آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-10:58م

على هامش تحرير عدن .. ذكريات انتصار البريقة على الغزاة

الأحد - 03 يوليه 2016 - الساعة 07:45 ص

ناصر محسن شايف
بقلم: ناصر محسن شايف
- ارشيف الكاتب


يصادف يوم (27 رمضان) الذكرى الأولى لتحرير العاصمة الحبيبة عدن من سيطرة ميليشيات الحوثي وعفاش الغازية، وهو يوم أكتست عدن فيه بالفرحة والسرور بعد أشهر من الحرب والحصار الذي كانت تفرضه تلك الميليشيات على المديريات غير الخاضعة لسيطرتها .

وفي هذه المناسبة الغالية التي أهنئ الجميع عليها، أستذكرت حادثة حدثت لمديرية البريقة بشكل عام وشركة مصافي عدن بشكل خاص سأوجزها في هذه السطور وعلى عجالة .

ففي 24 رمضان، الفائت، وتحديداً عن الساعة السادسة و45 دقيقة مساء تعرضت المصفاة للقصف ب صواريخ الكاتيوشا من قبل ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح المتمركزة في مديرية التواهي، وأدى هذا القصف إلى اشتعال النيران في منظومة الربط بين المصفاة والميناء، وفي أحد الخزانات الذي كان مليء بمادة الكيروسين أو ما يعرف بوقود الطائرات.

وكان الحريق كبيراً وهائلاً وخطيراً جداً، كون الكيروسين مادة سريعة الإشتعال، وخلال الساعات الأولى تم محاصرة النيران واحتوائها ولكنها ظلت مشتعلة لمدة أربع أيام متتالية .

ومع إنطلاق معركة تحرير عدن التي كانت مديرية البريقة مركزها في يوم 27 رمضان .. وأثناء محاولات إخماد الحريق من قبل فرق إدارة الإطفاء التابعة للشركة، حصل تطور خطير، حيث تعرضت المصفاة لقصف صاروخي أخر عند الساعة الثامنة من صباح اليوم التالي وأقصد هنا يوم 28 رمضان، الأمر الذي أدى إلى إنتشار الحريق وإتساعه بشكل كبير وخطير جداً، منذراً بوقوع كارثة كبيرة على المصفاة وعلى مدينة البريقة .

فقد انتشرت النيران بشكل خطير إلى مواقع اخرى ووصل التهديد إلى منازل المواطنين القريبة من موقع المصفاة، وتحديداً إلى المنازل في شارعي فيصل وأسامة في منطقة السي كلاس او ما يعرف بالسوق، وقامت المصفاة على أثر ذلك باطلاق صفارات الانذار واخلاء المنازل القريبة من المصافي، في حين أستنفر الجميع وتوافد العمال والموظفين والمواطنين من سكان المديرية وقيادة المقاومة والمنطقة العسكرية الرابعة للمشاركة في أعمال إخماد الحريق والسيطرة ومحاصرة النيران، وقد إستمرت تلك الأعمال من الصباح وحتى قبيل صلاة المغرب، حيث تم اخماد النيران بشكل كامل بعد جهود كبيرة ومضنية بذلها جميع من أسهم في عملية إخماد الحريق، كما أن هناك من تعرض للحروق والإصابة خلال محاولة إخماد تلك النيران .

وهنا أجدها فرصة لأتوجه بالشكر والتقدير لكل من ساهم وشارك في عمليات إخماد الحريق وكان حاضراً معنا في تلك اللحظات الصعبة، كما أخص بالشكر الأخوة الذين تولوا عمليات القيادة و الإشراف.على جهود فرق الإطفاء وعزل الصمامات وغيرها من المهام والأعمال وعلى مدار الساعة وهم الدكتور أحمد حسن والمهندس سعيد محمد والوالد فضل حيدرة والأخ نبيل تركي وغيرهم من الأخوة ... والشكر أيضاً للجنود المجهولين من إدارة الإطفاء الذين عملوا على مدار الساعة خلال تلك الأيام الأربعة، واخص بالذكر الأخوة قيادة إدارة الاطفاء وهم الاخ مراد عبدالرب والاخ عارف عبدالله سالم والاخ الخضر البرهمي وجميع الأخوة في إدارة الإطفاء..

كما لا ننسى في هذه السطور، أن نترحم على روح الاخ والصديق المرحوم عادل علي بن علي الله يرحمة ويغفر له أحد موظفي شركة مصافي عدن، والذي اصيب بحروق في رجليه أثناء عمليات إخماد الحريق حيث كان يقف بجانب إحدى المعدات الثقيلة (شيول) والتي كانت تقوم بعملية ردم واقامة حواجز ترابية لمحاصرة النيران ومنع إنتشارها .

كما لا ننسى أن نترحم على روح الشهيد القائد الشيخ الراوي الذي كان متواجداً معنا منذ الدقائق الأولى وقدم العون بكل ما يستطيع، بل أنه أفتى للعمال والمتطوعين لإخماد الحريق بجواز الإفطار، وقام بنفسه بإحضار وجبات الغذاء والمياه لهم حتى يستطيعوا مواصلة العمل والإستمرار في جهودهم التي حالت دون وقوع كارثة وشيكة .

في تلك الأيام الأربعة، سطرت بطولات ومواقف في الإقدام والتضحية، تسجل بأحرف من ذهب، ليس المجال لذكرها أو ذكر من قام بها، ولكن أوكد للجميع أنه قد تم توثيق كل تلك البطولات، وخلال الايام والمناسبات القادمة سيتم نشرها وذكر من قام بها .

ايضاً من ذكريات تلك الأيام، أنه وعقب إخماد الحريق بشكل نهائي قبل صلاة المغرب بدقائق، أقيمت وجبة إفطار جماعي لكل من ساهم وشارك في هذه المهمة الجبارة، وكانت المأدبة بجانب موقع الحريق، وبالتحديد بجانب قسم المضخات رقم ثلاثة .

والحقيقة، أن تلك اللحظات لا تنسى ولا توصف من الفرح والسعادة والفرحة لأمرين أثنين، الأول إخماد الحريق ومنع وقوع الكارثة، والثانية تحرير مديرية خور مكسر والتقدم ومحاصرة كريتر والمعلا والتواهي التي تحررت بعد ذلك بأيام .

وفي ذلك اليوم، أقيمت صلاة المغرب في الموقع بحضور القائد الشيخ أحمد عثمان (الله يحفظه) الذي تأمم بالناس في الصلاة، والقى بعد ذلك خطبة موجزة ، هنأ الجميع فيها على إنجاز عملهم البطولي في إخماد الحريق، وعلى بشائر النصر التي تحقق على ميليشيات الحوثي وصالح الغازية .

والله الموفق