آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-09:40ص

تبادل الأدوار!

الأحد - 24 يناير 2016 - الساعة 05:06 م

حيدره محمد
بقلم: حيدره محمد
- ارشيف الكاتب


الجنرال محسن الاحمر و العقيد هاشم الاحمر يقودا الجيش الوطني و المقاومة في الجوف و حرض! بعد الانتصار الذي تكشفت أسراره فيما بعد أنه لم يتعدى السيطرة على بعض التباب و الهضاب! و صنعاء التي أصبحت على مرمى خمسين كيلومتر من سيطرة الجيش و المقاومة و تارة ستون كيلومتر و تارة سبعون كيلومتر! و معارك فرضه نهم تتصدر الأخبار بالبرع و المزمار!

و الواقع ينفي انتصارات القوم فالحوثيين و صالح و تحديداً في الجوف بحرسهم و مليشياتهم مازالوا يسيطيرون على أهم المعاقل في الغيل و تخوم جبال مركز المدينة الصرح و يقاتلون بضراوه بل و ارتال التعزيزات لا تكاد تتوقف! و بمقابل معضلة الجوف لا نستطيع أن نصل لفهم و استيعاب حقيقة المعارك في مأرب و تحديداً صرواح التي تستعصي إلى اليوم على الجيش و المقاومة بإسناد التحالف العربي! و قبيل اندلاع جبهة الجوف كانت صرواح اللغز المحير! حتى تفاجئنا بفتوحات آل الاحمر في الجوف! أما تعز فلا تزال ارتال تعزيزات الحرس تغدو ذهاباً و إياباً !

إذاً و إلى الآن و بعد عشرة أشهر على الحرب المستعرة لم تحسم جبهة شمالية إلى اليوم! و مؤخراً أفضى كثير من المراقبيين سياسيين و نخب إلى فرضية أراها ليست ببعيدة الحصول مفادها تحالف فرقاء الشمال! و تحديدا آل الاحمر الحلقة الأقواء التي حكمت الشمال بتقاطع المصالح زها ثلاثون عام بتكتيك تبادل الأدوار اليوم! و ليس ببعيد أن يكون الحوثيين همزة الوصل بين صالح و محسن! فقبل أشهر كان علي البخيتي المقرب من أنصار الله حالياً عضو مكتب الجماعة السياسي سابقاً كان في ضيافة الجنرال في الرياض! ؛ عندها هبت الأقلام من قاصري النظر المأزوميين بنظرية المؤامرة ليتحدثوا بترف مراهق بليد عن البراغماتية السياسية!

و في المقابل و بينما الأحداث تسير ببطىء شديد و سير معارك الشمال لا يكاد يبارح مكانه أطل علينا قبل أسبوع رئيس هيئة أركان الجيش الوطني! اللواء المقدشي ليصرح بأن الحسم يحتاج لستة أشهر إضافية ! من أجل دحر و هزيمة الانقلابيين و سقوط صنعاء! ناهيك عن ما يدور في صنعاء التي لا يبدو عليها الضعف و التهاوي في كل محاولة بائسة لإطلاق صاروخ باليستي بأتجاه الحدود السعودية!

إذاً معارك منفصلة و انتصارات جزئية و تحديدات زمنية ذات مدد ليس بقريب لفرض واقع الانتصار الذي يسعى له أنصار الشرعية بإستحقاق سعي التحالف العربي للإنجاز الذي من أجله هبت عاصفة الحزم المتغير الإقليمي حديث الساعة الذي لن يرحم صالح و الحوثيين بعد أن فشل صالح في إقناع الروس في التدخل على غرار تدخلهم بسوريا و بعد أن أكد السفير الروسي لصالح إمكانية قدرة التحالف الوصول لصنعاء!

اذاً هل نحن أمام تحالف زيدي يسعى لإعادة ترتيب أوراقه! و أمام إعادة سيناريو ما جرى في ستينيات القرن الماضي بعد تدخل الجيش المصري لدعم الجمهوريين ضد الملكيين في صنعاء وليدة سبتمبر يومها أذ كان الملكي جمهوري صباحاً ملكياً ليلاً ! حتى أدرك المصريين الرحيل بعد أن عجزوا أن يصلوا لحقيقة طلاسم و أحجيات القوم!

و اليوم مازال صالح في صنعاء! و الجنرال و العقيد على تخوم صنعاء! و كيلومترات فرضه نهم تتجه عكساً للوراء! و تعز تسعر بالحديد و النار! و لو لم ينفرط عقد آل الاحمر قبل أربع سنوات لم يكن ليتنحى صالح! و لم تكن لتسقط صنعاء بيد الحوثي في أقل من ساعتين و يخرج الجنرال فاراً !

فهل يفعلها الشاويش و الجنرال بغض النظر عن النتائج ؟ لا استبعد!!