آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-02:19ص

الفقيد قاسم الذرحاني في الذكرى الخامسة للرحيل المؤلم ماتزال حيّا خالدا وهاجا

الخميس - 06 أبريل 2017 - الساعة 10:11 م

فضل الجعدي
بقلم: فضل الجعدي
- ارشيف الكاتب


 

ماتزال يارفيقي مشعا كانبلاج الفجر ، جديدا متجددا كالفصول وأحلام الأطفال البريئة ، هانئا مدرارا كغيث السماء ، واقفا هنا شامخا بهامتك التي علمتنا الكبرياء وألهمتنا الشموخ وزرعت فينا بذور التحدي ،

نحن تلاميذك ورفاقك المسكنون بك نقرئك السلام من وطن بحثت عنه في دهاليز الدروب المثخنة بالجراح والكفاح ، الوطن الذي مازال لم يأتِ بعد ولم يكبر بعد ،، الدولة الضائعة تحت دانات المدافع وبيادات المليشيات ومقاولي الدين وتجار الحروب بكل اشكالهم القبيحة .!!

ارتقت روحك الى السماء بنبلها وطهرها مخلفة ورائها أحزاننا الكبيرة ووجع القضية التي مازالت تائهة منقسمة مشتته كانقسام وتشتت قياداتها ومعهم توهان الجموع الغفيرة التي ملئت الميادين وخضبت الشوارع بلون دمها القاني والذي انعكس بدوره على تعدد المقاومة وطريقة رؤيتها في تحقيق الهدف .

رفيقي القائد قاسم
مازلت اتذكر مقترحك في عزاء الفقيد المناضل الحاج مقبل مثنى زبيد حين تحدثت عن ضرورة خلق حامل سياسي للقضية الجنوبية ، هناك حين كانت الفرصة مؤاتية وكان الزخم الثوري في أوجه
ولم يلتقط فكرتك احد بل وتم رفضها بطريقة غبية تخلو من اي دهاء سياسي ،، وها نحن في ذكرى رحيلك الخامسة ما نزال في ذات المربع نبحث عن ذلك الحامل السياسي الذي سيرتقي بالقضية الجنوبية ويخرجها من حالة الموت السريري والشتات الفكري والسياسي والاصطفافات الغير مسئولة والتعصب المناطقي الأجوف الذي زادت حدته وتوسعت الى داخل الصف الجنوبي ذاته
وتفقيس المليشيات المسلحة التي لاتأبه لبناء مؤسسات الدولة ولا تسعى لإنتاجها خاصة بعد الحرب الاخيرة ضد عصابات صنعاء ومليشياتها الانقلابية التي تلعب دورا في تعميق الشتات من خلال أدواتها التي لبست عباءة المقاومة لاختراق وتمزيق المقاومة الحقيقية وتأجيل ان لم نقل - قتل أهداف وتطلعات الجماهير وحلمها الكبير في استعادة الدولة والمؤسسات - ، وكل ذلك الغثاء يبشر بمستقبل مظلم للقضية والبلد بشكل عام .

اننا ونحن يارفيقي في كل هذا الخضم والفرز نجدد تأكيدنا على بلورة دعوتك العميقة المبكرة بضرورة انتاج حامل سياسي للقضية الجنوبية وفاء للشهداء وعرفانا لنضالات وكفاحات الجماهير العظيمة وندعو أعضاء حزبنا المنخرطين في الحراك والمقاومة الجنوبية وكل القوى الوطنية تفعيل وتبني تلك الدعوة التي ستكون بمثابة سفينة نوح المنقذة من الطوفان .

ايها الفقيد العزيز الراحل ...
ان القلب مازال يحمل غصة رحيلك غير ان ما ينسينا بعض الألم هو وهجك المستمر وديمومة بقائك ساميا في ضمائرنا ومازلنا نتعلم منك حيّا وميتا .

لروحك المحلقة فوقنا السلام وسنمضي دائماً في نهجك الذي ننهل منه كلما شعرنا بظمأ الفكر وعطش الوجدان .

لك المجد كل المجد والخلود الابدي .