آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-11:22م

الصراع الابدي بين الحق والباطل.....؟

الجمعة - 22 سبتمبر 2017 - الساعة 10:20 م

وجيه الصبيحي
بقلم: وجيه الصبيحي
- ارشيف الكاتب


في البدء كان الحق وكان الحق وحدة  ثم ظهر الباطل لابسا جُبة الصالحين فبطُل صاحبه بعد تكبره وأقسم بعد ذلك على محاربة من كلفه الحق بحماية الحق والذود عليه وهو أبونا آدم، والدعوةِ إلى الباطل في عقبه، فكان إيذانا ببدء صراع أبدي ، صراع أطلق شرارته الأولى على الأرض قابيل وهابيل، ولن ينتهي أبدا إلا بفناء هذا العالم : تلك هي القصة التي نعيشها منذ نشأة البشرية ، ومدارها أن يكون كل واحد منا في أحد الطرفين الحق أو الباطل

أن أصحاب الحق في تدافعهم مع الباطل لا ينبغي أن يكونوا سذجا  فخصومهم يتكالبون عليهم من شتى المشارب والأطياف لأن الباطل له طرائق متعددة والحق هو صراط مستقيم موصول بنبع واحد وعليه فهم مدعون لبذل الوسع كل الوسع (فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها)

 تقتضي التماس طرق التميز واستنفاذ كل آليات الجهد المادية والمعنوية التي ستلزمها في هذا الصراع اللا متناهي والنهل من النبع الصافي الذي نستمد منه جرعات الحق والعزة والنصر دونما وجل.

هي إذن دعوة لاستنفار العقل والقلب دوما للبحث عن الحق وتبينه حقيقة والاصطفاف بجانبه مبدأ وفعلا في جميع المجالات والمواقف التي أقامنا الله فيها

فأنت في شأنك اليومي ، تكاد تكون في اختيار دائم للانضمام لموقع الحق من عدمه ، وإن فعلت ، فأنت في حالة من التدافع الإيجابي لا تهمك النتائج بقدر ما يلزمك تأدية مهمتك فقد تأتي فترات ويكون الحق صادحا  وينخس الباطل فتكون منتصرا ، وتأتي جولات تكون الغلبة لهذا الأخير لأنهما دوما في حالة كر وفر…أما غير ذلك ، فليس أسهل من أن يكون لك دخل شهري وتعكف في منزلك تأكل وتشرب دون أن يكون لك أثر نافع في هذه الدنيا فتموت دون أن يخلد اسمك !!

فقد يلتبس علينا الحق من الباطل أحيانا وقد نميل إلى الباطل في حالة ضعفنا رغم وعينا ومعرفتنا به وأحيانا أخرى وفي مناسبات كثيرة قد نتبع من ينطق الحق وحقيقته تبطن الباطل من نراه في هيأة الحمل وهو ذئب يحمل في طياته كل صنوف الشر لذلك أُمرنا أن ندعو دوما بدعاء

(اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه) تبينا للحق وتمييزا له من الباطل وأصحابه الظاهرين والمتلبسين لباس التقاءه