آخر تحديث :السبت-21 سبتمبر 2024-10:11م

وطن يسكن بيتًا

الثلاثاء - 16 أغسطس 2016 - الساعة 12:11 م
همام عبدالرحمن باعباد

بقلم: همام عبدالرحمن باعباد
- ارشيف الكاتب


بغض النظر عما قصده شاعرنا الكبير الراحل/ حسين بن أبي بكر المحضار-رحمه الله- في بيته الذائع الصيت: لي خربوا دار بصعر بايخربونك**  خذعشر خذخمستعشر لابد لك من خراب**الحب فيه المزلة والعفو عين الصواب.

والذي أتى ضمن رأئعته التي يقول في مطلعها:    عزات يا راس عالي بايخفضونك** والنور لي هو يلالئ من فوقك اليوم غاب**الحب فيه المزلة والعفو عين الصواب.


والتي شكلت قراءة واقعية لما عاشه الوطن في فترة مضت؛لكني رأيت أنّ البيت يمثل إسقاطًا واقعيًا مناسبًا لما يعيشه الوطن في أزمته المتمددة وحاضره المبكي ومستقبله المسبوق بسلسلة من الأزمات المستفحلة وهو بالتأكيد سيكون نتاجًا لماضٍ سبق تطوى  سجلاته للنسيان.

 

لكن كما يقال:((من يزرع الشوك لا يحصد العنب))؛ ولأنَّ الأمر كذلك، فإنَّ كل الزوابع والعواصف التي مرَّ بها الوطن ومحيطه الإقليمي كان يجب أن تسهم بشكل أو بآخر في رسم المستقبل مثلما رسمت الحاضر، ووطننا الذي عاش دوامات صراع وفترات عصيبة لاتزال بعضها موجودة أو آثار ما انتهى منها  وهو ما لا يمكن تجاوزه بحال؛ فالجروح إذا ذهبت تبقى الندوب دلائل عليها، وإن كنا ننظر بعين التفاؤل لغدٍ مشرق لكن يبقى الحاضر نتاج للماضي.

 

وهنا أتذكر الشعار الذي رفعه منظمو فعالية تيدكس المكلا التي عقدت منتصف يناير2015م تحت شعار (العودة إلى المستقبل pack to future ) وإذا بأحداث الحرب الأخيرة تجعل الأنظار متجهه نحو الماضي؛ فأصبح شعار بل أمل الجماهير على طول وعرض الوطن (العودة إلى الماضي  pack to past ) ، ولا حاجة لتشخيص حالة الوطن الذي يشهد على مدى تاريخه أزمات متنوعة بعضها كان ثمنها باهض جدًا، فالمتأمل للبيت الذي افتتحنا به الحديث يجد إنه قد شخص الحالة.

 

ولو انطلقنا من تاريخ الثلاثين من نوفمبر 1967م لوجدنا إن الوطن صار يقف على فترة (10-14) سنة ليعيش أزمة لكنه كان يعيش أكثر من أزمة خلال الفترة ذاتها، وما صراعات ما بين (1967-1990) إلا خير دليل وأكبر شاهد على ما أقول حتى دخل البلد في فترة هدوء نسبي بعد أحداث صيف 1994م ومرت أكثر من عشر سنوات ظن الناس خلالها أنَّ خراب الحروب قد ولى زمانه.

 

لكن عاد التاريخ نفسه بعد 25مارس2015م ليدخل البلد في دائرة الحرب التي ذكرت الجماهير ببيت المحضار الذي ذكرنا بما قيل ذات يوم فهاهو الخراب يطل من جديد.. نسأل الله إصلاح الحال، إخماد نيران الخراب.. اللهم آمين.