آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-02:19ص

الشهيد الصائم .. !!

الثلاثاء - 18 أغسطس 2015 - الساعة 11:09 م

أديب الجيلاني
بقلم: أديب الجيلاني
- ارشيف الكاتب


 

لم يكن الشهيد البطل صخر ميثاق عثمان عبدالله والبالغ من العمر ( 23 ) عاماً تقريباً .. لم يكن يعلم بان القدر كان ينتظره في مزارع جعولة  ليقابل ربه هناك وترتفع روحه الطاهرة الى السماء من هناك ليكون بين الناس شهيداً طيباً طاهراً قدم روحه في سبيل الجنوب ودفاعا عن الاهل والعرض وهو صائم .. لاسيما بعد صولات وجولات خاضها ذلك الشاب الرائع والمحبوب مع رفاقه في ( الجبهة ) ولم يصاب خلالها حتى بخدش واحد  - ولكنها مشيئة المولى عز وجل التي قضت بان تنتهي قصة نضال الشاب صخر ومقاومته للغزاة الجدد للجنوب مع العديد من خيرة شباب الغالية ( عدن ) يوم الجمعة الموافق 31 يوليو من العام الجاري 2015م .

 

" الحمدلله على كل حال واسأل المولى عز وجل بان يتغمد روحه الطاهرة بواسع رحمته ومغفرته وان يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وان يجعله شفيعاً لنا يوم القيامة " كانت تلك هي العبارة التي استقبلني بها ( والد الشهيد ) الاخ العزيز / ميثاق .. وانا احاول ان أعزيه باستشهاد نجله الغالي على قلبه .. حتى اني شعرت بانه قد قال لي تلك العبارة بقناعه تامه تؤكد رضاءه بقضاء الله وقدره وان نجله الشهيد / صخر مايزال حياً يرزق عند ربه كما جاء في محكم آيات القرآن المجيد .. ان الشهداء احياء عند ربهم يرزقون . 

 

الجدير بالاهتمام ان الشهيد البطل / صخر ميثاق ذلك الشاب الرائع والمحبوب من ابناء حارته وجيرانه وحتى معاريفه وهو من مواليد 4 نوفمبر 1992م - عدن .. كان يدرس بكلية العلوم الاداريه في السنه الثالثه ، وقد لبى نداء الواجب بالخروج لمشاركة عدد من أقرانه في مقاومة ومقارعه الاحتلال الغازي الذي جاء من أقصى الشمال ليحاول فرض سيطرته على عدن واخضاع أهلها والجنوب عموماً لحكمه بالقوة وتحت ذريعه وهمية  سماها ( محاربة الدواعش ) .. اما عن قصة استشهاد البطل / صخر ميثاق .. فقد سطرها الشهيد ببطولته واستبساله عندما قرر يوم الجمعه الموافق  31 يوليو الخروج مع عدد من الشباب أقرانه وذلك  لتمشيط مزارع جعوله - وهو صائم - ليلقى ربه باستشهاده هناك في تمام الساعه العاشرة من صباح ذلك اليوم عقب اشتباكات حصلت ما بين شباب المقاومة وجيوب للحوثيين من الذين كانوا يقومون باطلاق الهاونات على الاحياء الشماليه ل ( عدن ) بهدف إفزاع ابناء المدينة وترويعهم خصوصا بعد ان بدأو يشعرون بالأمان نوعاً ما جراء انتصار المقاومة الجنوبية و دحرها لفلول الحوثيين الذين فشلوا في مساعيهم التي كانت تهدف لإخضاع الجنوب الحبيب لسيطرتهم ونفوذهم الذي انتهى بدحرهم الى أبد الآبدين بإذن الله تعالى . 

 

فهنيئاً لك الشهادة ياصخر وغيرك من خيرة شباب وأبناء عدن الأفذاذ الذين ضحوا باارواحهم فداءً لعدن .. وَبَارِكْ الله فيكم أخونا العزيز / ميثاق على صبركم .. سائلين المولى عز وجل بان يحتسب ( نجلكم ) شهيداً باذنه تعالى وان يجعله شفيعاً لكم يوم القيامة .

------------------------