آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-12:31م

ثوري يا صنعاء ضد الطُغْيان

الجمعة - 02 يونيو 2017 - الساعة 10:24 ص

بشار الطيب
بقلم: بشار الطيب
- ارشيف الكاتب


في صنعاء  تسير الأحداث على عزف الخيال ، وينتصب الخيال على ظهر الواقع ، ولابدّ لهم أن يثوروا ضد الظلم و الطُغْيان,أو السكوت  هو الاستسلام لهم بحد ذاته .

كم أعشق ذلك الحرف المتوهج بالثورة  ضد ألظلمه ، والمتحصن بالمجابهة ، والمتدرع بالحجّة ، والخارج من قلم متمرس على ضروب الطعن ، ومتمرن على صنوف المواجهة .

قبل ثورة الجرعه كما يسمونها القطعان  شاهدتُ على صفحة أحدهم يستند  بمقولة أبي ذر الغفاري (عجبتُ لمن لا يجد قوت يومه ولا يخرج حاملاً سيفه بوجه السلطان ) ، أتذكره الآن عندما كان يتغنى بها ،  كان الجوع وقتها ينبش بعروقه وشرايينه ، فتخرج المفردة من بين شفتيه موسيقى ناعمة وترتيلا ناعسا ، ومع تسارع الأيام   والشهور والأعوام  يعتلي ذالك الشخص المحسوب على بني البشر إنسان  مسؤولية في الدولة ، ويصله الغنى من أقذر دروبه لينقله إلى مقام الأثرياء الذين لا يشق لهم غبار ، عندها رأيته قد باع أبا ذر وجميع مقولاته ، وعلق بعضها على الحائط ، وبدأت مقولات الأمس تتحول إلى نكات سمجة يضحك من خلالها على ذقون المساكين من هذا الشعب الذي صعد على أكتافه .

أحتاجُ إلى قلم ينفخ غضبه في وجه المتغطرس ، ويصرخ فيه : تباً لحاكم عانى من فقره ، وعندما اعتلى العرش ، أصبح عاجزاً عن ملء بطن يتيم ، أو ستر جسد أرملة .

أحتاجُ ـ أيها القوم ـ إلى قلم كافر ، أغرسه في صدور الديناصورات  والقطعان الوحشية ، ليمزق اللثام عن قبح الأعمال وزيفها ، لعلّ ثمة بريق ينبثق من نفوس الفقراء الملوّثة بالذل ، لينهضوا شاهرين سيوفهم بوجه مَنْ ضحك عليهم ، وسرق حقوقهم ، وأهان كرامتهم ، وجعلهم كالديدان يتزاحمون على رغيف الخبز في مستنقع حياتهم وإذا ما فكر أحدهم وطالب بحقه وقوت أطفاله قيل عنه عميل ومرتزق وطابور خامس .

أحتاجُ إلى قلم شريف وصادق وجريء ، يسرد للجميع حكايات أيام التوافق ، عندما كان الناصحين  ، يلقنونا النصائح  عن طريق الحقن المختلفة ، وهي تمر بأدوار استحالتها ، من منبعها وحتى خروجها متورمة في رؤوسنا ، وطافحة على ألسنتنا ، كان أولياء الخداع ، يرضعوننا الزقّوم من ثدي الوهم ، لنسكر في حانات التبرير ، وفي مواخير المثالية .

كانت الخطابات طويله  وممله  وكنـّا أقزاماً نتبرك بغبارها  ، وعندما مر زمن من الدهر  وهرمنا منهم ومن كذبهم ، وجدنهُم يرتقون إلى حياة أخرى ، قد طلّقـوا رؤوسهم ألف مرّة ، واقتلعوا ألسنتهم ألف مرّة .

أحتاج إلى قلم من نوع الفأس ، لأزيل به جدار التعتيم ، وأظهر للفقراء كيف تبذر أموالهم  في شراء السيارت الفارهة و  العقارات  الفخمة في وطني وكذا في  عواصم الدول الكبرى ، وإيداعها في بنوك الغرب .!!؟

أحتاج إلى صاحب  قلم شريف  وفأس قوى :

الأول يكشف ملايين الجائعين من الأرامل والأيتام والمتسولين والعاطلين والمتقاعدين ، وهم يفتشون في براميل  القمامة عن رغيف خبز في بلد قادر على إشباع الكون بأسره ، والثاني يحفر على جدار التاريخ :

( سحقاً للشعب الذي لا يجد قوت يومه ، ولا يخرج حاملا سيفه بوجه السلطان )

مَنْ يحرق جذور الخوف وينقل شيئا من الحقيقة