آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:59ص

قضية الحومة .. من حقنا أن نعلم !!

الخميس - 12 مارس 2015 - الساعة 09:21 م

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


أرّقت قضية الحومة الأوساط المجتمعية بمديرية غيل باوزير، بل ربما وصلت أصداؤها إلى أبعد من ذلك، وأجدني مسوقاً في هذه السانحة إلى إعلان أسفي من الغموض الذي ساد القضية، فإلى الآن لم تتضح معالمها للجميع حتى يقفوا موقفاً واضحاً وبيّناً إن سلباً أو إيجاباً من تلكم القضية.

 

ومن حق المطالبين بتخليص الحومة من سطوة المتنفذين أن يبينوا للرأي العام ما الخطب في الأمر، ومن حق الذي وقع عليهم اللوم أيضاً وفي نفس الوقت أن يبينوا كذلك إن كانوا يملكون أية أدلة أو مستندات تعطيهم الحق في ما أقدموا عليه، أما أن يظل الأمر غامضاً في هذه الأيام النكدات التي شاع فيها القيل والقال وعمت الفتن فهذا مما لا يرضاه عاقل، وكما يقول الشاعر :

 

ظلم الرعية كالعقاب لجهلها ** ألم المريض عقوبة الإهمال

 

ومع كل ما ذُكر واعتمل على الساحة حتى الآن، فإننا يمكن أن نعي شيئاً مما دار، فالمعلومات تبين ـ كما أفاد بها بعض الشخصيات الاجتماعية على صفحات التواصل الاجتماعي ـ أن ثمة مساحة من الأرض كان قد تمّ حجزها وبيعها وهي واقعة بحرم الحومة، وكما تفيد تلك الشخصيات أن الأرض تمّ بيعها من قِبل التعاونية بعد تقطيعها وتهيئتها للبيع، ما عُدّ تلاعباً بالمال العام . حسب تلك المصادر.

 

أمر مؤسف للغاية أن يكون ما حصل من بسط على مساحات من الأرض قد جاء على يد بضعة من أبناء المديرية، وليس نتيجة لجريرة متنفذين من خارج البلاد، ومن هنا يلزمنا التنويه أنه من حق أي مواطن مستحق أن يمتلك من مساحات الأرض ما يشاء أينما يشاء وكيفما يشاء بالطرق القانونية الشريفة أو بالوسائل البينة الواضحة ـ لا الملتوية ـ التي لا غبار عليها ، إلا أن الأمر يصير محظوراً إن مسَّ بالمصلحة العامة للناس أو طال بضرره المعالم الأثرية والسياحية التي تعتبر بمثابة واجهة للمنطقة تواطأ الجميع على حرمتها منذ القدم.

 

بدا واضحاً أن سير القضية قد يأخذ منحىً مختلفاً إن لم يتم حله توافقياً بتخليص المساحات المنهوبة من أيدي آخذيها، وربما يأخذ ذلكم المنحى بالتعرج أكثر وأكثر إن سلك طريق المحاكم، فالقضاء عندنا غير مأمون شأنه شأن كثير من المرافق، والوضع عموماً كما يعرف الجميع جله يسير بوتيرة غريبة وعلى نحوٍ بائس.

 

الأمر المهم بنظري أنه وفي ظل السكوت المريب والسلبية من أهل المنطقة والشخصيات الاجتماعية خاصة، وأعني عدم قيامهم بخطوات تصعيدية جريئة كتنظيم المظاهرات الوقفات وتفعيل القضية إعلامياً مثلاً وغيرها، بينما نراهم ينظّرون في مواقع التواصل الاجتماعي وربما وقع بينهم الخلاف في هذه الفترة الحرجة وهم أحوج ما يكونون إلى روح التآلف والوحدة. في حين نرى الطلاب الصغار والشباب يتململون مما حدث فيخرجون على شكل مظاهرة منددة تنتهي بوقفة احتجاجية أمام مقر المجلس المحلي بالمديرية ومبنى جمعية غيل باوزير التعاونية الزراعية وطرحت عدداً من المطالب لسنا بصدد مناقشتها.

 

وحتى لا يفسر كلامي بالشماتة خاصة وأنني لست من أبناء منطقة القارة، لكنني كشخصية إعلامية ارتأيت من قبيل القيام بالمسئولية الدينية والاجتماعية أن أبذل النصح لإخواني الأفاضل في القارة ولربما عادت بي الذاكرة لأتذكر مرحلة الصراع التي حدثت في النقعة في كفاحهم لإنجاز طريقهم الإسفلتي بعد سنوات وسنوات من المعاناة والتحدي والعراقيل، فأحببت أن أحفزهم على المضي قُدُماً في مساعيهم حتى تكلل جهودهم بالنجاح والتوفيق.

 

والأهم مما سبق وفوق ما تقدم فإنني أعلن تضامني الكامل مع أبناء منطقة القارة إن كان ما وقع عليهم من سوء بغير وجه حق، وأدعوهم بشدة إلى التكاتف فيما بينهم البين في هذا المنعطف الخطير الذي تمر به المنطقة، ولا نبالغ إذا قلنا أننا إذا سكتنا اليوم عن مثل هذه الممارسات إذا ظهر تجاوزها وتعديها على المال العام والمصلحة العامة فإن ما سيحدث غداً سيكون أعظم من ذلك بكثير .