضية الجنوبية والعقيدة الإسلامية  والمناصر لها وان كانت بمستويات مختلفة قد تبدأ من الصفر ثم عاصفة الحسم وتنتهي برقم صاعد هو التحالف العربي ، وهي كتابة عن قرارات الشرعية الدولية وعن الأمم المتحدة وعن مجلس الأمن وعن سياسات الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين  في تداخلها مع العلاقات الدولية في دول العالم المتعددة وشبكة العلاقات العربية في تحولاتها المفجعة ، وعن رؤية أبو جلال للفرق بين المقاومة والإرهاب، ووقوفه الصلب في وجه الإرهاب وتجلياته وتعبيراته العملية والتحريضية والتعبوية.

 

هي الكتابة عن فهمه للدولة الاتحادية وأبعادها عن تلوث مفهوم الدولة داخل الدولة التي أقامها الانقلابين ، ووقوفه بوعي وشجاعة في وجه تمرير القبول  بسياسة الشراكة التي كانت فرضتها الجماعات الانقلابية رغم الضغوط التي تقصم الظهر..

 

هي كتابة عن رؤيته للدولة الاتحادية اليوم واليمن  الغد، وعن حق شعبه في العيش والمساواة وممارسة الحياة السلمية والسياسية البعيدة عن العنف المسلح..وممارسات الديمقراطية في الوصول إلى السلطة دون العودة إلى الحرب ومسلسل الانقلابات المسلحة التي عاشها اليمن بشطرية منذ فجر الانتصار المسلح عالحكم الأمامي الكهنوتي في 26سبتمبر1962

 

 الكتابة عن الرئيس هادي وسياساته ورؤيته ونهجه ليست سهلة، والكاتب عن ذلك لا بد أن يكون كالجراح،  واقعي وعملي بعيد عن التعبوية والشعاراتية وعن الخلط والديمانموجيا وعن ازدواجية الرؤية والتصريحات والتصورات، ولديه طاولة واحدة شفافة ما فوقها يشبه ما تحتها، فلا يخفي شيئا داخل تصريحاته ولا يلون اللغة إلا من خلال العمل على إجادتها وليس قلب معانيها..

 

ظل صريحا وصراحته دفعته إلى ألا يقول علنا إلا ما يعتقد، وجعلته يميل إلى قلة التصريحات أو الظهور في وسائل الإعلام بطوعة.. وهو لا يؤمن بالاستعراض أو المباهاة ولا يستعجل الحصاد أو جمع الغنائم.. ولا يقدم لشعبه ما يشغله عن الحقائق من خلال انتصارات مزعومة، لا يحب أن يقول عن نفسه ولكنه يعتقد ان ما يقوله عنه من يؤمنون بخطه هو الاصوب والأسلم، لذا يترك مسيرته للتاريخ حتى يجري تقييمها..

 

في كل معاركه التفاوضية والميدانية وقراراته الهامة والمصيرية كان صادقا ومنسجما مع نفسه.. وكان يخدم رؤيته بالكتابة عنها باستمرار فهو يكتب ما يعتقدة أو يؤمن به، سواء أكان ما يكتب جاء وقت نشره والإفصاح عنه أم لم يأت، ولديه أنه ليس كل ما يعلم يقال وليس كل ما يقال جاء وقته وحضر أهله، آخذا بالحكمة التي قال بها علي ابن أبي طالب "إن لكل مقاما مقال..".

 

حظي باحترام المحترمين من قادة التحالف العربي وفي مقدمتهم الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك الحزم والعزم وكذا ملوك ورئسا  العالم لصدقه وإمساكه بالحقيقة وحرصه عليها ولإيمانه بالسلام عقيدة وسلوكا وثقافة ورؤية، وقد أفرغ ما يعتقدة في كتبه فقد ظل شاهداً على مسيرة شعبه التي وظف لها عقله وقلبه وقلمه وأوراقه.. كان يبتعد عن الرطانة والجدل والهرج والمرج ليجلس حيث الهدوء ويدون ويكتب ما يعتقدة، وإن لم يكن وقته لأنه كان يدرك أن مسيرة شعبه تاريخية وهامة وأنه سيأتي اليوم الذي ستقرأ فيه الأجيال اليمنية الطالعة هذه المسيرة التي اعترى جوانب منها شهادات لم يحالفها الصدق والدقة.. 

 

أبو جلال لم يكن في حياته "معجوناً" فقد عاش حياته بتفاصيلها العائلية والفكرية والثقافية والتعليمية والكفاحية، وشهد أخطر القرارات وتحمل المسؤولية ولم يستنكف عن تقديم رأيه حين يكون الرأي ثميناً ومكلفاً..

 

دافع عن رفاقه حين استهدفوا وأبرز اجتهاداتهم الصائبة ولم يصطد في أخطائهم وكان دائما يسعى بينهم بالخير ويجمع شتاتهم ويبادر إلى ما يبني ويعلي البناء..

 

لا يؤمن بالفكر الانقلابي ولم يمارسه ولا بالفزعة، ولم يبن عليها وكان يشغل عقله باستمرار ولا يؤمن بتسريحه أو تغييبه مهما بلغت الحالة العاطفية أو حتى في الخوف حين تبلغ القلوب الحناجر..

