آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-03:15ص

عمار العزكي.. أكبر من دهشة

الجمعة - 06 يناير 2017 - الساعة 11:46 م

عامر السعيدي
بقلم: عامر السعيدي
- ارشيف الكاتب


ليس مجرد صوت يا عمار، بل خرير ساقية تنحدر من أعالي الفردوس، صوتك أكثر من غنائي، أكبر من دهشة، و أقرب من وشوشات حبيبين في هدأة وسكون ليلة مقمرة.

لقد ذهبت بالقلوب بعيدا، و أخذت بشغافها كما لو أن في كل حرف يقفز من حنجرتك عين فاتنة تغمز لمجنون، أو قصيدة شاعر تمارس إغواء الغافيات على ضفاف الأحلام والخيال.

لا شيء في هذه البلاد المحروقة بطيش بنيها أعاد إليها لحظة هدوء إلا صوتك يا عمار العزكي.

معك، يجلس اليمنيون صحبة شهقاتهم وذهولهم، حول زقزقة عصفور وحمامة بيضاء تهدل بين شفتيك كما لو أنها في نوافذ الحرم.

لم يكن بقاء هذا الشجن اليمني الخالص صدفة، بل كان قدرا من نور ترفرف حوله فراشات ليالينا المثخنة بنا و المتشحة بجوع أرواحنا إلى لحظة فرح عابر.

سوف تمر حتى أعلى الغناء بكل أناقة لتعود لنا بكسرة سعادة وبهاء كبير وكثير، سوف نكون خلفك ونعمل من أجل أن لا يعلو على زارعين العنب، زارعو الموت المباغت والشقاء المرير.

لن تقبل مهجة البلاد بأقل من بلوغ الثمالة بهذا الصوت النبيذي الذي اعتصرته يد الغيب من عنب صنعاء وشربته شفاه الدهشة من زجاجات مقدودة من غيوم المحويت ومطرزة بخضرة جبالها و مبخرة بالضباب.

ككل الكبار تسير أيها الجميل، مملوءا باليمن ومثخنا بها شأن كل طيورها ذوات الأجنحة الكسيرة والقلوب اللدنة و الأصوات المعجونة بالنشيج والفتنة و الإغراء .

لقد كنت واقفا بشموخ اليمن، يتدلى صوتك كعناقيد عنب صعدة، و يطير يطير كعصافير تهامة و هي تعبر سماء قريتك في جبال المحويت و تغني معك..
يا زارعين العنب، ما با تبيعونه..
صبر على الصبر ساعة/ عسى بعد الصبر تشرب من الحالي.
بالتوفيق يا سليل العنادل، يا AmmarAlazaki
 عقبى لك اللقب ولنا معك الفخر بك والفرح معك.