حين كان الدكتور محمد علي مارم في رئاسة فريق بناء الدولة بمؤتمر الحوار الوطني الشامل كانت التطلعات لديه واقرانه في الفريق تصل مستويات لافته في بلوغ غاية انجاز صيغة حقيقية ورؤية واقعية لشكل وهوية الدولة وطرائق ادارتها بما يرضي قطاع واسع من المواطنين ومختلف الوان الطيف السياسي.
في مكتب الرئاسة بعدن، لم يعد الدكتور مارم ذلك التكنوقراط الباحث عن تزيين النصوص بمفردات الارضاء لغرور الطامحين بايجاد دولة مؤسسات حقيقية، لقد اضحى الدكتور يمارس سلطة فعلية بموجب قرار تعيينه وهو ما لفت الانظار الى ما بوسعه ان يقدمه بموازاة مممكنات التطبيق الجزئي او الكلي
لمصفوفة الاطروحات التي جرى صياغتها بعناية فائقة في اجتماعات فريق بناء الدولة برئاسة الدكتور خلال يوميات الحوار.
في جانب من اداءاته يشعر المرء بحضور طافق لنظرية المسؤولية في الاقتراب من محاولة تطبيق جانب من تلك المصفوفات الرائعة وادراجها في سياقات التنفيذ العملي.
ومع ان عدن بارحت لتوها معارك التحرير من عبث جماعة ما انفكت تعبث بمقدرات البلاد في محاولة يائسة بما يعني لتحقيق اطماع التوسع بما يعني استعصاء تطبيق اي مفاهيم ذات صلة بمفهوم ادارة الدولة ععلى نحو احترافي للغاية، الا ان الدكتور يحاول منذ توليه مقعد ادارة مكتب الرئاسة الموازي في واقع صنعاء السابق للحكومة من حيث
النفوذ والسلطة او يتجاوزها تحقيق ممكنات ضئيلة للغاية لتطبيق تلك الاطروحات التي اثارت اعجاب العديد من النخب السياسية في الداخل والخارج.
عقب عودة دولة الاستاذ خالد بحاح وجانب من اعضاء الحكومة الى عدن وما سيترتب على هذه العودة من شروع في اعادة ترتيب مؤسسات الدولة داخل المدينة اظن ان ثمة فرصة حقيقية لائحة لكي يتمكن الدكتور من انفاذ تجربته المتميزة في فريق بناء الدولة وتطوير اداء وعمل مؤسسات الدولة والارتقاء بها الى ما يوازي التطلعات