آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-08:01م

" أبو العباس " القائد المخلص لتعز ومقاومتها

الجمعة - 25 نوفمبر 2016 - الساعة 07:38 م
محمد الحكيمي

بقلم: محمد الحكيمي
- ارشيف الكاتب


ربما أن الحرب التي تشهدها اليمن قد تجاوزت السياسة إلى ما دونها وكان لطرف الانقلاب الذي بدأ بالتحريض ضد أبناء الشعب بمصطلحات مذهبية الدور الأبرز في تجاوز الحرب لمفهومها السياسي الذي يختصر الصراع في كونه صراعا حول السلطة ، لكن اتهام الشعب بأنه دواعش وقاعدة والدعوة لتحرير القدس من خلال قتل اليمنيين الذين لا يتبعون المذهب قد تسبب بظهور أطراف جديدة ، ومن هذه الأطراف التيار السلفي الذي ينتهج نهج الدعوة ويؤمن بطاعة ولي الأمر ولا يؤمن بالحرب إلا في حال الدفاع عن النفس .

ولعل الشيخ عادل عبده فارع "أبو العباس" قائد الجبهة الشرقية بمقاومة تعز يمثل أبرز الظواهر التي ينبغي التوقف أمامها ، فهو شخصية لا تؤمن بالسياسة بقدر إيمانه بضرورة المقاومة كواجب شرعي في وجه الحوثيين الذين هجروه ومن معه من أتباع معهد دماج السلفي وشنوا حرباً شرسة ضدهم وهاهم اليوم يحاربون اليمنيين في كل أصقاع اليمن.

ولعل أبا العباس الذي برز فجأة ليعتلي قائمة المقاومين في تعز قد طرح أكثر من سؤال عن السر في هذا الصعود ، لكنه أزال اللبس من خلال حواره الصحفي الذي أجراه معه احد المواقع الإخبارية فقدم أبو العباس نفسه كمقاوم وليس الدولة ، أي انه يؤمن بالعمل تحت سلطة الدولة على عكس ما تصوره بعض الأقلام التي تريد تشويهه والنيل منه لتحقيق مصالح خاصة من وراء كل ذلك .

لقد استطاع الشيخ تقديم نفسه كرجل صادق في مقاومته وليس له أي أطماع سياسية تتعلق بالمناصب وهو يكشف عن منهج السلفيين من أتباع دماج في العديد من القضايا ولعل أبرزها هي طاعة ولي الأمر وهو يؤكد أنه سينتهي من محاربة ميليشيات الحوثي والمخلوع وسيعود للمسجد يمارس التدريس دون أن يكون له أي مطامع ، كما انه ملتزم بطاعة ولي الأمر الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي رغم انه كان له دور في تهجيرهم من دماج ، لكن طاعته واجب شرعي .

ولعل الإخلاص والصدق هما الطباع التي اتصف بها هذا القائد الذي تشهد له جبهات تعز بالانتصارات التي حققها وكان له الدور الأبرز فيها على الرغم انه لم يتلقى دعماً بالذخيرة كغيره من قادة الجبهات ولهذا فقد كان يقوم بشراء الذخيرة من الدعم المالي الذي يتلقاه واستطاع خلال ذلك أن يَعرف قادة تعز وليختار الانضمام إلى اللواء ٣٥ الذي وصفه بأنه لواء وطني وقرر دمج أفراده في هذا اللواء لأنه يؤمن أن امتلاك السلاح هو حق للدولة لا لغيرها.

فالرهان اليوم على هذا القائد ومن هم مثله في تحرير تعز التي لا ينقصها إلا مقاومين يتصفون بالصدق والإخلاص والعمل من أجل التحرير لا من أجل إطالة الحرب.