آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

أعيدوا ما نهبتم .. !!

السبت - 04 أبريل 2015 - الساعة 01:16 م

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


الأمر الذي لا يدعُ مجالاً للشك أن ثمة صحوة ضمير بدأت تظهر عند بعض الشباب ممن نهبوا مقدّرات بعض الموافق والمؤسسات، وقد انبروا يعيدون ما سرقوه في ساعة ضعف أو يسلمونه لعقال الحارات وهي خطوة توجب منا الإشادة لا أن نطبل على السلبيات فحسب.

 

لغاية هذه اللحظة ولا يزال الكثير من المال والأثاث مفقود وينتظر الجميع أن يصحو الباقين ليردوا ما نهبوه لأن في الأمر فائدة ومنفعة لهم، فكلنا نشفق عليهم أن يأتوا في يوم عظيم الحر، عظيم الخطر وهم يحملون ما غلوه على رقابهم، وقد دلت على هذا أحاديث صحيحة عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حينها يستنجدون بالرسول ليشفع لهم لكن الأمر لا ينفعهم فالرسول عليه الصلاة والسلام قد أنذرهم وبلغهم في الحياة الدنيا عن مغبة فعلهم هذا لكنهم لم ينتهوا حتى باتوا يرون نتيجة صنيعتهم بين أيديهم ولات ساعة مندم.

 

كم هو عبثي أن يصدر الفعل عن قوم لهم في الأخلاق شأو بعيد، بل يعدون مدرسة في القيم والأخلاق ولا زلنا نعول كل ساعة أن تستحيل صفحة السواد التي سودناها إلى بياض، فالأمل معقود بالله أولاً ثم بضمائر من ضعفت نفوسهم أن تحيا بعد موات ليجددوا عهدهم بالقيم والأخلاق الحضرمية الإسلامية الأصيلة.

 

يدعي البعض أن لا خير يُرجى في جيل تعلم تحت عهد اللصوص والمجرمين، لكننا نخالفهم الرأي، فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا في جهالة عمياء وتربوا في زمن جاهلية لم يرَ أسوأ منها إلا في جاهلية اليوم، الجاهلية الثانية، فلما أن جاء الإسلام أضاء نفوسهم وكان خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، فكيف نيأس وهؤلاء مسلمون لكن اعتراهم التقصير وغلبهم الشيطان وشهوة الدنيا.

 

ما ينبغي أن يعلمه هؤلاء أننا لا نشمت بأحد، ولا نرقص على آلام أمتنا بقدر ما نريدها أن تصحوَ لنحقق فجر العزة الذي غاب طويلاً، ولن نستطيع أن نفعل ذلك إلا إذا أحيينا الإسلام في نفوسنا، وتضلعت أرواحنا بالأخلاق العلية والقيم النقية.

 

وفي النظر لهذا الوضع يمكن القول أن الأمل معقود بصحوة شاملة وعودة حميدة، وربّ محنة تستحيل إلى منحة، وربّ خطأ يحوّل المرء إلى تائب مخلص لله منكسر بين يديه، تتحرق نفسه ألماً كلما تذكرت ما اقترفته من ذنوب ومعاصي، ولن نكون أسوأ من أصحاب الأخدود الذين قتلوا أولياء الله ثم دعاهم الرحيم الرحمن، الكريم المنان إلى التوبة النصوح بل وتودد إليهم.