آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-01:11ص

ام تبكي ليلة عرس جيرانها 

الإثنين - 17 أكتوبر 2016 - الساعة 06:59 م

عبدالله مريقش
بقلم: عبدالله مريقش
- ارشيف الكاتب


هكذا كانت البداية زقاريد ورقص وغناء ولم شمل الأهل والاحباب والجيران في بيت أهل العروسة لتكتمل الفرحة في وسط اجواء مليئه بالفرح لم تغيب ام سعاد عن هذا المشهد من السعادة والمرح بل كانت تعد نفسها من قبل لهذا اليوم، يوم سعادة يوم عرس أبنت جيرانهم.

ابتدت مراسيم العرس وحضر المعازيم وبداو بالرقص والغناء وكانت ام سعاد حاضره ومعها ابنتها سعاد.. الطفله بنت الخمس السنوات تلعب وتلهو مع الأطفال والجميع منتظر وصول العريس لأخذ عروسته .

لم تستطيع الطفله سعاد السهر بدأ النعاس يتغلب عليها واخذتها امها إلى منزلهم لترقد مع ابوها واخوتها فوق سطح المنزل بسبب انقطاع الكهرباء وعادت ام سعاد إلى بيت العرس وبعد لحظات يصل العريس في وسط موكب من السيارات والفرح وسعادة ، وأخذ البعض من الحاضرين يطلق الرصاص تعبير عن فرحتهم ويزف العروسين وسط اصوات الزقاريد وتشاهد ام سعاد ابنها وهو يلوح لها بيده وتتجه نحوه وهي تضحك وتزقرد وتخاطب ابنها ماذا تريد؟ ويقول لها ابي الذي يريدك لقد إصيبت سعاد ونقلها ابي إلى المشفى لم تسأل مالذي اصابها فقد عجزت عن الكلام ورتعش جسمها وتصببت عرقا وتحولت فرحة ام سعاد وابتسامتها إلى حزن وتنطلق إلى المشفى وتجد طفلتها قد فارقت الحياة وتسأل والدموع تنهمر من عينيها ولسان يتلعثم بكلمات غير مفهومه وجسم يرتعش من فعل هذا في ابنتي ؟ من قتل فلذت كبدي ؟ من قتل طفلتي ؟ فيكون الرد من زوجها بصوت شاحب وعيون تدمع عرس الجيران هوه من قتل طفلتي برصاصة طائشه انتهت الابتسامة وتحولت إلى انين والزقاريد إلى صراخ وتغيرت ملامح الوجوه وجميعهم يسأل نفسه لعل الرصاصه خرجت من سلاحي .

كلن يخاطب ضميره بصمت وندم وحسره على تلك الطفلة البريئه من أي سلاح إصيبت سعاد ومن يدري فقد يكون القاتل أخ او عم او خال فالرصاصه لا تستطيع ان تتحكم بها في السماء اذا انطلقت من سلاحك ، وتكثر همهمات من اطلق الرصاص ريتني لم اطلق الرصاص فكم كان حجم السعادة وكم ظل الجميع ينتظروا هذا اليوم الذي انتظروه طويلا ليبتدي في ابتسامه وينتهي بدموع سببها طلقه طائشه قهرت الكثير وحولت العرس إلى ميتم فهل يتعض ممن لا يرون اكتمال الفرحه إلا باطلاق الرصاص ، وهل يدرك أنه اثناء نشوته باطلاق الرصاص يتسبب في تخويف الأطفال وترويع النساء والشيوخ فالرصاص لا يكمل الافراح بل وسيله من وسائل صناعة الموت .