آخر تحديث :السبت-18 مايو 2024-07:38ص

كتلي المعاشيق وجمهورية الأقاليم الستة

الأحد - 26 يونيو 2016 - الساعة 05:52 م

عبدالقوي الشامي
بقلم: عبدالقوي الشامي
- ارشيف الكاتب


قراءة الصور الطالعة اليوم من قصر المعاشيق لا لون ولا ريحة جنوبية لها، بل إنها تقودنا بوضوح الى الهدف الذي جاء الى عدن من أجله عراب وحدة الأقاليم الستة الدكتور أحمد عبيد بن دغر. فالصور كما هي الكلمات تحمل إيحاءات لا تختلف كثيراً عن تلك التي الفناها من ذات المكان أواسط كل عشر سنوات طوال العقود الماضية.

ففي أواسط ستينات القرن الماضي نزل الى(فيلا) المعاشيق، قبل أن تتحول الى قصر، نزل اليها قائد كتيبة المشاة الخاصة التي أرسلتها قيادة القوات البريطانية الى عدن لمواجهة ثورة الشعب الجنوبي الأولى. وهي الكتيبة التي عُرِفت بأسم (الشياطين الحمر). وفي أواسط السبعينات إنتقل الى فيلا المعاشيق الأمين العام للحزب الإشتراكي/ عبدالفتاح إسماعيل، لإدارة خلافه مع الرئيس/ سالم رُبيّع علي. حول ما هية الثورة هل هي وطنية ديمقراطية؟ كما كان يراها (رُبيّع). أم أنها إشتراكية ذا توجه شيوعي كما أرادها (فتاح)!!

حينها كانت فيلا المعاشيق مزاراً لقيادات (حوشي) حزب الوحدة الشعبية، بقيادة جار الله عمر، الذين توزعوا حينها للسكنى في قمم الجبال المحيطة بمدخل الخليج الأمامي، المؤدي الى مرتفع المعاشيق. وفي أواسط الثمانينات كانت الفيلا مقراً لثلة من كوادر الإشتراكي. أنتُدِبو لتقييم أداء الحزب الإشتراكي حتى حينها. وكانوا في الغالب الأعم من جماعة (حوشي).

وفي أواسط التسعينات بدأت مرحلة التحول من فيلأ الى قصر على أيدي المخلوع صالح وليدشن مرحلة إستعمار أكثر بؤساً وشقاءً من سابقتها تواصلت لما يربو على العقدين من الزمن، تحدثنا كثيراً عن جمودها وتخلف القائمين عليها ولا يتسع الحيز للتكرار.

اليوم، وبعد إن فشل، عبدالملك الحوثي، في إدارة مرحلة إستعمار جديدة للجنوب من قصر المعاشيق. وبعد الحرب الضروس التي خاضها أبناء الجنوب ضد قوى (التتار) الإمامية الأكثر تخلفاً، وبعد أنهار الدماء الجنوبية التي سُفِكَتْ لحماية العرض والأرض الجنوبية، ها هي، المعاشيق تتحول الى مقر لإحتجاز قيادات عسكرية وأمنية جنوبية. بإرادة مدير القصر إبن الإخت المدلل.

اليوم، وبعد إنقلاب القصر على خالد بحاح الذي أبى إلاّ أن يكون دولة رئيس الوزراء. هاهو، مندوب الرئيس المخلوع الى حوار الموفمبيك، ومندوب عدو الجنوبيين للتوقيع على تقسيم الجنوب الى إقليمين، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، ها هو، يدخل القصر من بوابته الخلفية لتهيئة الظروف لعودة الجنرال/ علي محسن الأحمر كنائب رئيس جمهورية الأقاليم الإتحادية.

 لتبدأ مرحلة جديدة قد لا تختلف كثيراً من حيث الشكل عن تلك التي مارسها عبد الفتاح إسماعيل في سبعينات القرن الماضي، أما من حيث المضمون فالفارق كالفرق بين المفهومين السياسي والشعبي لتسمية (دولة)، التي تُطْلَقُ على رئيس الوزارة . فإبريق القهوة أو الشاي المعروف في عدن بالكتلي يطلق عليه عندنا في يافع (دولة) وإختصاراً (دلّة). لذا فالفرصة ما زالت سانحة أمام الدكتور/ بن دغر إما إن يكون (دولة)، أو البقاء(كتلي) وعاء للتوجيهات "فمن فارق قديمه تاه".