آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-02:43م

المجلس الانتقالي والتحالف

الإثنين - 16 أكتوبر 2017 - الساعة 10:11 ص

د. حمود يحيى اليهري
بقلم: د. حمود يحيى اليهري
- ارشيف الكاتب


لا غرابه أن يكون تحرك المجلس الانتقالي الجنوبي بتنسيق مع التحالف بقيادة المملكة ، بل يبغي أن نعلم أن التحالف هو  من يوعز لرئيس المجلس متى يتحرك وأي الخطوات التي يعلنها ، وقد يعتبر البعض ان علاقة كهذه  تمثل وصاية مباشرة على المجلس يمارسها التحالف ، ولكن دعونا نعتبرها وصاية ، فهل أمام المجلس خيارا يمكنه من فرض صيغة معينة لعلاقته مع التحالف غير  مسايرة التحالف في هذه المرحلة بعده أفضل الخيارات المتاحة أمامه، حيث أن عمل المجلس بتنسيق مع التحالف ، وسيره  وفقا لخطوات محسوبة يراعى بها مصالح الإقليم والعالم ، ويراعى بها الحلول التي يأمل التحالف والمجتمع الدولي الوصول إليها في اليمن عامة ، أفضل له من أن يعمل بشكل انفرادي يصبح معها معزولا عن المجتمع الإقليمي والدولي وبدون حماية من أحد ،  وفي تصوري أن هذا لا يشكل مأخذا على المجلس بقدر ما كونه يمثل مؤشرا لرؤية صحيحة تمتلكها  قيادة المجلس وبأنها تعي جيدا متطلبات المرحلة وما تحتاجه من عمل سياسي ويعد هذا أحد أهم مقومات نجاح العمل السياسي .

 

ومن المسلمات التي ينبغي أن يدركها الجنوبيين  أن دعم التحالف للمجلس الانتقالي الجنوبي يدخل ضمن إستراتيجية العمل والحل السياسي الشامل الذي يخطط له في اليمن عامة ، وأن المجلس يحقق للتحالف عدد من الغايات والأهداف ، فهو يوظف المجلس كتكتيك سياسي يمارس من خلاله الضغط على الأطراف اليمنية ، الحوثي وصالح والشرعية على حد سوا ، لتقديم التنازلات التي تساعد في تقريب الحل السياسي باليمن حتى لا يضطر التحالف وربما المجتمع الدولي لدعم خيار فك ارتباط الجنوب عن الشمال ، لهذا فإن التحالف يدفع بقيادة المجلس للتحرك والاعلان عن بعض الخطوات المرسومة له في الوقت الذي يريد ، ليرسل رسالة للشمال مفادها أنتم تجبروننا على ذلك ، ورسالة للجنوبيين مفادها أننا معكم فابقو معنا. وفي الوقت نفسه فإن المجلس يعد ضرورة ملحة للتحالف للوصول إلى حلول للقضية اليمنية التي تعد القضية الجنوبية عصبها ، اذ ان المجلس سيكون الجهة المخولة بالتحدث عن القضية الجنوبية والدخول مع التحالف والمجتمع الدولي في مشاورات الحلول المتوقعة .

 

 ولا يستبعد أن يكون إعلان تشكيل الهيئة الوطنية الجنوبية ، واعلان البدء في التصعيد الثوري مؤشرا الى أن  التحالف ربما انه قد أعطى الضوء الأخضر للمجلس الانتقالي للبدء في عملية السيطرة الفعلية على مؤسسات ومرافق الدولة في المحافظات الجنوبية ، واستلام المعسكرات والوحدات العسكرية والامنية الموجودة فيها ، ليقوم بإدارة المحافظات الجنوبية بدلا عن الشرعية ، كرد عملي على الشرعية التي فشلت في تحقيق أي تقدم على الجبهة العسكرية ، وفي إدارة المحافظات المحررة (المحافظات الجنوبية ) . يعقبها قيام المجلس بإصدار  بعض القرارات والتشريعات بعد مناقشتها والمصادقة عليها من قبل الهيئة الوطنية الجنوبية كاجراء ضروري وملح لتنظيم مؤسسات الدولة في المحافظات الجنوبية بإدارة مباشرة من أبناءها ، وهو ما يمكن اعتباره أيضا مؤشرا إلى اقتراب موعد الحلول السياسية باليمن ، وبالتالي لابد من تهيئة الجنوب ليكون جاهزا لتطبيق تلك الحلول في إطار الدولة الاتحادية أو أي شكل من أشكال الدولة التي سيتضمنها الحل القادم باليمن  .