آخر تحديث :الخميس-07 نوفمبر 2024-03:20ص

ما قبل معركة التحرير!

الثلاثاء - 08 سبتمبر 2015 - الساعة 05:46 م
حسين اللسواس

بقلم: حسين اللسواس
- ارشيف الكاتب


 

 

حسين اللسواس

 

[email protected]

 

مع ان التحضيرات العسكرية في مارب تجري على قدم وساق بهدف بلوغ غاية الاستعداد الامثل لمعركة تحرير صنعاء من هيمنة المليشيا الحوثية، الا ان هذه الاستعدادات التي بلغت حد حشد 20 الف مقاتل ومئات الاليات والمدرعات لا تبدو كافية لتحقيق نظرية النصر السريع الذي يتطلع اليه الرئيس والحكومة في الرياض.

 

معطيات شتى تشير الى ان تحقيق مثل هذه الغاية "النصر السريع والحاسم" يتطلب حزمة من الترتيبات الموازية مع تلك الاستعدادات من قبيل السعي الى شق عرى أي اتفاقات او تفاهمات سبق للمليشيا ان ابرمتها مع قيادات عسكرية وبالاخص تلك التي اضطرت الى القيام بمثل هذه التفاهمات كنتاج لاستعصاء مقاومة الحوثي في مراحل منقضية.

 

الترتيبات الموازية التي من شأنها تحقيق غاية تحرير العاصمة لا تقتصر على ذلك فحسب، محاولة تأجيج جبهات القتال ذات البعد التليد "جبهات المقاومة الازلية للحوثي" كأرحب والجوف وغيرها للحيلولة دون امرين اولهما: تمترس الحوثي في صنعاء وتركيزه على مواجهة قوات الجيش الوطني وثانيهما: الحيلولة دون تواصل الامداد لمليشياتها باعتبار ان جبهات القتال التليد يمكن ان تسهم بنسبة معينة في منع وصول أي امدادات لمليشياته في صنعاء.

 

ثمة من يرى ضرورة الحث على اثناء الحوثي عن الاستمرار في احكام قبضته على صنعاء قبل معركة التحرير بمعنى إفقاد الحوثي نظرية تأمين جبهته الداخلية،

مثل هذا الترتيب لا يمكن ان يتأتى دون الايعاز الى قوى مناوئة للحوثي ايديولوجياً للقيام بمحاولة تصديع الجبهة الداخلية وصولاً الى الاسهام في منح فرصة اكبر للقوة العسكرية المكلفة بتحرير صنعاء.

 

رغم ان معظم القوى المدنية المتواجدة في صنعاء ناضلت منذ مدة ضد وجود الحوثي ولم تدخر جهداً لإثناءه عن الاستمرار بإدارة الامور في صنعاء الا ان ذلك لا يمنع من القيام بأي جهود لتعزيز وتصعيد وتيرة المناوئة المدنية ضد الحوثيين.

 

خطوات كالتي سبقت لا تعني بالضرورة اغفال حقيقة ان التحرير المنتظر لصنعاء مرتبط في واقع الامر بما ستقوم به القوة العسكرية المكلفة التي جرى اعدادها في مأرب من اعمال ميدانية وهو ما يعني ان تحقيق النصر السريع والحاسم يتطلب قراراً بمزيد من التدعيم للقوة العسكرية المحتشدة في مأرب وورفدها بكل القدرات اللازمة لانجاز مهمتها في تحرير العاصمة من مليشيا دأبت على رفض الاخر والامعان في جرائم يندى لها الجبين.

 

 

خلال مراحل منقضية اسهمت نظرية شراء الولاءات في احداث تغييرات كبيرة داخل المنظومة العسكرية واشاحة ولاءاتها في اتجاهات عدة، اظن ان الرئيس والحكومة ملزمين بالاتفات الجدي الى خطوات كهذه لعل وعسى يكون لها دور في احباط أي مقاومة من جانب أي قيادات عسكرية للجيش الوطني المكلف بتحرير صنعاء.