آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-05:00م

هل جاء دوركم يا دكاترة حضرموت ؟؟

الإثنين - 16 مارس 2015 - الساعة 07:04 م

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


لم يعد ثمة قول يُقال بعد الحوادث التي طالعناها وأصابت بضررها وألقت بظلالها على بعض الدكاترة من جامعة حضرموت وبالأخص كلية الهندسة، من خطف واستيلاء على السيارات بالإكراه والتهديد وإطلاق الرصاص، وتلقي بعض المكالمات والاتصالات غير المعلومة المصدر تحمل في طياتها نغمة التهديد والوعيد.

وفي خضم هذه المعمعة يجب ألا نغفل أمراً مهماً حيث المستهدفين هنا هذه المرة هم النخبة المجتمعية والعقول المفكرة، والمربون للأجيال والمعلمون للأخلاق والقيم، ودعاة التنوير والتقدم لهذا الوطن، ومن هذه الناحية فقط نعلن تضامننا الكامل مع المستهدفين وممن وقع عليهم الضرر، ونبدي امتعاضنا واستنكارنا وإدانتنا لتلكم الأفعال اللا مسئولة التي تنم عن تردٍّ كبير في الأخلاق والقيم والمبادئ لمن قام ويقوم بها.

من الخير لي في هذا المقام وكوني لا أزال أحمل طراوة الطالب لتخرجي القريب قبل أقل من عام أن كثيراً من الطلاب للأسف الشديد يبدون ارتياحهم وفرحتهم الغامرة مما يحدث لبعض المتغطرسين من هؤلاء الحملة لمشاعل العلم، وقد وجدت أنه من مجانبة الصواب أن أضرب صفحاً عن ذكر هذه الحقيقة المؤلمة، والأمر إن كان فيه شيء من التشفي والشماتة من قبيلهم جراء تلك الأفعال؛ إلا أن الحقيقة هي عين ما أقول.

بيد أن ما يجب التنويه إليه أن عدداً من المدرسين والأساتذة يمتلكون أخلاقاً عالية، وتعاملاً راقياً مع الطالب لكنهم ينضوون تحت سنة الله المتمثلة في ( وقليل ما هم )، بينما نرى تعقد العلاقات وفسادها بين الطالب والدكتور المتعجرف تتنامى في اطراد، ومن ينكر ذلك فليصخ سمعه لكثير من الشكاوى والتظلمات التي يكابدها الطلاب، وما نقوله ليس وليد اللحظة بل هي تراكمات لأجيال وأجيال.

هذا هو وجه الأسف في المسألة وإلا لا يمكن أن يكون المقصود من حديثنا أن الطلاب هم المتورطون فيما يحدث أو ننجي باللائمة عليهم ـ حاشا وكلا ـ ، وهو أمر لا يقول به قائل البتة، لكن لا شك أن المجتمع بجميع فئاته وأفراده يسمعون ويبلغهم ما يدور في أروقة ودهاليز الكليات، ومن المجانبة للصواب ألا نظن أن للطلاب أصدقاء وأهل وأصحاب ومناصرين وأن أفعال الناس أصبحت عصية على الضبط في وقت كثر فيه الانفلات وعمت الفوضى والقلاقل.

ليس منطقياً أن تعمد العمادة إلى إيقاف الدراسة عن الطلاب جرّاء ما حصل، فما ذنب الطلاب فيما حدث؟، وما المردود الذي يمكن أن تجنيه بهذا القرار الجائر المتسرع، غير ما يمكن أن يكرسه من مزيد من سوء الظن بالطلاب، وتأجيج للعداوة فيما بينهم، واتهامهم الضمني غير المغلف بالضلوع فيما حدث.

مستقبل أبنائنا ـ أيها الأفاضل ـ ليس ورقة للضغط أو التنفيس، ومن الأفضل للعمادة ومن لفّ لفهم أن يعمدوا إلى مراجعة القرارات الخاطئة التي اتخذوها عوض أن يحفروا قبر مستقبل التعليم لأبنائنا بأيديهم دون ذنب يُذكر، كما نرجو أن يلقى ما نقوله آذاناً صاغية وألا يذهب مع الريح السافيات.