آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:59ص

الارهاب في اليمن.. هل أزِف رحيله؟

الجمعة - 04 أغسطس 2017 - الساعة 12:23 ص

قيس الشاعر
بقلم: قيس الشاعر
- ارشيف الكاتب



بات من الواضح ان تدخل التحالف العربي في اليمن شكل نقطة فارقة ليش فقط في دحر الانقلاب واعادة الشرعية، بل ايضا في الجهود الدولية لمحاربة الارهاب، بحيث يمكن القول اخيرا ان شهر العسل الطويل الذي نعمت به التنظيمات الارهابية في هذا البلد شارف على الانتهاء ، خصوصا بعد ما فقد تنظيم القاعدة اهم المدن والمحافظات الحيوية التي بسط سيطرته عليها خلال السنوات الماضية بتعاون لايخفى مع القوى التابعة للرئيس السابق. علي عبدالله صالح صاحب المقولة الشهيرة "حكم اليمن بمثابة رقص على رؤوس الشياطين" والتي جسدها بشكل فعلي خلال فترة حكمه ولايزال ، متخذا حتى من الارهاب وتنظيماته اوراقا سياسية وعسكرية ضمن اوراق اخرى كثيرة بات يفقدها الواحدة تلو الاخرى .
وصول قوات النحبة التي دربتها دولة الامارات العربية الى مناطق في محافظة شبوة ظلت منذ مايقرب العقد ونصف من الزمان مأوى لتنظميات كالقاعدة وانصار الشريعة وداعش يعد تطورا جوهريا في مسار الحرب على الارهاب ليس فقط في اليمن بل لانبالغ اذا قلنا على مستوى المنطقة والعالم، فتنظيم القاعدة في اليمن يصنف على انه الاقوى عالميا، وهذا التصنيف يعتمد في جزء كبير منه على قدرة التنظيم على التواجد الآمن والمريح في مناطق كعزان مثلا في محافظة شبوة والتي بقيت لسنوت طوال بمثابة المؤخرة الآمنة لعملياته ولكبار قادته، في مايبدو انه اتفاق ضمني مع حكم صالح الذي بقيت قواته بعيدة عن تلك المناطق مكتفية بتامين مصادر النفط والغاز القريبة منها والتي لايمسها التنظيم الا في حالات نادرة، الامر الذي يكشف. بعضا من خيوط اللعبة التي ظل ملف الارهاب يدور حولها لسنوات بل لعقود، وهو ماجعل العالم ينظر لليمن بشكل عام على انها مرتع آمن لتفريخ وتدريب وتسمين الارهاب.
ومن نافلة القول - ربما - التاكيد بان وصول قوات النخبة مدعومة ومسنودة بقوات اماراتية الى هذه المعاقل يشكل تحولا ذا دلالات تتجاوز ماتحقق سابقا في هذا الصدد بتحرير عاصمة محافظة حضرموت من قبضة القاعدة حيث كانت سيطرة التنظيم عليها طارئة بفعل عوامل يعرفها الجميع، بيد ان هذا الانجاز يشبه الى حد كبير الانتصار الذي تحقق في أبيه قبل مايقرب العام ونصف، فشبوة بقيت في كل تلك الحالات المآل والملجأ الامن للارهابيين، بعد كل هزيمة يتلقونها، وهو مايجعل من التقدم الحاصل في شبوه حشرا للتنظيمات الارهابية في زاوية ضيقة وفي احد اهم المعاقل التي تعتمد عليها .
ان هذا الانجاز الجديد يلقي الضوء مرة اخرى على عمل ضخم وكبير ودقيق سبقه تماما كما كان الامر قبيل تحرير عدن وابين ولحج من قبضة الارهاب اوائل العام 2016م، حيث تقوم دول التحالف وبيد اماراتية على تدريب وتجهيز قوات من شباب تلك المناطق وتزودهم بكل مايمكنهم من اداء واجبهم في تطهير بلدهم ومناطقهم من الارهاب وتبعاته ومن ثم تامين المحافظات الواحدة تلو الاخرى، وهي في ذلك لاتزج بهم في المعارك منفردين بل انها توفر الدعم الجوي والاستخباراتي وتشارك بافراد من قواتها على الارض جنبا الى جنب مع قوات النخبة في حضرموت وشبوة وقوات الامن في عدن ولحج وابين، وتعمل على توفير كل اسباب النصر وباقل الخسائر الممكنة، استراتيجة حققت وتحقق انجازات عسكرية وحتى تنموية ، ولانبالغ اذا ماقلنا انها حققت الانجازات الاكبر في الحرب ضد الارهاب على مستوى المنطقة خصوصا اذا ما اخذنا بعين الاعتبار عوامل الزمان والمكان، وتذكرنا ان دول التحالف والقوات اليمنية تقودا حربا لانقل ضراوة ضد الجانب الاخر من الارهاب المتمثل في الحوثيين وجيوش صالح ومن ورائهم ايران.
بقي ان نقول ان هذه التحركات الجريئة تاتي بشكل واضح بعد ان أمنت دول التحالف خطر الاختراق الذاتي في التحالف، اي بعبارة اخرى استبعاد قطر صاحبة العلاقات الوطيدة مع الارهاب خصوصا في اليمن، وبعد ان كُبلت ايديها التي كانت تدر المال والدعم اللوجستي لتلك الجماعات التي وجدت نفسها اضعف واقل بصيرة بدون الغطاء القطري .