آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-03:39م

وداع الأبطال

الثلاثاء - 23 أغسطس 2016 - الساعة 09:05 ص

بشار الطيب
بقلم: بشار الطيب
- ارشيف الكاتب


ودع الوطن  و الحالمة في  (مديرية المسراخ )يوم الأحد 21 من أغسطس اثنان من أبنائها الإبطال الذين سطروا بدماهم تبشير الانتصار وفك الحصار .

 

لن  تنساكم الحالمة وأبنائها ولن ينسى جبل صبر مواقفكم البطولية وانتم تدافعون عن أرضكم وعرضكم حين أرادت تلك المليشيات أن تنال من شموخ  جبل صبر وكرامة أبنائه وعفة وطهر الحالمة،

وفي وداع  جنائزيٍ  وجموع غفيره قدمت من كل مديريات جبل صبر اتو  لوداع البطل معاذ صادق  وكذا البطل محمد عبدالحق  و  إلقاء نظرات الوداع الأخيرة لمن ذاع صيتهم قبل أن يُرى شخصيتهم ، لمن انتشروا في شعاف الجبال آثارهم إلى أسرتهم بحبهم وبصماتهم القتالية  التي تملكت الأفئدة  ، ليعانق الحنين المفروض شغاف قلوبنا جميعا...

 

وفي موكبٍ جنائزيٍ مهيب ودّع أبناء جبل صبر  إبطالا من أبطالهم الذين ولدوا بثبات الجبل الشامخ ،ورضعوا الكرامة باكرا ً

هؤلاء   الأبطال  ومن سبقهم من الشهداء  أنجبتهم ( تعز) للحرية أبطال، وربّاهم الجبل على جبِـلــّتهم رجال، ليكونوا الجنود المخلصين، والقادة الأوفياء لوطنهم وعرضهم وعقيدتهم، الصادقين في إخلاصهم لربهم فصدقهم واصطفاهم (( ...ويتخذ منكم شهداء...))ونحتسبهم عند الله شهداء .

 

انطلقت المسيرة الودائعية من منطقة ( نجد قسيم ) بحشدٍ كبيرٍ لم تشهده المديرية  من قبل إلا في جنائز عظماء وشهداء هذا الجبل ...

تتقدمهم قيادة المقاومة العسكرية والتنسيقية ،والشخصيات السياسية والمدنية  والقيادات الحزبية .

 

و الاجتماعية والوجهاء والمشائخ والأعيان والأطفال والمسنين ...

..وإن كان الحزن يلف الجموع المحتشدة التي أحبت هؤلاء الإبطال  ، إلا أن بيارق النصر التي بدأت تلوح في الأفق ما كانت لتتحقق وتؤتي ثمارها لولا الجهود المخلصة التي بذلها الأحرار ، واسترخصوا فيها دمائهم عن قناعةٍ تامةٍ بأن مصابيح الحرية لا توقد إلا بدماء الأحرار .

 

وإن يستأذن إنسان العين أن يترجم ما أثارته الشجون بدموع الفراق ،إلاّ أنه يقلص بكبرياء الشموخ الذي صنعه هولاء الأبطال  ، ويهاب من جلال المجد الذي اكتسبه جميع الشهداء والجرحى .

 

ستظل مسيرتهم النضالية وإن غُيّب جسدهم تحت الثرى حيةً بما صنع ، تؤتي أكلها كل حينٍ بإذن ربها كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعها في السماء...

 

رحم الله الشهداء ونسأل الله الشفاء لجميع الجرحى وحسبنا الله ونعم الوكيل  ...