آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-12:07ص

عاصفة الحزم الثانية !

الإثنين - 29 فبراير 2016 - الساعة 05:47 م

حيدره محمد
بقلم: حيدره محمد
- ارشيف الكاتب


لم تكن المنطقة الخليج و عمقها الإستراتيجي اليمن قبل اليوم بمعزل عن الصراع الإقليمي منذ ما بعد حرب الخليج الأولى مع خميني إيران بارون الثورة المخملية ضد الشاه مؤسس الجمهورية الإسلامية !

 

بيد أن حرب الخليج الأولى لم تكن الأولى و الأخيرة فالصراع بدأ فعلياً فور أن انتهت بعد ثمان سنوات من الحرب العراقية الإيرانية .

 

و كانتا بغداد و الرياض ألد خصوم طهران!التي اعتمدت سياسة تصدير الثورة الداعمة للطائفية السياسية و التي تبنت دعم جماعات و أحزاب في العراق و الخليج و لبنان راهنت طهران و تراهن إلى اليوم على إستمرار نفوذها و سيطرتها عن طريق تبعيتها لها في تحقيق أجندتها التي باتت ناقوس خطر يهدد العرب !

 

إلا أن التحول الذي كان مؤثراً في قوة و تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة كان سقوط بغداد و زوال نظام صدام حسين في العام 2003م ؛ لتدخل العراق  حضيرة إيران من أوسع الأبواب في العام 2006م بعد خروج الأمريكان من العراق و بعد القضاء على الخصم الإستراتيجي الأول لطهران صدام العراق!

 

و هذا ما أزعج الرياض و الخليج و العرب عموماً ! لتعيث إيران الأفاعيل بالعراق بعد أن أصبح حاكم بغداد يحكم بمشئية الولي الفقيه!حينها كان حزب الله في لبنان قد خرج من حرب تموز منتشياً بالنصر على تل أبيب! و كان النصر نصران لطهران : نصر خروج الأمريكان من العراق و نصر حليفهم اليد الطولى حزب الله في لبنان!

كيف لا و إيران الداعم لخط الممانعة و التصدي و المقاومة في المنطقة عموماً ! و لم يخفي الإيرانيين دورهم كلما سنحت الفرصة في تقديم العون و المساعدة لحلفائهم! إلا أن المتغير الذي كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير كان الربيع العربي الذي تعاملت معه طهران  بانتقائية كشفت الكثير و كانت و مازالت تكشف إلى اليوم !

 

ففي سوريا تقاتل و حزبها حزب الله إلى جانب بشار إلى اليوم! و في البحرين دفعة بحركة احتجاجات ضد نظام الحكم! إلا أن سقوط صنعاء الذي صك بصك الربيع في سبتمبر 2014م بيد الحوثيين الحركة التي لطالما هددت الأمن القومي للرياض كان الخطر الأبرز و الأقرب الذي هدد السعودية و الخليج عموماً و الذي كان سيضرب و بقوة العمق الخليجي و خاصرته الجنوبية اليمن فور زحف الحوثيين للسيطرة على باب المندب !

عندها قضي الأمر و كان العرب على موعد مع الحسم لكبح و فرملة المخطط الذي لم يعد بحاجة إلى مزيد من ضياع الوقت في مجابهته و إفشاله فكانت عاصفة الحزم! التي أجهضت أحلام غزو المرشد في طهران !

 

- و بعد إبرام طهران اتفاقها النووي مع الغرب و فشلها في دعم حلفائها الحوثيين! و تراجع دورها بعد تدخل الروس في سوريا!

- و بعد أن هرع الروس لمباركة إتفاق وقف إطلاق النار! تقود السعودية اليوم تحالفين هامين ذا أجندة قومية عربية إسلامية تحالف عربي و تحالف إسلامي بات من المؤكد بأن إجتثاث أي دور إيراني في المنطقة أصبح من أقصى أولوياته! 

 

ورعد الشمال على الأبواب! و قد تهب العاصفة الثانية !!