الخروج من العاصفة

يعتقدون أن هذا القصف لا يهمنا أو أنه يسعدنا

يتهموننا بالخيانة والعمالة أو التواطؤ في أحسن الأحوال

لا يكفون عن جرح وطنيتنا حتى ونحن نلوذ بالصمت ونستسلم لأحزاننا

أيها المزايدون .. أيها المحاربون ..

هذا القصف يستهدف قلوبنا قبل أن يصل لمخازن السلاح

يقصف أرواحنا وألواننا يوجعنا ونتألم كثيرا لكننا نبكي بصمت وهدوء

ليس بوسعنا أن نصفق للطائرات في السماء ولا أن نتحمل عنجهيتكم على الأرض.

لكن بحق هذه البلاد ..

كيف تصفقون وتهللون لقتل أهلنا وتدمير حياتنا وتطلبون منا أن نقف معكم في وجه الطوفان وأنتم المشكلة وبيدكم الحل .

نسفتم بيوتنا وأرواحنا وسرقتم أموالنا وأحلامنا واستوطنتم مدننا وقرانا وتطاردون أغانينا وقناعاتنا وكلامنا وأفكارنا وتدمرون بلادنا وتستعدون جيراننا وتهينون جيشنا وتفرضون الأتاوات على الناس وتأخذون الأطفال من أحضان أمهاتهم إلى جبهات القتال ومع كل هذا تطلبون منا أن نخوض معكم الحرب أو أن نقتل برصاصكم ..

حاولوا أن تعودوا من إنسانيتكم و وطنيتكم وتخلوا عن البندقية وقفوا معنا في طابور الوطن ثم لنتفق كيف نكون أبناء هذه البلاد ونعيش معها بحب .

أرجوكم لاتحشرونا في هذه الحرب التي أتيتم بها

أمهاتنا لن تصنع الكعك للمقاتلين فهن حتى الآن يبكين على أباءنا الذين ماتوا بأيديكم.

إخواننا لن يذهبوا معكم لجبهات القتال فأقدامهم وأيديهم مازلت مكسرة جراء قصفكم..

لن نفتح لكم بيوتنا لأننا نسكن العراء بعد أن نسفتم بيوتنا تحت صرخات التكبير ..

إذا أردتم فعلا أن نكون معكم فلا بد أن تكونوا معنا

نحن لسنا مع الموت لكنكم تحاربون الحياة

نحن لا نصفق للانهيار لكنكم تستوردون لن الدمار

نحن لسنا مع الحرب وأنتم لا تريدون أن تكونوا مع الحب ..

يا حوثي ..

من الذي اضطر المسالمين في تعز وإب والحديدة لرفع أعلام السعودية وقطر غيرك يا حوثي؟

من الذي جعل المواطنين المجروحين يهتفون للعاصفة غير بندقيتك ياحوثي؟

من الذي أهان الجيش وصادر قوُته وقوّته وجاء بطائرات الدول العربية غيرك ياحوثي؟

من الذي جعل أمهات الشهداء والجرحى في القرى المدن يبتلهن شكرا كلما لاح للقصف بارق غيرك يا حوثي؟

لقد دخلت إب التي لا تعرف غير الخضرة والجمال فجعلتها سجنا كبيرا.

لقد نزلت إلى تعز فأوجعتها ودفعتها لتحمل صورة الملك السعودي في يدها اليمنى وصورة الشهيد الأخير في يدها اليسرى.

لقد ذهبت لترويع أبناء الحديدة وهم أرق قلوبا من الملائكة جعلتهم اليوم يهتفون في الشوارع بالموت لك ونصر الطائرات القادمة من البعيد.

لقد أوجعت البلاد شمالا وجنوبا

فعلت بها كل شيء القتل والجرح والتشريد والسرقة والحرب والتفجير والتهجير .

أهنت الجيش يا حوثي وأسرفت في إهانة وترويع الشعب وسرقت الدولة ..

وها أنت اليوم تتوسل عطف من ظلمتهم بالأمس وتطلب من دعم حربك بالمال بعد أن سرقت المال العام والخاص وفرضت الاتاوات على الفقراء والأغنياء .

ها أنت تطالبهم بأن يتحدوا ضد التدخل العربي وقد أدخلت إيران.

هذه حربك المجنونة ياحوثي ولا علاقة للشعب اليمني بها إلا أنه سيكون ضحية لهوسك أنت وإيران ولجنون عاصفة الأشقاء التي أدخلتها إلى اليمن غصبا عن اليمنيين.

يا حوثي عد للشعب ولليمن وكن واحدا منا

ياحوثي عليك تسليم أسلحة الجيش والخروج من المدن والقرى

ياحوثي كف عن الحرب التي تشنها في الجنوب ومأرب والبيضاء

ياحوثي تجاوز وهم السلالة والولاية وقم بتشكيل حزب سياسي

ياحوثي تراجع للوراء من أجل اليمن إن كان اليمن شعبك العظيم كما تقول

يا أنتم ..

عندما ترفعون فوهات بنادقكم من صدورنا فلن تجد العاصفة مبررا للقصف

كل القرارات بيدكم ..

بإمكانكم أن تكسروا عنجهية الطائرات بتواضعكم

إن هذا الغرور والعناد يأخذكم إلى الجحيم

والمأساة أن البلاد ستذهب معكم ولن تعود .. لن تعود!!

يا أبواق المحاربين ..

كفوا عن الاتهامات فالجراح جراحنا جميعا

وأنتم أيها المقاتلون الأغبياء ..

فكروا في البلاد وفي أهلكم وعودوا إلى المحبة والتسامح والسلام