 

يتعامل مع الإحداث بوقار وهدوء ولا ينفعل إلا حين يرى أن الحق يغيب، أو أن هناك من يدلسه ويريد تزييفه.. يرغب أن يظل مدنياً حتى وهو يتخذ قرارات عسكرية ويحافظ على مدنيته في السلوك والمظهر والمخبر.. وهو أنيق ويحب الأناقة

 

 يحمل روح فنان وقلب فنان، يساعده كثيرا على فهم الحياة والتوازن معها، وفيها وقد سمعته يقول "لو لم أكن في موقعي هذا وأتمنى إنني لم أكن لكنت فناناً، فقد منعني والدي من دراسة الموسيقى واستكثر علي أن اقتني عودا".. ولذا فإن أبو جلال يفرغ حبه للموسيقى والفن في العناية بالفنانين والحرص على تقديرهم وإدماجهم في مجتمعاتهم باحترام والاستماع لطلباتهم، ويرى أن الثقافة رافعة حقيقية من روافع النضال، ولذا لم يستنكف أن يخصص قصر إقامته المقترح ليكون بيتاً للثقافة واحتضانها بكل معنى الكلمة..

 

في الأروقة المغلقة يتمتع بشجاعة، وقد عبر عن ذلك بجرأة في كثير من المواقف الحاسمة إثناء المبادرة الخليجية في 2012وكذا في مؤتمر الحوار الوطني وفي طلب التدخل العسكري من مجلس التعاون الخليجي عندما اشعر بخطورة الموقف من قبل الانقلابين وسيطرتهم عالحكم في صنعاء ووصف تلك المليشيات بالمليشيات الإيرانية والتي كان يحذر منها مبكرا وكان في كل خطاباته  السياسية يشير الى تدخلات إيران في اليمن وكان رافضا لتلك التدخلات منذ إن بدئت إيران بدعم مليشيات الحوثي إلى صعده !!

 

يعيش الرئيس هادي فصول حياته وأيامه ولا يخلط حتى يقال عنه ثوريا أو مميزا، فهو يعطي لنفسه حقا في الراحة والعمل والعائلة ويحفظ حق شعبه عليه ويعطيه الأولوية من وقته وجهده دون أن ينتظر شهادات مفرطة في مدح مواقفه..

 

وهو متواضع حيث يجب أن يكون التواضع.. وذو أنفة وترفع حين يكون ذلك من لزوم خدمة شعبه العظيم الذي أمرّه عليه واختاره لقيادته.. مدركاً أن شعب التضحيات هذا، والذي لديه قوائم من شهداء لا تنتهي، يستحق من يرفع له الاسم ويحفظ له العنفوان والكرامة والإباء.. فيه معرفة بالعادات والتقاليد واللهجات،

 

قلت بداية ليس صعباً الكتابة عن أبو جلال ولكن الصعوبة هي في كيف نكتب عنه؟ ومن أي منظور نتناول هذه الظاهرة أو المدرسة،

 

 

ما سأكتبه محاولة للفهم واقتراب من خضم عرم ومحاولة لركب المركب الصعب وتنكب الوعر، فتعقيدات القضية اليمنية وسوء ظن الكثيرين بمن يعملون فيها وعليها لا يترك مساحات واسعة للصدق والشجاعة لأن نقول دون أن نجرح ودون أن يشهر الكثيرون ممن انعدمت لديهم الرؤية أو الحياد بما نقول...

 

إنها محاولة لوضع شيء عن الرجل ومنه على الورق، علّ هناك من يأتي ليعيد إنتاج ما أقدمه بصورة أفضل وأوضح وأكثر إتقانا.. فالرئيس هادي  وطول تجربته يحتاجان إلى عمل أكبر وأهم ليبدوا في المتناول.الكتاب والقراء ولا شك إني قد كتبت عن عبقرية الرئيس هادي وحكمته وفراسته وسوف اكتب عنه الكثير والكثير والتاريخ سوف يتحدث عنه وتقرئه الأجيال القادم

 

إن التحرير هو خياره الوحيد نعم تحرير اليمن من المليشيات الإيرانية التي حاولت الانقضاض على سلطه بمساعدة الرئيس السابق صالح والتي انقضت فترة حكمه إلى غير رجعه وبإقرار دولي

 

اتخذ الرئيس هادي قرارا للحسم العسكري وعدم القبول بأي حوارات سياسيه إلا وفقا للمرجعيات الثلاث وهي القرار الاممي  2216 الملزم بتسليم أسلحة الانقلابين المتوسطة والثقيلة للدولة وكدا المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني

دون ذالك لا مساومه ولا مها دائه مع الانقلابين

نعم دماء الشهداء وتدمير البنية التحتية للوطن لن يكون ثمن للتفاوض والقبول بالمليشيات الإيرانية وإشراكها بالحكم كما يتوهم بعض المرجفون لا مكانة لإيران في اليمن الاتحادي يمن الرئيس عبدربه منصور هادي

وكل عام وانتم بالف خير

النصر حليفنا والمجد والخلود للشهداء

والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين