آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-08:54م

صرخة دماء الحالمة

الأحد - 23 يوليه 2017 - الساعة 01:12 م

بشار الطيب
بقلم: بشار الطيب
- ارشيف الكاتب



انه صراخ الدم المستباح الذي يعلو على كل صراخ ، وجريمة قتل النفس البريئة التي تسبق كل الجرائم مهما كانت بشاعتها ، والسكوت المذل وأنت ترى جثث الأطفال ، وتنظر الى دم الفقراء يغسل وجه الأرض ثم تختبئ خلف جدار الصمت خوفا من الوقوف بوجه الفجيعة التي تحل ببلدك ، والكارثة التي تغتال الناس الذين لا حول لهم ولا قوة سوى انهم يسعون الى الحياه .
السنوات الحبلى بكل صنوف القبح والجريمة تمخضت عن سلسلة من الرزايا وقعت جميعها على رؤوس الفقراء من هذة المدينة ، ومع مرور كل عام يصبح الأمل بعيدا ، فلا نزيف الدم توقف ، ولا ظلام الخوف اختفى ، ولا الموت الزؤام استراح ، ومع كل مأتم للذبح المجاني تقدم أجساد وأرواح الفقراء وقودا لإشباع النفوس المنحرفة والنوايا الخبيثة والرؤوس الموغلة في مستنقعات الشر والجريمة ، يخرج علينا هواة الفرقعات الخطابية المدججة بصنوف البلاغة ليصدعوا رؤوسنا دون تنتهي المآتم وتتوقف لعبة الموت .
ان ما حصل ويحصل من جرائم على يد العصابات الاجرامية المتمثلة بجماعة الحوثي وحلفائها من جهة ، وفشل أهل الشرعيه وعدم قدرتهم على انتشال البلد من المحن والمآسي من جهة أخرى ، يضعنا أمام مسؤولية أخلاقية ووطنية لكشف المستور والتحدث بلغة واضحة وصريحة ارضاء لله ، ووفاء للوطن ، وحرصا على حياة الشعب الذي عانى طيلة السنوات الماضية .
دعونا نرفع الغطاء عن رأس القمقم قليلا ، فان كان ما حدث ويحدث له علاقة بالدين فهذا القرآن بين أيدينا ، وأحاديث الرسول الأعظم أمامنا ، وسيرة الصالحين والأولياء من آل بيت رسول الله وأصحابه حاضرة في رؤوسنا وضمائرنا ، ولن نقرأ يوما أن شريعة السماء السمحاء قد شجعت على قتل الأطفال وازهاق الأرواح بغير وجه حق واراقة الدماء دون سبب وجيه ، ومن يقول غير ذلك فهم من الذين ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ، ولهؤلاء نقول : نحن على دين محمد ، فمن أي دين أنتم ؟ وان كان ما يحدث له علاقة بسلامة الوطن ، ومستقبل شعبه ، فأي ازدهار يتحقق عبر طريق الموت ؟ وأي مستقبل ترسمه كل تلك الجماعات ؟ ولهؤلاء نقول : نحن أبناء هذا الوطن ، وشعب الحكمة والإيمان ، فمن أي بلد أنتم ؟ وأبناء من أيها القتلة ؟ ، واذا كان ما يحدث بسبب المصالح ، فلا مصلحة أعلى من مصلحة الوطن والشعب ، ولا هدف أسمى من خدمة الناس ، ولا شرف أكبر من شرف الدفاع عن حياض الوطن وأرواح الشعب .
أيها الساسة الكبار والصغار ، اتقوا الله قليلا فهذا دم إخوانكم وأطفالهم يستغيث بكم ، انها دماء نقية غير ملوثة بوسخ الدنيا ، وهذه الأرواح بريئة لا تعرف لغة المصالح ، ولنتذكر جميعا بأن الله يمهل ولا يهمل ، وان التاريخ لا يرحم ، والشعوب تقول كلمتها اذا مسها الضر ، وحسن العاقبة من حصة الساعين الى المحبة والسلام .