آخر تحديث :السبت-21 سبتمبر 2024-10:38م

عشق المكان (الحلقة الأولى)

الخميس - 22 أكتوبر 2015 - الساعة 09:49 م
همام عبدالرحمن باعباد

بقلم: همام عبدالرحمن باعباد
- ارشيف الكاتب


الأماكن كالأشخاص.. نحبها أحيانًا ونكرهها أحيانًا أخرى، وتبقى الانطباعات المأخوذة هي من تتحكم في عواطفنا وتجيرنا كما تريد لا مثلما نريد نحن وكأننا أصبحنا أسارى لأحكامها، وكما يقال:((المكان بمن فيه))، فإذا لقيت ما يعجب من سكان المكان فإنك تضعه في سويداء قلبك أما إذا وجد العكس فتقذفه بدون أدنى أسف أو مبالاة.
المكان والإنسان.. علاقة أزلية؛ لذلك لا غضاضة في أن نجد من يحن إلى مكان ما ويعد حنينه إليه جزءًا من حياته أو أمرًا لا يستطيع تركه مهما كان وحصل؛ فبعض الأماكن تترك أثرًا خاصًا في نفسك ويكون لها وقع خاص في وجدانك، هذه الذكريات تجد أنها تصنع ببساطة وتلقائية أحيانًا كثيرة وكما يقال: (رب صدفة خير من ألف ميعاد).
وهناك أماكن بنيت معها علاقة حب ونشأت قصة عشق لها وحفرت مكانتها في سويداء قلبي، سأستعرضها تباعًا بإذن المولى: 
1- مسجد مشهور: 
يقع هذا المسجد بحي السلام بالمكلا في خاصرة الجبل، تتناثر حوله البيوت ويطل عليه بحر العرب من جهة الجنوب والجبل الأحمر من جهة الشمال، وقد شدني لسبب لا أعلمه منذ أن صليت فيه أول صلاة قبل سنوات عدة، وينتابني شعور خاص عندما أكون في الأحياء المجاورة أو حتى الشرج فأطلب ممن يرافقني أن يذهب معي لأداء الصلاة في هذا المسجد رغم أنه ليس فيه تلك المزايا التي ربما للأسف - تسارع البعض وشد الرحال للصلاة في المساجد التي تحظى بها؛ للاستفادة من تلك الميزات، كالتكييف وبرادات الماء المنتشرة بكثرة، وذلك لكي ينعم هذا المصلي بأكبر قدر ممكن من التكييف قبل أن يخرج إلى الجو المكفهر والمليء بالعوادم وروائح المجاري، فما إن يخرج إلا ويجد الرطوبة المرتفعة والحرارة الشديدة بانتظاره فيخسر عديد الأملاح والمياه بمجرد مجاوزته عتبة المسجد.