آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-07:25م

وترجل المناضل صالح ناجي حربي

الإثنين - 15 أغسطس 2016 - الساعة 03:47 م

أنيس منصور
بقلم: أنيس منصور
- ارشيف الكاتب


على شكل موجات بحرية يأخذ بعضها برقاب بعض، تتدافع الأيام، وتتوالى الفصول والأعوام، وتتلاحق مواكب الأعمار والأقدار، ولا يبقى إلا وجه ذي الجلال والإكرام وتلك حكمة الله التي جعلتنا نقبل بالقضاء والقدر حيث فجع الوطن والشعب اليمني وأبناء الصبيحة خصوصا بنباء صاعق ومؤلم رحيل خمسة من مناضلي وأخيار ورجال الصبيحة في شتى الميادين وبين عشية وضحاها أصبحت الصبيحة مكلومة بترجل فوارسها وقادتها

رحل عنا وأبكانا رحيل المناضل الصلب الأبي الشامخ الطيب صالح ناجي حربي فتألم وأصيب بالقهر كل من عرفه أو سمع به فقد كان إنساناً من معدن أصيل, فعلى رغم تمتعه بشخصيته المتمتعة بالعلاقات الواسعة الطيبة طوال مسيرة حياته, فإن سمة التواضع والطيبة وسماحة صدره وإنسانيته و.و.و إلخ, كثير صفات كانت ولا زالت تعد أبرز بصماته

 

كان ابو وضاح صالح ناجي حربي اب واخ وشيخ وصديق يمارس دوره في ميادين الخير والعطاء والإحسان والعمل بمنتهى التواضع والإيثار ونكران الذات والزهد في الشهرة والأضواء، فلا يمن على أحد بشيء، ولا تعرف يساره ما قدمت يمينه، ولا تسعى قدماه نحو مغنم أو منصب أو سلطة أو نفوذ .. ربما لأنه كان يستمتع بالوهب لا بالكسب، ويكتفي بما حباه الله من خصال وقدرات وإمكانات ذاتية لا تحتاج إلى المزيد من المكتسبات الإضافية.

 

عرفناه وعايشناه وعشنا معه فكان متحدثا لبقا ومشوقا ومرهفا في اختيار موضوع حديثه، وفي أسلوب سرده وتنغيمه حتى تخال أنه يكتب ولا يحكي. يرسم ولا يروي. يأسرك بحديثه السحري ويأخذك إلى حيث يريد، ولا تملك إلا طلب المزيد وظل الحربي وعاش حتى وفاه الاجل من أهم الشخصيات الوطنية والقومية التي أثرت المشهد السياسي والاجتماعي اليمني وأثّرت فيها بقوة، من خلال نضاله الشريف والصريح بالكلمة والموقف والمبدأ والمشروع الحيّ والنابض بالأمل والعدالة والنهوض والغيرة على الحق

 

.

رحل صالح ناجي عن الدنيا لكنه لا زال حاضراً في دنيا هذا الوطن الذي ظل يعشق خدمته وتقديم مزيد من العطاء والنضال الوطني له ولأبنائه, ولازال حاضراً في قلوب محبيه وكل من عرفه من أبناء هذا الوطن الذين يرددون كل ذكرى تطل من رحيله: نفتقدك أيها الإنسان والعطاء,

لأنك حاضراً في قلوبنا والتي نحيي وجودك فيها بأخلص الدعاء لك, وأصدق الأمنيات بأن يتولاك الرحمن برحمته وأن يجعل مثواك جنة النعيم

 

الحديث عن صالح ناجي  وما تحلى به وكرسه في نفوس وقلوب ووجدان كل من عرفه أو قرأ عنه أو سمع ، حديث ذو شجون ويظل حديثا منقوصا ، فالإحاطة بالراحل الإنسان صعبة والإحاط بالراحل الثائر صعبة والإحاطة بالراحل الشهم صعبة والإحاطة بالراحل  الزاهد صعبة ، وعليه أقولها بصوت حزين لأهلي وبني قومي في الصبيحة ان رحيل الرجال لا يعني نهاية ذكرهم؛ فقد كان لفقيد الغالي -رحمه الله- العديد من المآثر الطيبة، والأعمال الجليلة، والذكر الحسن؛ ما يعزز ذكره بين الناس،  وسيخلد اسمه في صفحات التاريخ مهما مرت السنون

 

اسأل المولى عز وجل في هذه الفاجعة الأليمة، وهذا الرزء الجلل ان يجعل مثواه ويسكنه بيتا عليا في جنات الخلد والنعيم، ويتولى بنيه وأسرته الكريمة وذويه البررة ورفاق دربه بالصبر الجميل والسلوان إنا لله وانأ إليه راجعون