آخر تحديث :السبت-21 سبتمبر 2024-11:09م

الأزمات في شعر المحضار

الجمعة - 10 فبراير 2017 - الساعة 02:46 م
همام عبدالرحمن باعباد

بقلم: همام عبدالرحمن باعباد
- ارشيف الكاتب


حيثما بحثت ونقبت في شعر حسين بن أبي بكر المحضار تجده يخاطب الجميع ويتحدث بلسانهم؛ فهو من ابتهج في الأفراح وأنشد في المسرات، وهو من بكى في المآتم وندب في الأحزان، وهو من تحدث بلسان حال المواطن في وطن له تاريخ قديم وحديث ومتجدد مع الأزمات؛ فنجد شاعرنا قد تحدث تارة بلسان الفقير المكتوي الأكبر بنيران الأزمات أو بلسان الغني الذي يصله فيح النيران أقل من المتضرر الأكبر تارة أخرى؛  ففي النص التالي نجد شاعرنا الكبير قد تقمص دور الغني الذي يكون الضرر عليه أقل من غيره ثم عاد لتقمص دور الفقير فاختار أن يتحدث بلسان الجميع، فتجده يقول:

يقول أبومحضار أناماشكيت من جور الغلاء

لكن شكى جاري عمر حنين وحمد بن سلـوم

لكنه لا يلبث أن يصف حجم المعاناة المترتب على الغلاء وهو نار كما قلنا يصطلي بها الجميع على مختلف درجاتهم، فيقول واصفا حال الجميع:

واحد قدر يوكل وواحد ياخواني ماكــــــــــــــلا

كل من خرج للسوق حصل نارها ملقت سموم

ثم يطلب من التجار مراعاة أحوال المواطنين وظروفهم المعيشية الصعبة، فيقول:

دلا بنا يامعشر التجار والبــــــــــــــــــــاعه دلا

ما احنا أجانب بينكم نحن خوه وبني عمـوم

ولا يفوت أن يلفت الأنظار إلى مضار الجشع:

من جوركم صحناوراح البسط كله والســـــــلا

وغلاء المعيشه ياعباد الله يلحق بالهمـــــــوم

مايفرح التاجر بشي الا اذاكيسه امــــــــــــتلا

ولايهمه يفطر المسلم معه وإلا يصــــــــــــــــوم

وينتقل بعدها ليؤكد على دور الحكومة المفقود في الرفع من معاناة المواطنين، فيلقي باللائمة على الحكومة التي لم تضع حدا لجشع التجار:

واللوم كله عالحكومه لي عطيــــــناها الولاء

لي مخليتكم تلقون المصائب كل يـــــــــــــــــوم

ويختتم المقام بالتفاؤل، فهو يعلم أن الابتلاءات تحمل في طياتها الخير الكثير فلا يليق بالناس التضجر وإنما يجب عليهم التمسك بأمل الخلاص مما يعيشوه من شظف العيش وما يقاسوه من صعوبات الحياة، فيقول:

بلاء نزل.. الله يعين الناس عاهذاالبــــــــــــلاء

في ربنا معنا أمل إن البلاء ذا مــــــــــــــــايدوم

وغادر المحضار دنيانا الفانية وبقيت الأزمات واستفحلت وشعبنا يحاول التكيف معها بأخذ جرعات تطعيم مستمرة حتى تشبع جسمه منها وصارت الأزمات جزءا لا يتجزأ من حياته اليومية وواقعه المعاش، وظل يعيش واقع ما قاله المحضار  يوما:

أزمة ولا زالت

عروقها سبحـــــــــت

وأغصانها طالت