آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-09:06ص

تجديدالفكر الديني ... سلاح هزيمة التطرّف

الإثنين - 23 نوفمبر 2015 - الساعة 11:37 ص

حسن علي كرم
بقلم: حسن علي كرم
- ارشيف الكاتب


منفذو العمليات الارهابية في باريس لم ياتوا من خارج أوروبا بعضهم يحمل الجنسية الفرنسية و آخرون جنسياتهم أوروبية ، في الكويت الشبكة الداعشية الاخيرة المتهم الاول لبناني من مواليد الكويت ، و والده ذو مكانة أجتماعية عالية حيث قارئ قرآن معتمد من قبل وزارة الأوقاف الكويتية و كذلك من وزارة الاعلام ، في أعترافاتهم للجهات التحقيقية قالوا انهم لم يخططوا لعمليات تفجيرية في الكويت ، و في الكويت أيضاً تم حتى الأن إكتشاف أربع خلايا داعشية هذا بخلاف تفجير مسجد آلامام صادق في العاصمة ، مسؤولون سياسيون أمريكان و عسكريون أستراتيجيون صرحوا أن القضاء على الدولة الاسلامية الداعشية يطول لسنوات ، السؤال هنا ليس من كان وراء تأسيس هذا التنظيم الإرهابي او طرق تمويلهم بالاموال و السلاح و تجنيدهم للارهابيين بقدر السؤال الأهم عن العقيدة المظللة التي يعتنقونها و ينفذون عملياتهم الاجرامية على أساسها ً من هنا باعتقادي الحرب على الدواعش لا تنتهي أذا لم تبدأ الحرب أولاً على العقيدة المظللة التي يعتنقونها ، فالدواعش لم يخرجوا من باطن الارض أنما أمتداد لتنظيمات متطرفة وجدت على الساحة الاسلامية في حاضر الأمة و في غارب زمانها ، فلئن تعددت الإسماء و المسميات لكن تظل العقيدة الداعشية هي عقيدة القاعدة و عقيدة طالبان و جبهة النصرة و جيش الاسلام و الشباب الصومالي و بوكوحرام و و و ، و لعلنا قد نحمل العقيدة الوهابية السلفية أكثر مما تحتمل لكون الكثيرين من المفكرين و الكتاب المعاصرين يدينون الوهابية أعتناق التنظيمات المتطرفة عقيدتها ، ألا أن الواقع فأذا كانت العقيدة الوهابية تنحو على التشدد الا أن الصحيح ايضاً هو أن التنظيمات المتطرفة قد تجاوزت الوهابية وأبتدعت لنفسها عقائد متشددة خارج الأُطر الوهابية و الحنبلية ، و هذا لا يعني أن نبرأ الوهابية من كونها متشددة لكن نقصد أن علماءهم أبتدعوا أفكاراْ و عقائد خارج الأُطر الوهابية خصوصا أن الكثير من هؤلاء لم يدرسوا الدين في معاهد دينية عريقة كالأزهر الشريف او تعمقوا بتعلم اللغة العربية التي يحتاج أليها طالب العلم الديني ، انما علماءهم - أذا جاز هذا التعبير - بسطاء علومهم الدينية قليلة و لغتهم خليط ما بين العربية و لغات محلية ....

أن القضاء على داعش و اخوات داعش و اخوان داعش و أقرباء داعش و جيران داعش و كل التنظيمات الداعشية و غير الداعشية المتطرفة و التي تتخذ من الاٍرهاب سبيلاً لنشر عقيدتها لن يتحقق الا بعدما تتم الهزيمة بالعقيدة الداعشية ، فالمنتسبون لتلك التنظيمات ليسوا كلهم بسطاء أو عاطلون عن العمل او بائسون أو يائسون ( طفرانين من الدنيا ) أو تعليمهم محدود حتى نعذرهم و أنما فيهم أطباء و مهندسون و كبميائيون و تكنولوجيون و فيزيائيون و عسكريون و طيارون ...ألى اخره ، فكيف أنضوى هؤلاء الى تنظيمات يعلمون انها متطرفة و أرهابية غير أقتناعهم أنها العقيدة الإيمانية التي تحقق لهم الراحة في الدنيا و الراحة في الجنه عندما يتمددون على الأرائك و يتعانقون حور العين (....) !!!

لقد فشلت المؤسسات الدينية في كل العالم الاسلامي من توصيل المادة الدينية الى عقول الناشئة على أساس عقلاني و رأي حداثي ، بل أن الأنكى أن المتصدين للفتيا و الدعاة الدينيون منغلقون و لا زالوا يعتمدون على شروح و تفاسير ألفها القدماء كانت تناسب عصرهم ، و لعل الوقوف على اطلال و قبور هؤلاء و رفض تجديد الفكر الديني هو احد المعضلات التي تزيد جذوة الخلاف بين الطواىف الاسلامية و تتسع دائرة التطرّف ، من هنا فلا هزيمة للفكر المتطرف الا بتجديد الفكر الديني الذي يواكب العصر ، بمعنى عصرنة الدين ، و هذا ما لا يمكن تحقيقه ، و تالياً ما لا يمكن هزيمة الاسلام الداعشي طالما يرفض رجال دين للعصرنة و يقفون على أطلال الماضي و أرث دارسٍ قد تجاوزه الزمن .....