آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-08:10م

في وداع صاحب الابتسامة الرقيقة والروح الانسانية النقية وريشة الفنان المبدع الراحل (محمد سعيد عبدالله)

الأربعاء - 02 مارس 2016 - الساعة 10:45 ص

أديب الجيلاني
بقلم: أديب الجيلاني
- ارشيف الكاتب


بالتأكيد ليس ثمة من لا يعرفه من ابناء التواهي خصوصاً ومن ابناء عدن وربما البلد عموماً .. فقد كان شخصية اجتماعية مرموقة بأخلاقها وصحفية معروفة سواء من خلال عمله كفنان تشكيلي او كخطاط ورسام كاريكاتير بل وكمخرج فني وصحفي متميز اخلص لعمله وفنه وجمهوره الى اخر يوم في حياته .

 

انه الفنان المبدع بريشته وقلمه والإنسان الأروع خَلقاً وخُلقاً المخرج الصحفي ورسام الكاريكاتير الراحل / محمد سعيد عبدالله ( رحمه الله عليه ) والذي غيبه عنا الموت ومشيئة المولى عز وجل قبل ايام قلائل ليترك فراغاً جديداً في أنفسنا المكلومة اساساً بفراق العديد من زملاء المهنة الرائعين الذين فارقناهم قبل رحيله المفاجئ يوم السبت الموافق 13 فبراير 2016 م .

 

في واقع الامر لم يكن الفنان الرائع بريشته والمخرج المبدع / محمد سعيد ( ابو مراد و مجد ) مجرد صديق او اخ اكبر او حتى زميل مهنة بالنسبة لي وأنما كان ايضاً أستاذاً تلقيت على يديه أبجديات فن رسم الكاريكاتير في العام ١٩٩٤م وأساسيات فن الاخراج الصحفي والفني ( اليدوي )  خلال فترة التحاقي بالعمل في وظيفة ( مخرج صحفي ) بصحيفة ١٤ أكتوبر الرسمية ( اليومية ) مابين عامي ١٩٩٥- ١٩٩٦م ، حيث تعرفت عليه هناك حينها وبشكل اكبر ، وقد وجدته  بعكس الصورة التي حاول رسمها لي البعض في ذهني عنه.. نعم وجدته انسان خلوق وفنان أصيل وصاحب مبادئ سامية ، كما اني لم اجده في يوم من الايام غاضباً من انسان قط او ناقماً على احد ، ربما لانه كان انساناً مرهف الأحاسيس والمشاعر ونبيل بأخلاقه الراقية وتعامله مع الاخرين .. بدليل اني ومنذ عرفته لم اسمع يوما او اعرف بأنه قد خاصم احد او حمل حقداً وضغينة في قلبه الكبير على احد حتى بما فيهم ( بعض ) اولئك المسئولين الذين تعاقبوا على مؤسسة وصحيفة ١٤ أكتوبر الرسمية في عدن وكانوا قد ظلموه او ربما هضموا بعض حقوقه المكتسبة  خلال فترة عمله بالصحيفة التي ظل يعمل فيها بكل امانه وإخلاص مؤدياً كافة ماعليه من التزامات وواجبات حتى اخر يوم له فيها .. على الرغم من اني وعندما كنت اسأله ماذا ستفعل مع فلان من الناس او المسئولين والذي هضم حقك في كذا وكذا هل ستواجهه ام ماذا ، وأتذكر انه كان يقول لي وفي اكثر من موقف مثل هذا : " يا أديب ربك كريم وكفيل بمن ظلمني .. وماحد واخذ من الدنيا حاجه " .

 

لذلك أقولها وللأمانة .. باني و مع إيماني المُطلق بقضاء الله وقدره ومشيئته بأن اختار هذا الانسان الرائع وصاحب المبادئ المتميزة والاخلاق العالية الى جواره اليوم ، وذلك كما كان قد اختار عز وجل قبله عدد من الزملاء الأفاضل والأعزاء على قلبي بل والذين ربطتني بهم علاقات عمل وطيدة وصداقة حميمة وزمالة رائعة ومتميزة ، بالرغم من ذلك ومن مقابلتي وزيارتي الشخصية له عقب خروجه من المشفى في المرة الاولى وتواصلي معه هاتفياً ومقابلته في المرة الثانية وفي اخر زيارة لي الى التواهي - إلاّ اني سأظل مكلوماً برحيل هذا الزميل الرائع والصديق الوفي والمخلص / محمد سعيد والذي اعتبره احد أساتذتي في فن الكاريكاتير وايضاً في الإخراج الصحفي ( اليدوي ) وسأظل أدعو المولى عز وجل وابتهل اليه بأن يتغمد روح هذا الانسان الطيب والخلوق بواسع المغفرة وان ينزل عليه شأبيب رحمته وان يسكنه فسيح جناته وان يلهم كافة اهله وذويه ويلهمني معهم وكافة زملاء الحرف والكلمة في بلاط صاحبة الجلالة ( الصحافة ) الصبر والسلوان .. وفي الاخير أقر واعترف بتقصيري معك يا ( محمد سعيد ) وبأني لن أستطيع ان ازيد على ما سطرها قلمي المتواضع من كلمات واحرف أدرك تماماً  بانها لن تفي بحقه .. ولكني لن أستطيع بعدها سوى اختتام رثائي هذا بتذكير نفسي قبل كل من قد يقرأ كلماتي الماضية بقوله عز وجل : ( ان لله وان اليه راجعون ) وصبراً ال محمد سعيد جميعاً فإن البقاء لله وحده تعالى الذي نسأله عز وجل بان يجعلها اخر أحزانكم ( وحسبنا الله ونعّم الوكيل ) .