آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-11:22ص

لمصلحة من تشعل الحرائق .. ؟!

الجمعة - 03 أبريل 2015 - الساعة 06:05 م

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


حرائق مهولة طالت وثائقنا وتاريخنا وذاكرة نمت وكبرت مع الزمن، ذكريات وملفات وإضبارات عديدة يكمن بين طياتها تاريخ حضرموت العريق، تاريخ أمة عظيمة مضمّخ بعطور الزمن الجميل والجهود المخلصة التي جمعت أمجادها على طول المسيرة المضيئة .

 

إذاعة المكلا .. تلك الإذاعة المميزة من دون ذنب أحرقت، ووثائق للدولة القعيطية نهبت، ومؤسسة باكثير غابت عن المشهد أو غيّبت، ومرافق تشتعل بنار الأسى دون أن نعلم لماذا يحصل ذلك أو لمصلحة من !!.. من يشعل الحرائق في أفئدتنا .. ومن ذا أحالها رماداً .. ؟!

 

أدركت كم نحن مساكين حينما نبصر تاريخنا يتلاشى أمام ناظرينا ولا نملك عندها إلا أن نولول ونبكي بحرقة وأسى مجداً أثيلاً أضعناه بتخاذلنا وعجزنا حيث لم نهبَّ لحماية مؤسساتنا في الوقت المناسب، بل تركناها للنهب والتحريق حتى فات الأوان، ولا أبالغ عندما أقول أننا نحن من يتحمل وزر ما حدث بشكل مباشر أو غير مباشر.

 

لا تنتظروا اليوم القادم المرتقب أو الغد المشرق المنير ما دام كل شيء ذهب مع الريح، لا أدعوكم لليأس والقنوط  بقدر ما أدعوكم لتنظروا في لحظات أضعناها من بين أيدينا لنصنع منها بسلبيتنا وصمتنا الألم والحزن، والأيدي التي تركناها تعيث فينا خراباً ونكالاً لم تفعل إلا حينما أمنت العقاب أو بشكل أوضح حينما عرفت أنها تسرح بين قطيع من النعاج أو الأحمال الوديعة.

 

صيحة في واد ونفخة في رماد .. جملة طالما كنت أسمعها وأقرأها في الكثير من المقالات والكلمات والنداءات،  لكنني لم أعرف نبرتها القاسية سوى اليوم، اليوم الذي وقفنا فيه جميعاً نبكي على أطلال الأمس، نبكي ونحن نرى كل الصيد قد استحال في غمضة عين في أجواف الفرا، وفي وسط نار أضرمها من لا خلاق لهم، فحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

لا قيمة لأي كلام يقال ما لم نبدّل من حالنا البائس وصمتنا القاتل وعجزنا وسكوتنا، ونعود أدراجنا إلى الحق من جديد، كما يجب أن نضرب صفحاً عن كل نداء يصمنا بالجبن والخور، ومن الخير لنا أن نتغير سريعاً قبل أن تأكل النار ما تبقى من شرفنا وعزتنا كما أكلت مجدنا وتاريخنا.