آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-03:59م

يا سادة الزبيدي مشروع وطني!

الجمعة - 12 فبراير 2016 - الساعة 05:54 م

حيدره محمد
بقلم: حيدره محمد
- ارشيف الكاتب


 

 

لم يكن ليتولى العميد "عيدروس الزبيدي" شرف الدفاع عن النصر و مسؤولية خدمة عدن الباهظة دوماً و أبداً لولا وطنيته و جدارته و بسالته كمواطن جنوبي أولاً و كقائد همام ثانياً ، أثبت بالفعل لا الكلام إبان معركة تحرير الضالع و معركة إسترداد العند و أم المعارك تحرير عدن الجنوب .

و الرجل لا غبار عليه و للذكر لا الحصر لمن لا يعرف المظفر عيدروس فالرجل كان من أبرز العسكريين الرافظين لواقع ما بعد سبعة يوليو -أربعة و تسعين ، و المؤسس لحركة حتم التي كانت تضم ضباط و قادة عسكريين مناهضين لسلطة نظام صنعاء قبل أن يعود و يكثف نشاطه السياسي المعارض من داخل الوطن ، بل أنه كان مطلوباً و في قائمة من صدر الأمر بإعتقالهم إذ ازعج الرجل و رفاقه سلطة باب اليمن العالي! بل و أحرج من تقاعس عن القيام بدوره من بني جلدته الذين كانوا في السلطة! حينها .

 و الرجل بعادته و إعتياده لا يحب الأضواء عمل بصمت و بجد و مجاهدة حتى أجمع عليه و راهن الجميع بجدارته و إستحقاقه في تحمل المسؤوليات الجسام بحد القاطع الحسام فجاء الامتحان و بالامتحان قد يكرم المرء أو يهان !

و كانت معركة الضالع امتحان الرجل العسكري الأول من مجموع معارك النصر و فعلاً و بمعية و حشد كل الرجال حوله انتصرت الضالع في خضم الحرب و أوج استعار نارها و صنعت النصر من لا شيء .

و لن أسهب كثيراً و أتحدث عن خطة النصر التي اختطها الرجل و طبقها الرجال بأسلحتهم الخفيفة و المتوسطة بشهادة كبار ضباط التحالف العربي للرجل ، و بحنكته العسكرية استطاع الحفاظ على النصر بعد أن جن جنون المخلوع و خاب أمل السيد في ضالع التحدي قلعة المظفر عيدروس .

 

 و ليس هذا فحسب بل قام بتوجيه القيادات الميدانية بعد النصر بفتح باب التدريب و الإعداد للكتائب التي شاركت بعد شهر من النصر في تطويق العند و معركة تحرير لحج فيما بعد ، و اليوم دئبت أصوات لا أقول أنها ليست وطنية ! أو أنها قد صرحت بفحوى الخذلان لهذا الرجل الوطني الذي بات يلتف حوله كل الغيورين على هذا الوطن مهما تعالى موج الإرهاب و التخريب في إفشال سير ركب المشروع الوطني الجامع الهادف إلى البناء و التنمية و النهضة .

 

و أرى أنه من المعيب جداً أن تنادي اليوم بعض هذه الأصوات المظفر عيدروس إلى تقديم إستقالته! و البعض الآخر ذهب ينتقد و يفند أن هناك قصوراً و تقصير من الرجل في إدارة السلطة المحلية لعدن! و لكن أن يبلغ الحد أن يتهم الرجل بأنه قد تماهى مع مغريات السلطة و المنصب! هذا هو القبح بعينه و الاتهام الصريح الصارخ الذي أراه تعدياً فاضحاً بحق و حجم و قامة المحافظ العميد الزبيدي .

 

و بكل موضوعية و عقلانية أرى أن تلك الأصوات التي تتنطع اليوم و تحلل تحليل قاصر بعيد كل البعد عن حقيقة التحدي الكبير الذي يواجهه الرجل بكل صبر و شجاعة و إقتدار .

 

- إما أن يقدم الرجل إستقالته فهو إذعان بالهزيمة يا سادة لأننا مازلنا في طور الحرب و رجل حرب بحجم الزبيدي يدرك هذا جيداً !

- و إما أن هناك تقصيراً فالرجل يواجه جهات داخلية و خارجية إقليمية بات مشروعها مفضوحاً و بلغ أعتى صور الإجرام دموية و هذا مفاده بأنه مشروع بات يحتضر في رمقه الأخير!

- و إما أن الرجل تماهى مع مغريات السلطة فبكل إنصاف يا سادة لم يجري أو يلهث أو يطلب  المظفر المنصب بل المنصب من طلبه !

 

و من أتى من الخنادق ليس كمن أتى من الفنادق و كفى!!