آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-07:41م

رجل ثمين إذا رحل بقيت بقاياه

الأربعاء - 16 ديسمبر 2015 - الساعة 04:02 م

وليد الحميدي
بقلم: وليد الحميدي
- ارشيف الكاتب


رجل مثل العطر الثمين ينثر حضوره في المكان ثم إذا رحل بقيت بقاياه.. والرجل سر من أسرار السعادة الدنيوية.. هبة من الله لنا فهذا الرجل عمل كل شيء من أجل الجنوب ضحى بكل ما يملك.. بعائلة من زوجة وأبناء من أجل ماذا؟.. من أجل وطنه الهوية الجنوب العربي.!!

وهذا الرجل إذا جلجل صوته اهتزت لها قلوب أعداء الذين راحوا يتسابقون على قتلة لكن هيهات هذا الرجل عطره ثمين وباقي وحتى إن رحل بقيت بقاياه..

وتكذب أن تقول إن وجود الرجل ليس ضرورة الآن ، ففي أقل الأشياء للرجل تأثير علينا من خلال ما بت فينا من قيم النضال والأخلاص لهذا الوطن وطنا الجنوب.. و كلمة منه نحييها حياة طيبة والكلمة الأخرى منه الحرية يسقي ويروي ثم تأتي هي وتحصد هكذا نجحنا.

مات خالد الجنيدي الرجل الشهم .. مات وهو من قال(أن نموت بشرف وحرية أو نعيش بشرف وحرية وكرامة. ورغم أنه سجن هُدد بالقتل أكثر من مره لكن هيهات  ذلك لم يتخل يوماً عن حربه وكفاحه من أجل قيم المساواة والعدل والكرامة. ولا أنسى قوله "كافحت لمحاربة القعم والفساد وحكم صنعاء وأحتلالهم لنا رغم ظروفي المادية جيده وعرض علي أكثر من منصب لكن لا هناك أرض تنهب هو وطنا الجنوب ". جملة متزنة لا تصدر الا من إنسان يمتاز بالعقل والحكمة معاً.

قلة تحملت وضحت في سبيل أوطانها. كافح  خالد الجنيدي  لوطنه الجنوب العربي وأمه (عدن)  وسجن سنوات طويلة ورغم ذلك لم ييأس وخرج من السجن لكن رغم دلك لم يضعف أو يخاف بل استمر حتى الرمق الأخير.

ورغم عظمة خالد الجنيدي وكفاحه المؤلم من أجل وطنه إلا أنه كان قمة في التواضع حيث يقول في مقابلة معه أنا لست متميزاً أو منفرداً عن الآخرين بل أنا جزء منكم  وجزء كل من كافح وناضل للوطن الجنوب..

ورغم سجنه لمدة طويلة وضربة في معتقلات الأمن المركزي البغيض الا أن البسمة لا تفارق وجه خالد الجنيدي وتمتعه بروح المرح والدعابة.

خالد الجنيدي شخصية ونموذج رائع للعدل والإنسانية ولشخص يتمتع بصحة نفسية جيدة. عرف ما يريد ليس لنفسه بل لمجتمعه وسعى وأفنى عمره لتحقيق هدف نبيل. إنسان خرج من نطاق تحقيق رغبات الذات لتحقيق رغبة مجتمع بأكمله.

مات خالد الجنيدي  بتاريخ 2014-12-15 بعد أن حرر وطنه من الظلم والعنصرية والقمع  وترك بصمته في صنع أهم وأكبر تحول سياسي في الجنوب العربي عدن .

وفي النهاية من حق هذا الرجل العظيم  أن يقف كل الجنوبيين حزناً واحتراما له، لرجل هو ليس بطلاً في عدن فقط بل في الجنوب كله.

 وقفات مشرفة وبطولات خالدة قدمها ويقدمها رجال الجنوب الاوفياء من اجل الحفاظ على أمن الوطن الجنوب العربي وحمايته من الفئة الضالة.

وما زال الجنوبيون يتذكرون بكل فخر واعتزاز التضحيات الكبيرة التي سطرها رجال الاوفياء من اجل ان يبقى الوطن حراً ابياً شامخاً يسوده الأمن والأمان في كل ربوعه واراضيه الطاهرة منهم الراحلان زين اليزيدي و المحافظ جعفر وغيرهم وأن شاء الله في جنان الخلد مع الشهداء والأبرار يا خير شهداء الجنوب.