كان واضحاً ان الذين يقفون خلف الحادث الاجرامي الذي استهدف فندق القصر في عدن يتطلعون الى غاية رئيسية واضحة للغاية تتمثل في محاولة الوصول الى مرحلة دفع حكومة الرئيس هادي الى مغادرة ارض الوطن وتجميد الاتجاه الرئاسي الذي يتغيا تحقيق واقع من الاستقرار الاداري والتنفيذي للدولة.
عود هادي الى مدينة عدن وفق معطيات وقراءات شتى كانت في واقع الامر حدثاً صادماً لاطراف عديدة ما انفكت تعبث في مقدرات البلاد وتسعى للحيلولة دون عودة الحياة السياسية واعاقة اي توجه لتفعيل اداءات الاحزاب والاستمراء في نهج الانفراد والعبث الامني في المحافظات واقصاء الاخرين دون مسوغات سوى الانقلاب على كل شرعية او اتفاقات سابقة.
ومع انها عودة بديهية كنتاج للانتصارات الميدانية اللافتة التي تمكنت من تحقيقها قوات الجيش الوطني المسنودة بالمقاومة الشعبية الجنوبية الا ان تلك الاطراف "صالح والحوثيين" ما انفكت تحاول على طريقة المكابرة انكار الوقائع الماثلة على الارض والايعاز الى ان ثمة واقع مغاير لحقائق الميدان.
غاية دفع حكومة الرئيس هادي الى مغادرة ارض الوطن لا يبدو انها مقتصرة على ذلك فحسب حيث ان محاولة تثبيط وصول قواته الى مشارف صنعاء يبدو هدفاً او غاية اخرى في ظل مخاوف بائنة الجلاء لدى هذه الاطراف من امكانية تحقيق تطلعات شتى اطياف العمل السياسي والمجتمعي باقتراب تحرير العاصمة صنعاء من القوى التي سيطرت عليها في غفلة من زمن الاقالات لقيادات عسكرية وامنية كان لها دور لافت في حماية سيطرة الرئيس على صنعاء خلال مراحل زمنية منقضية والحيلولة دون استشراء اي توغلات لجماعات متطرفة لا تؤمن بالمدنية والطريق السياسي في الوصول الى كراسي المسؤولية والحكم.
ثالثة الاثافي في تعليلات استهداف فندق القصر مقر اقامة الفريق الرئاسي تتجلى في محاولة الرد على الحدث الاستثنائي المتمثل في تمكن قوات الجيش الوطني من تحرير محافظة مارب من اخر تواجد حوثي وهو انجاز كبير الحق حالة من الهستيريا بالاطراف المناوئة لاعادة هيبة الدولة واستعادة المحافظات التي طالتها يد التوسع والانقلاب والعبث.
ردود نائب الرئيس على حادثة فندق القصر التي حملت في طياتها جانب كبير من الثقة الكاملة من تحقيق الغايات لتطلعات "استقرار الامور بعدن وتحرير صنعاء" جاءت لتؤكد ان تحقيق ما يتغيا اليه هؤلاء "ثنائي العبث الحوثي الصالحي" يبدو في واقع الامر ضرباً من مستحيلات حيث ان قيادات الحكومة في واقع الامر وصلوا الى قناعات كاملة في ضوء معطيات شتى بضرورة البقاء في مدينة عدن واستكمال مسيرة اعادة بناء اجهزة الدولة التنفيذية واعادة الواقع السياسي تدريجياً وصولاً الى انجاز تعهدات تحرير ما تبقى من المحافظات اليمنية.