انه صراخ الدم المستباح الذي يعلو على كل صراخ ، وجريمة قتل النفس البريئة التي تسبق كل الجرائم مهما كانت بشاعتها ، والسكوت المذل وأنت ترى جثث الأطفال ، وتنظر الى دم الفقراء يغسل وجه الأرض ثم تختبئ خلف جدار الصمت خوفا من الوقوف بوجه الفجيعة التي تحل ببلدك ، والكارثة التي تغتال الناس الذين لا حول لهم ولا قوة سوى انهم يسعون الى الحياه .السنوات الحبلى بكل صنوف القبح والجريمة تمخضت عن سلسلة من الرزايا وقعت جميعها على رؤوس الفقراء من هذة المدينة ، ومع مرور كل عام يصبح الأمل بعيدا ، فلا نزيف الدم توقف ، ولا ظلام الخوف اختفى ، ولا الموت الزؤام استراح ، ومع كل مأتم للذبح المجاني تقدم أجساد وأرواح الفقراء وقودا لإشباع النفوس المنحرفة والنوايا الخبيثة والرؤوس الموغلة في مستنقعات الشر والجريمة ، يخرج علينا هواة الفرقعات الخطابية المدججة بصنوف البلاغة ليصدعوا رؤوسنا دون تنتهي المآتم وتتوقف لعبة الموت .ان ما حصل ويحصل من جرائم على يد العصابات الاجرامية المتمثلة بجماعة الحوثي وحلفائها من جهة ، وفشل أهل الشرعيه وعدم قدرتهم على انتشال البلد من المحن والمآسي من جهة أخرى ، يضعنا أمام مسؤولية أخلاقية ووطنية لكشف المستور والتحدث بلغة واضحة وصريحة ارضاء لله ، ووفاء للوطن ، وحرصا على حياة الشعب الذي عانى طيلة السنوات الماضية .دعونا نرفع الغطاء عن رأس القمقم قليلا ، فان كان ما حدث ويحدث له علاقة بالدين فهذا القرآن بين أيدينا ، وأحاديث الرسول الأعظم أمامنا ، وسيرة الصالحين والأولياء من آل بيت رسول الله وأصحابه حاضرة في رؤوسنا وضمائرنا ، ولن نقرأ يوما أن شريعة السماء السمحاء قد شجعت على قتل الأطفال وازهاق الأرواح بغير وجه حق واراقة الدماء دون سبب وجيه ، ومن يقول غير ذلك فهم من الذين ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ، ولهؤلاء نقول : نحن على دين محمد ، فمن أي دين أنتم ؟ وان كان ما يحدث له علاقة بسلامة الوطن ، ومستقبل شعبه ، فأي ازدهار يتحقق عبر طريق الموت ؟ وأي مستقبل ترسمه كل تلك الجماعات ؟ ولهؤلاء نقول : نحن أبناء هذا الوطن ، وشعب الحكمة والإيمان ، فمن أي بلد أنتم ؟ وأبناء من أيها القتلة ؟ ، واذا كان ما يحدث بسبب المصالح ، فلا مصلحة أعلى من مصلحة الوطن والشعب ، ولا هدف أسمى من خدمة الناس ، ولا شرف أكبر من شرف الدفاع عن حياض الوطن وأرواح الشعب .أيها الساسة الكبار والصغار ، اتقوا الله قليلا فهذا دم إخوانكم وأطفالهم يستغيث بكم ، انها دماء نقية غير ملوثة بوسخ الدنيا ، وهذه الأرواح بريئة لا تعرف لغة المصالح ، ولنتذكر جميعا بأن الله يمهل ولا يهمل ، وان التاريخ لا يرحم ، والشعوب تقول كلمتها اذا مسها الضر ، وحسن العاقبة من حصة الساعين الى المحبة والسلام .