آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-03:39م

بدون مقابل !!

الأحد - 14 فبراير 2016 - الساعة 05:10 م

حيدره محمد
بقلم: حيدره محمد
- ارشيف الكاتب


دافعت عن أرضك ؟ قاتلت ببسالة ؟ من محض إيمانك بإنتمائك لهذا الوطن ؟ إذاً هل كنت تنتظر مقابل لقاء دفاعك عن الوطن ؟!

 

هذا السؤال الذي أطرحه بكل مصداقية و أمانة لعناية كل أبطال حرب مارس الظالمة ضد هذا الوطن الذي أضنته ويلات و مآسي دورات الحروب اللامنتهية كلما دارت رحى حرب بين الفينه و الأخرى ؛ لتجدد مآسي و تنكى جراح هذا الشعب الذي في مجمله من يدفع ضرائب الحروب من دمه و ماله و معاناته التي تذهب هدراً و لا يعيرها المهزوم بالاً و لا يقيم لها المنتصر دوماً قدراً و وزناً !

 

إلا أن التجارب أثبتت أن أسباب نشوب حرب جديدة هي الأسباب التي تنهض من إنقاض الحرب التي خلت! بمعنى أن الحرب دائما لم تكن يوماً سبيل الحل! فالحرب هي الحرب حتى و إن انتصر المنتصر الذي قد يكون يحمل مبادئ و قيم أساسها انتزاع الحق وردع الظلم و العيش بحرية ذات حيز من الكرامة و العدالة و المساواة .

و اليوم و قد تحقق النصر بصيغة جمعية تماماً مثلما اجتاح البربر! وطننا بذريعة ذات صيغة جمعية وصمتنا بأننا إرهابيون! نحمد مشيئة الله بأن أخسى الظالمين و نصر المظلومين .

 

إلا أن التضحيات مازالت تجترح شعبنا إجتراحاً في عدن و سائر المدن المحررة من أعمال قتل و ترويع و تفجيرات و ما يخيم على هذا الشعب من إرهاب و قمع و إعتداء لا يكاد ينفك من مرحلة حتى يبلغ مراحل! فما إن حطت الحرب أوزارها حتى استعرت حرب محاولة إلحاق الهزيمة بالشعب من الداخل!

 

إلا أنني أود التركيز على أمرين هامين أرى أن الرابط الذي يجمعهما قاسماً مشتركاً قد يصيب إلى حدٍ ما ما يستوجب علينا في هذه المرحلة الحاسمة و الدقيقة و التي يجب أن نكون فيها أو لا نكون !

- الأمر الأول أن النصر تحقف بسواعد الرجال التي قاتلت بكل إيمان دفاعاً عن هذا الوطن و بدون مقابل! بمختلف شرائحه و اختلاف مشارب جماعة عن أخرى تحت راية الوطن ، و اليوم أرى أن لغز إشكالية لا أقول ضم أفراد المقاومة للجيش الوطني! لأن لا وجود لجيش وطني قاتل أساساً مع المقاومة في حرب مارس ؛ و عليه إذا كان حتماً فعلى الرئاسة و الحكومة أن تقوم بإعلان إقرار إعتبار كل منتسبي و قيادات و أفراد المقاومة الجنوبية نواة الجيش الوطني و ليس ضمهم للجيش الوطني الذي لا وجود له!فمن قاتل هم و من صنع النصر هم و من انتصر للشرعية هم بعد أن تخلى عنها كهنة صنعاء! بدون مقابل إلى اليوم! و أهل مكة أدرى بشعابها !

- الأمر الثاني سياسة صرف الهبات و المكرمات المالية و إن كانت مستحقة للمقاومة و لكن ؟ و إلى اليوم و مشهد إشكالية تأخر إقرار إعلان المقاومة الجنوبية جيشاً وطنياً كما أشرنا سلفاً بمقابل سياسة الصرف! و التي نعتبرها لا تساوي شيء أمام ما قدمته المقاومة المنتصرة لعدن و سائر المدن .

 

و ضحى الأبطال بدون مقابل من أجل الأرض و لكن! الانتصار للشرعية التي جلبه الحرب! هل يتمثل بقرار شجاع بإعلان المقاومة الجنوبية جيشاً وطنياً ! و أخشى ما أخشاه أن يمرر الانتصار للشرعية بدون مقابل !!